مع حلول الأعياد.. كيلو السمك يتجاوز 200 ألف ليرة
مع حلول الأعياد.. كيلو السمك يتجاوز 200 ألف ليرة
ارتفعت أسعار السمك في سورية، مع حلول أعياد الميلاد ورأس السنة، لتسجل أرقاماً فلكية، وتلحق بركب اللحوم والفروج، التي باتت تصنف “للأغنياء”، ما أصاب السوق بحالة ركود، جعلت الكثير من بائعي السمك يخفّضون الكميات التي يعرضونها خوفاً من تكدسها نتيجة قلة الإقبال على الشراء بسبب ارتفاع سعرها.
ففي أسواق دمشق، سجل سعر كيلو “السمك الأرجنتيني المجمد” 80 ألف ليرة، أما سعر كيلو سمك “الأجاج” فبلغ 120 ألف ليرة، بينما سعر كيلو سمك “السردين” الصغير يتراوح بين 55-60 ألف ليرة، وسعر كيلو سمك “الفيليه” 160 ألف ليرة، وسمك “سلطان ابراهيم” 120 ألف ليرة، وسمك “تونا”، 65 ألف ليرة، وسمك “تريخون” 90 ألف ليرة، والسمك “البلطي” 70 ألف ليرة، وسمك “اللقز” تجاوز 200 ألف ليرة، وفق ما نقل موقع “أثر برس” المحلي.
اقرأ أيضاً: بعد سبع سنوات على التحرير.. 20 ألف منشأة صناعية تعود للعمل في حلب
وقالت إحدى السيدات، إنها لم تشتر السمك لأطفالها منذ عامين، بسبب ارتفاع أسعاره متجاوزاً راتبها الشهري، وشاطرتها الرأي سيدة أخرى، مبينة أنه من المستحيل أن تشتري السمك أكثر من مرة واحدة في السنة وبصعوبة بالغة.
فيما قال أحد بائعي الأسماك في دمشق، إنه اضطر إلى تغيير مهنته من بيع الأسماك لبيع الخضار والفواكه بسبب قلة الإقبال وتكدس البضاعة لديه التي تسببت بخسارته.
وأشار بائع آخر، إلى أن مهنة بيع الأسماك لم تعد كأوجها سابقاً، لارتفاع سعره، موضحاً أن العائلات ذات الدخل المرتفع تشتري السمك مرتين كل أسبوع.
وأكد مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق إبراهيم قحطان لـ “أثر برس”، أن ارتفاع سعر السمك البحري يعود إلى تغير الأحوال الجوية والعواصف البحرية، لأن الصيد بمثل هذه الأجواء ينخفض، ما يدفع الصياد إلى رفع سعر الكيلو، بينما سبب ارتفاع سعر السمك النهري يرجع لارتفاع أجور النقل من منطقة لأخرى.
من جهته، أكد الخبير الزراعي “أكرم عفيف”، أن ارتفاع سعر الأسماك يعود لتكاليف التربية والضخ ومولدات الطاقة والعلف.
من جانبها، أكدت إحدى الصيدلانيات، أنه من المفترض أن يتم تناول السمك ثلاث مرات أسبوعياً، لفائدته واحتوائه على فيتامينات وبروتينات، لكن بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع سعره يمكن تعويض “الأوميغا 3″، الموجود فيه من زيت الزيتون واللحوم والفاكهة.
وهنا يتوجب الإشارة إلى أن جميع تلك المكملات من اللحوم والزيت والفاكهة، غائبة عن الموائد السورية منذ زمن بعيد، وكذلك حبوب “الأوميغا 3″، حيث تجاوز سعر العبوة الواحدة بعد الرفع الأخير للأدوية 60 ألف ليرة، ليكون هو الآخر عصيّاً على الأغلبية.
وكانت الهيئة العامة للثروة السمكية، قدرت حجم الإنتاج لهذا العام، بـ 14055 طناً منها 11355 طناً من البحيرات والأنهار ومزارع المياه العذبة بكل أنواعها و2700 طن من المياه البحرية، مشيرة إلى أن أسعار الأسماك في الأسواق يتم تقديرها حسب العرض والطلب ولا علاقة للهيئة بذلك.
هذا ولم يقتصر الأمر على غلاء أسعار الأسماك، حيث سجل خلال الأيام الماضية ارتفاعات جنونية بأسعار اللحوم والفروج والخضار والفواكه والمكسرات والكيك، وكل ما يمكن أن يشترى، حتى أن المتجول في الأسواق يشاهد حجم الركود والكآبة التي حلت بها، ويشاهد الوجوه المكفهرة المهمومة التي سرق الغلاء فرحتها وفرحة أطفالها.
ولكن مع نهاية العام تعلو أمنيات المواطنين ألا يتكرر هذا العام بهمومه ومتاعبه، وأن يقبل العام الجديد، بفرج قادم يغير أحوالهم التي التهمها الفقر والجوع، وتعود الفرحة لتملأ الشوارع بالحياة بضحكات الأطفال وقهقهات الأهالي والأصدقاء.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع
