اقتصاد

بعد السماح بتصديره من يوقف ارتفاع أسعاره؟.. التجار يسحبون زيت الزيتون من الأسواق

بعد السماح بتصديره من يوقف ارتفاع أسعاره؟.. التجار يسحبون زيت الزيتون من الأسواق

 

يعد عام 2023 كارثياً على المواطن السوري في شتى المجالات، وبشكل خاص من الناحية الاقتصادية، وسط تدهور مستمر في سعر الصرف والتضخم وتراجع القدرة الشرائية.

وازدادت الصعوبات وتوالت المصائب على سكان المحافظات، وباتت النسبة الكبرى منهم تبحث عن مصادر دخل إضافية لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات المعيشية، وشكل الغذاء أبرز تلك الصعوبات رغم فقدان معظم أصناف الطعام المعهودة، من الألبان والأجبان ومشتقاتها والبيض واللحوم وآخرها زيت الزيتون.

حيث ارتفعت أسعار زيت الزيتون في المحافظات إلى حدود فاقت قدرة المستهلكين، ناهيك عن التقديرات غير المتفائلة التي صدرت عن مكتب الزيتون والجهات الزراعية الأخرى عن موسم زيتون لا يكفي حاجة الاستهلاك المحلي.

اقرأ أيضاً: مع اقتراب رأس السنة.. بطاقة اليانصيب تباع بأكثر من ضعف سعرها في حمص

وأشارت تقديرات المكتب إلى أن ما تبقى من زيت موسم العام الماضي قد يؤمن الحد الأدنى من حاجة الاستهلاك لهذا الموسم، وهو ما دفع السوريين إلى تخفيض الاستهلاك والبحث عن زيوت أخرى أرخص ثمناً كالزيت النباتي.

واستبشر السوريون خيراً في وقت سابق عندما أصدرت الحكومة قراراً بوقف تصدير المادة بهدف كبح جماح ارتفاع سعر الصفيحة التي تجاوز مليون و300 ألف ليرة، لكن فرحتم لم تدم كثيراً.

اقرأ أيضاً: البضائع المهربة تفترش الشوارع والمحلات.. مشروع قرار لرفع الغرامة الجمركية 250 ضعفاً

وعادت الحكومة عن قرارها وسمحت بتصدير خمسة آلاف طن من زيت الزيتون المفلتر والمعبأ بعبوات صغيرة ومتوسطة، وهذه الكمية قابلة للزيادة، في رضوخ تام لإرادة ورغبة المصدرين فقط، متناسية هموم وضعف مدخول المستهلكين.

وتساءل مواطنون عبر كليك نيوز، عن إهمال الفريق الاقتصادي لحاجات السواد الأعظم من السوريين، وتكرار الأخطاء نفسها بما يتعلق بالتصدير، وهو الأمر الذي أثبت كارثية اتخاذه في مواد زراعية سابقة كالبطاطا والبصل والثوم.

وأكد أحد العاملين في معصرة بريف حمص الغربي أن التجار اشتروا مسبقاً كل كميات زيت الزيتون بهدف احتكارها، وطرحها في الأسواق شتاء بأسعار فلكية تفوق مقدرة المستهلكين.

اقرأ أيضاً: المتر الواحد يعادل الراتب.. ارتفاع أسعار السجاد ثلاثة أضعاف عن العام الماضي

بينما أشار أحد مزارعي الزيتون خلال حديثه إلى أن بعض أسباب ارتفاع سعر الزيت، ويمكن تلخيصها بارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بدءاً من أجور العصر وانتهاءً بأجور الفلاحة والرش والتسميد، لكن ذلك ليس السبب الحقيقي حيث نبيع الصفيحة للتجار بما يقارب 700 ألف، ويشترون منا كل الكميات لكنهم يبيعونها بسعر كيفي لا يحكمه أي ضابط.

وفي جولة لـ كليك نيوز، على بعض محال بيع زيت الزيتون، تبين وصول سعر الكيلو من النوع الجيد منه إلى 100 ألف ليرة بحجة أننا الآن في نهاية الموسم، والعرض أقل بكثير من الطلب، وهو ما يعد مبلغاً كبيراً يعادل نصف الراتب تقريباً.

بعد السماح بتصديره من يوقف ارتفاع أسعاره؟.. التجار يسحبون زيت الزيتون من الأسواق
بعد السماح بتصديره من يوقف ارتفاع أسعاره؟.. التجار يسحبون زيت الزيتون من الأسواق

بدوره، أوضح مصدر بمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص أن “لا تسعيرة ثابتة ومحددة لسعر زيت الزيتون، كونها تخضع لمبدأ العرض والطلب، فيتم البيع من المزارع للمستهلك مباشرة”.

يشار إلى أن تقديرات الإنتاج الأولية المتوقع لموسم 2023 في حمص بلغت 78000 طن، والزيت المتوقع إنتاجه نحو 13500 طناً.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى