خدميمجتمعمحلي

ما يزيد عن مليون طالب خارج دائرة التعليم.. التسرب المدرسي مرض يهدد المجتمع

ما يزيد عن مليون طالب خارج دائرة التعليم.. التسرب المدرسي مرض يهدد المجتمع

 

يعمل “حمزة” ابن العشر سنوات على بسطة في سوق الحميدية، يقول، إنه يساعد والده في نفقات البيت بعد أن ترك مدرسته مذ كان في الصف الرابع بسبب الظروف المعيشية الخانقة، لم يخف “حمزة” مشاعر الحنين لمدرسته أو لرفاقه لكن يقول بسبب التهجير والظروف المعيشية الصعبة قرر ترك مدرسته ومساعدة أهله في ترميم احتياجات البيت التي لا تنتهي.

ويمثل “حمزة” شريحة كبيرة من التلاميذ الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها أطفالاً شيوخ بسبب تحمل مسؤوليات أكبر من أعمارهم الصغيرة، في الوقت الذي يفترض أن يكونوا فيه في مدارسهم وبين رفاقهم، فالرقم الذي أطلقته وزارة التربية لنسبة أعداد المتسربين هو مؤشر خطير لأجيال متلاحقة تارة بسبب الحرب وتبعاتها وأخرى بسبب الظروف المعيشية الصعبة أصبح هؤلاء خارج مدارسهم، وهذا ما ينذر بتبعات خطيرة وفق أخصائيين اجتماعيين أقلها انتشار الجريمة، والبطالة.

22% نسبة الفاقد التعليمي

أعلنت وزارة التربية في أحد تصريحاتها، أن نسبة التسرب المدرسي في مرحلة التعليم الإلزامي وصلت العام الماضي إلى 22 بالمئة من إجمالي عدد التلاميذ، بزيادة نحو 50 في المئة عن العام الذي سبقه، حيث بلغت نسبة التسرب آنذاك، حسب الأرقام الرسمية 12 بالمئة.

وسعياً للحد من التسرب عملت الوزارة العام المنصرم على اتخاذ عدد من الإجراءات، منها اختصار كل سنتين بسنة واحدة وتقديم سلة غذائية شهرية بنحو 75 ألف ليرة وذلك بهدف إعادة نحو مليون متسرب إلى مقاعد الدراسة، لكنها في الواقع لم تستطع إعادة سوى 160 ألف تلميذ، وبينما قدر عدد المتسربين من المدارس خلال فترة الحرب بأكثر من مليون ومئة ألف متسرب.

جهود كبيرة

بدوره، يؤكد “عبد الحكيم حماد” مدير التخطيط في وزارة التربية أن الوزارة تقوم بجهود كبيرة لتحديد حجم هذه الظاهرة، إلا أن الأزمات زادت من حدة ظاهرة التسرب وذلك سبب خروج الكثيرين من المناطق غير الآمنة، حيث بلغ عدد الطلاب المستهدفين للعام الدراسي السابق 52688 طالباً لـ 2128 مدرسة، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات والبرامج لعودة التلاميذ وتعويض الفاقد التعليمي.

اقرأ أيضاً: الحرف اليدويّة في طريقها للاندثار.. رئيس اتحاد حرفيي دمشق يتحدث عن كيفية الحفاظ عليها

وأضاف “حماد” أنه تم تطبيق قانون التعليم الإلزامي الذي يضمن توفير التعليم ومجانيته لكافة أطفال سورية من عمر 6-14 سنة، وقبول الطلاب الوافدين من داخل القطر دون أوراق رسمية، والتعميم على المدارس بعدم التشديد باللباس المدرسي حرصاً على الطلاب غير القادرين على شراء اللباس.

ولفت إلى أنه يتم التنسيق مع الجهات الحكومية لإعادة المدارس المتضررة إلى الخدمة وتزويد المدارس بغرف صفية مسبقة الصنع إلى جانب تنفيذ حملات توعية للعودة إلى المدارس بالتعاون مع اليونيسف وتقديم الحصص الغذائية.

وجهة نظر اجتماعية

وتؤكد الباحثة الاجتماعية “اسمهان زهرة” في حديثها لـ كليك نيوز، يوجد عدة أسباب لهذه الظاهرة منها تربوية أو اجتماعية وكذلك اقتصادية قائلة، تغيب المعلمين بسبب عدم الرضا المهني والاقتصادي، وكذلك يوجد أسباب تعود للأسرة كونها لها الدور الأكبر في تواجد أبنائهم في مدارسهم والاهتمام والتشجيع من خلال توفير البيئة المناسبة لهم.

اقرأ أيضاً: “حفاظاً على استمرار عملها”.. الجامعة الافتراضية ترفع رسوم التسجيل ومعدلات القبول للطلاب المستجدين بنسبة 90%

وأضافت أن الفقر نتيجة الظروف المعيشية الصعبة الأمر الذي يدفع كثيرون إلى إهمال أبنائهم والعمل في مهن تساعد ذويهم في هذه الظروف الصعبة، ناهيك عن التهجير نتيجة انتقال البعض من مناطق حدثت فيها صراعات إلى مناطق أكثر أماناً والتهجير من منطقة إلى أخرى أو حتى السفر خارج البلد.

تبعاتها

تؤكد “زهرة” أن لهذه الظاهرة تبعات على الأسرة والمجتمع والبلد ككل أولها، هدر للطاقات والقدرات وبالتالي زيادة نسبة الأمية في المجتمع والبطالة، وهذا ما يجعل الفرد عالة على المجتمع، ثانياً، زيادة المشاكل الاجتماعية وانحراف الأحداث والجنوح نحو الجريمة والمخدرات، واستمرار الجهل والتخلف.

وللحد منها قدمت الباحثة جملة من المقترحات قد تساهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة أولها، توفير الدعم للأسر الفقيرة بهدف تعليم أبنائهم، وهي توفير البيئة التعليمية المناسبة والصحية من حيث مراعاة الفروق النوعية بين التلاميذ، ونشر مراكز تعليمية لمتابعة المتسربين من المدارس.

بادية الونوس – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى