القمح السوري وتحديات الأزمة الغذائية العالمية
القمح السوري وتحديات الأزمة الغذائية العالمية
انتقلت سورية بفعل الحرب من بلد ينعم بالإكتفاء الذاتي في مجالي الزراعة والغذاء ومصدر إقليمي لها، إلى بلد يعاني النقص في المحاصيل الزراعية، والحاجة إلى استيراد العديد من المنتجات، كما أنهت سورية عام 2021م، دون تحقيق المأمول من خطة زراعة القمح القائمة على زراعة مليون و200 ألف طن من المساحات البعلية والاكتفاء بزراعة 300 ألف طن فقط.
واليوم تشهد البلاد تراجعاً حاداً في عملية الاستيراد والتصدير على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية، التي حدت من كميات القمح الواردة إلى سوريا، والتي تسهم بجزء كبير من الصناعات الغذائية مثل المعكرونة والكعك والصمون التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، ناهيك عن انعكاس ذلك أيضاً على المعجنات والساندويش بكافة أنواعه.
تأثير عالمي
تعيش سورية كغيرها من البلدان أزمة غذائية تهدد أمنها الغذائي بشكل يومي، حيث سجل سعر كيلو الطحين المعبأ “الزيرو” إضافة لربطة الخبز السياحي الكبيرة 3000 – 2500 ليرة، فيما ارتفع سعر المعجنات نحو 25 – 50 ليرة لكل قرص بحسب نوعه وحجمه، بينما ارتفع كيلو الكعك لأكثر من 8000 ليرة.
كما تجاوزت وجبة الفلافل مفهوم الشعبية برأي الموظف “علي محمود” الذي عبر عن استيائه من واقع الأسعار الحالي، حيث لامست سعر السندويشة 2000 ليرة، وتراوح القرص بين 150 – 200 ليرة حسب تصنيف المحل وموقعه.
فيما عبر آخرون عن حيرة المواطن ولجوئه للاستغناء عن الكثير من متطلباته المعيشية والتي يعتبر أبسطها الطعام.
أزمة مستقبلية
ولأن سباق الأسعار في سوريا يختلف عن غيرها من الدول ويرتبط بشكل مباشر بعدة أمور حسب رأي الخبير الإقتصادي “عامر شهدا” الذي أوضح أن الأزمة لم تأت بعد. مرجعاً سبب عدم ثبات الأسعار للتأرجح في سعر الصرف، وواصفاً عملية التسعير بالعشوائية، نتيجة زيادة الرسوم وأسعار المشتقات النفطية والنقل، عدا عن كون كافة المحلات تستخدم الغاز على خلاف البلاد الأخرى التي تعتمد الحطب أو الديزل.
وأشار شهدا إلى صعوبة المقارنة بين الأسعار في سوريا ودول أوروبا حيث يعد فارقاً شاسعاً، إلا أن ذلك لا ينفي أن مبدأ التسعير مبالغ فيه.
وبين شهدا أنه من حق التاجر التحوط في اقتناء المادة لأن استيراد القمح يعتمد على سعر الصرف المتغير، وليس سعر التكلفة الحقيقية، والذي سبب حالة عدم ثقة بين المواطن والتاجر، ومؤكداً أن عملية تثبيت أسعار السلع تحتاج لفكر إبداعي بعيداً عن التفكير التقليدي الذي يسود العمل الحكومي الحالي.
وبحسب دراسة أجريت في الرابع من آذار أكد الخبراء أن الأسعار ستتجاوز أعلى سعر تم تسجيله عام 2008 وهو 13,17 دولار، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع إضافي في أسعار الغذاء على مستوى العالم.
وبأن الارتفاع في أسعار القمح سيؤدي حتماً إلى ارتفاع كبير في أسعار الطحين والسلع المعتمدة عليه مثل الخبز والمعكرونة والبسكويت، إضافة إلى علف الحيوانات.
بارعة جمعة