رفع أسعار الأسمدة للمرّة الثانية خلال شهرين
رفع أسعار الأسمدة للمرّة الثانية خلال شهرين
من يتابع وسائل الإعلام المحلية، يشاهد عدداً هائلاً من الأخبار على مدار العام، والتي تتحدّث عن اجتماعات حكومية عنوانها الأبرز “تعزيز الأمن الغذائي ودعم قطاع الزراعة”، لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، أما المتابع على أرض الواقع يجد أن كل تلك الاجتماعات “إعلامية فقط”، وتخصص لها مبالغ طائلة كان الأولى أن تخصص “للمواطن” في هذه الظروف، لأنه لا نفع منها على أرض الواقع.
وفي هذا السياق، وبينما يواصل الفلاحون التذمّر والشكوى جراء ارتفاع تكاليف الزراعة ومستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات وأجور حراثة ومازوت وغيرها، والتي دفعت بالكثير منهم لترك المهنة، أعلن المصرف الزراعي عن رفع جديد لأسعار الأسمدة هو الثاني خلال شهرين.
اقرأ أيضاً: بعد سبع سنوات على التحرير.. 20 ألف منشأة صناعية تعود للعمل في حلب
وأعلن تعميم المصرف الزراعي عن رفع سعر مبيع طن “سماد اليوريا” إلى 8.9 ملايين ليرة، وطن سماد “السوبر فوسفات 46” بسعر 6 ملايين ليرة على أن يتم بيع هذا النوع من الأسمدة من المخزون، وعدم بيع أي كمية من مادتي سماد “السوبر فوسفات 46 بالمئة” وسماد “الكالينترو 26 بالمئة” التي سيتم شحنها من معامل الأسمدة في حمص لحين إصدار التعليمات الجديدة حول ذلك.
وبينما لم يصدر المصرف الزراعي أي تبريرات لقراره الجديد، ذكرت مصادر في الجهاز الحكومي لصحيفة “الوطن” المحلية، أن أسباب زيادة الأسعار تعود لتبدلات سعر صرف الليرة خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت مصادر أخرى، إلى أن قرار رفع الأسعار له علاقة بدراسة كلف الإنتاج في معمل الأسمدة بحمص والتوافق على استجرار الكميات المتاحة في المعمل والمقدرة بنحو 15 ألف طن من اليوريا و10 آلاف طن من سماد الكونتر ونحو 2500 طن من سماد السوبر فوسفات، لافتة إلى أن هذا الإجراء لضرورة تأمين مادة الأسمدة خلال فترات الزراعة وخاصة محصول القمح “الإستراتيجي”.
وأكد عضو المجلس العام لاتحاد الفلاحين “محمد الخليف”، أن تداعيات عدم توافر مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الأسمدة والمحروقات سيكون لها أثر سلبي على الإنتاج وقدرة الفلاح على الزراعة.
وتوقع أن يغادر العمل الزراعي 50 بالمئة من الفلاحين بحال لم يتم إيجاد حلول لمشكلات الزراعة التي تسببت في ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم استطاعة الكثير من الفلاحين على مجاراة هذه التكاليف والعجز عن تأمينها وهو ما يسهم في عزوفهم عن العمل والتحول نحو مهن وأعمال أخرى وبالتالي فقدان وتراجع جزء مهم من الإنتاج الزراعي.
وكانت الحكومة رفعت في 26 تشرين الثاني الفائت، أسعار الأسمدة، ليصبح مبيع طن سماد اليوريا بـ 8 ملايين ليرة بدلاً من 3 ملايين ليرة بواقع زيادة 266 بالمئة عما كان عليه سعر المبيع في العام الماضي، ورُفعت أسعار السوبر فوسفات وسماد كالينترو لحدود ثلاثة أضعاف مبيعه في العام الماضي لتصبح الأسعار 6 ملايين ليرة لطن السوبر فوسفات (26 بالمئة) بدلاً من 2 مليون ليرة وسعر مبيع سماد كالينترو (26 بالمئة) بـ 5 ملايين ليرة بدلاً من 1.650 مليون ليرة.
يذكر أن أسعار الخضار والفواكه في سورية، سجلت منذ بداية العام ارتفاعات جنونية وغير مسبوقة، دفعت المواطنين للعزوف عن شرائها كغيرها من السلع الأخرى، حيث وصل سعر كيلو البندورة إلى 4000 ليرة، والبطاطا 6000 ليرة، والخيار 5000 ليرة، والتفاح 9000 ليرة، والموز 20 ألف ليرة، والبصل 6000 ليرة، والثوم 40 ألف ليرة، والجزر 3500 ليرة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع