اقتصاد

البالة في حمص وجهة الكثيرين لمن استطاع إليها سبيلا

البالة في حمص وجهة الكثيرين لمن استطاع إليها سبيلا

 

أدت الحرب في سورية إلى خروج الكثير من معامل الألبسة عن الخدمة لاسيما في المناطق الصناعية، ما تسبب وإضافة لضعف القوة الشرائية بابتعاد عامة الشعب عن شراء الثياب الجديدة والتوجه للبالات.

ما هي البالة؟

تعرف البالة أنها ملابس مستوردة من الخارج وفي الأصل مستعملة استعمال أوروبي خفيف جداً ونظيف، ويصنف سعرها وجودتها حسب بلد الاستيراد، كالبالة التركية أو الألمانية أو الإيطالية الأكثر قيمة.

وتصل هذه الثياب إلى سورية عبر موانئ البلاد في “كانتونات” يتم شحنها من أوروبا غالباً، ليتم تفريغها ونقلها إلى مشتريها، ليقوموا بترتيبها وغسلها وكيّها لاحقاً.

وتشمل البالة الثياب والأحذية والاكسسوارات، ورغم أنها كانت حكراً على الفقراء، صارت اليوم موضة كل الفئات ومنهم الميسورين سابقاً، ممن تقلصت قدرتهم الشرائية مع انهيار قيمة الليرة.

البالة في حمص وجهة الكثيرين لمن استطاع إليها سبيلا
البالة في حمص وجهة الكثيرين لمن استطاع إليها سبيلا

حتى البالة تصنف مستويات

تتوزع ثياب البالة على شكلين، أحدهما في المتاجر المخصصة المعنونة بذلك، مع اهتمام بالديكور والنظافة وترتيب الثياب، وآخر يباع على البسطات في شوارع المدن، حيث بات يخصص لها أمكنة محددة معروفة بالاسم.

البالة في حمص وجهة الكثيرين لمن استطاع إليها سبيلا
البالة في حمص وجهة الكثيرين لمن استطاع إليها سبيلا

لم تعد المنقذ كما في السابق

مع ارتفاع أسعار المواد بكل أنواعها في الأسواق، لم تكن ثياب البالة بمنأى عن ذلك، فأصبحت لا تقل كلفة عن غيرها من الثياب الجاهزة، إلا بمقدار بسيط، إلا أنه كاف ليدفع المواطن بالتوجه إليها طمعاً بتوفير ما يمكن.

وفي حمص، المسماة سابقاً “أم الفقير”، بات مشهد الشراء خجولاً، باستثناء أيام العيد وما قبله، فلا محال مكتظة ولا حركة زبائن كثيفة، والجميع يتراجع الى الخلف عند رؤية الأسعار.

تجولت “كليك نيوز”، في بعض أسواق مدينة حمص، والبداية من حي الزهراء وتفرعاته كالسبيل الأرمن والعباسية والمهاجرين، حيث لا يقل سعر أي بنطال عن 20 ألف ليرة ويصل إلى 50 ألف حسب نوع قماشه، والقميص ما بين 15_25 ألف، والحذاء ما بين 30_100 ألف.

ويمكن القول أن لائحة الأسعار تلك شبه موحدة في معظم البالات في الأحياء الشعبية كوادي الذهب والحميدية والنزهة وكرم الشامي، الا أنها ترتفع أكثر في أحياء عكرمة والحضارة وهي الأعلى سعراً في كل شيء بمدينة حمص.

البالة في حمص وجهة الكثيرين لمن استطاع إليها سبيلا
البالة في حمص وجهة الكثيرين لمن استطاع إليها سبيلا

أسعارها لاذعة مقارنة مع المدخول

يجمع كل المواطنين اللذين التقت بهم “كليك نيوز” على أن أسعار ثياب البالة خيالية بالنسبة لمتوسط الراتب حتى بعد الزيادات، فالإقبال ضعيف على الشراء ويقتصر على المشاهدة.

وبحسب قول أحد المواطنين في حي النزهة “لم يعد هناك فرق بين الثياب الجديدة والبالة فكلاهما “نار”، إلا أن “الكحل أحسن من العما”، حيث قد نستطيع شراء قطعة أو اثنتين من البالة لكن ذلك مستحيل في حال أردنا شرائها جديدة.

يذكر أن أسواق البالة انتشرت بشكل كبير مع بدء الأزمة وتراجع القوة الشرائية لدى المواطن مع ارتفاع سعر الألبسة الجاهزة حتى خصص شوارع محددة للبيع كبالة الاطفائية في دمشق وشارع الرداء الحديث في حمص، والسوق المقبي في حي الشيخ ضاهر في اللاذقية وغيرها.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: البالة في اللاذقية.. أسعار تضاهي سوق الألبسة الجديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى