خدميمجتمعمحلي

بعد أن كانت تصل “عنان السماء”.. كيف تغيرت أحلام الشباب السوري خلال السنوات العشر الأخيرة؟

بعد أن كانت تصل “عنان السماء”.. كيف تغيرت أحلام الشباب السوري خلال السنوات العشر الأخيرة؟

 

عند الحديث عن أحلام الشباب وأمنياتهم في سورية، نجد كم باتت مستحيلة، وكيف تبددت نهائياً، سواء بالعمل أو الزواج أو تأمين منزل وغيرها، بعد أن كانت تصل “عنان السماء”، ليكون همهم الأول والأخير إعانة أهاليهم في تأمين معيشتهم اليومية، فيما جعل الكثيرون هاجسهم الأول “السفر”، ويظهر ذلك في مراكز الهجرة والجوازات، التي تعجّ بآلاف الشباب للحصول على جواز سفر يعتبرونه المنقذ لهم.

وعبّر العديد من الشباب، عن حالة من الإحباط واليأس يعيشونها، مشيرين إلى أنه لا يوجد أي اهتمام باستثمار طاقات الشباب، حيث تم تركهم يعانون الانتظار المرير على قارعة طريق البطالة.

وتساءل العديد من طلاب الجامعات، عن جدوى افتتاح التخصصات العلمية الجديدة في ظل عدم التخطيط لفرص عمل لخريجيها لدرجة أن الجامعات أصبحت مخازن لتخريج العاطلين عن العمل.

اقرأ أيضاً: حالتان أسبوعياً تصل المشافي بينها سفاح القربى.. تطور أشكال “العنف ضد المرأة” في المجتمع السوري

وأكد العديد من شباب الجامعة، أنهم يفضلون استنفاد كل سنواتهم بالدراسة وتأجيل التخرج لآخر فرصة، بسبب خوفهم من المستقبل المجهول، فيما قال البعض منهم، إنهم يدرسون في النهار ويعملون في المقاهي وأسواق الهال في المساء من أجل تأمين متطلبات عيشهم ومصاريفهم الدراسية التي باتت صعبة في ظل الغلاء الذي طال كل شيء.

وانتقد أحد الصحفيين الواقع الصعب الذي يعيشه الشباب السوري في حديثه لصحيفة “البعث” الرسمية (لم تذكر اسمه)، مؤكداً أنهم فقدوا الأمل نتيجة غياب المحفزات، ومن أهمها المشروعات والخطط التي تؤكد على أهمية دورهم، بالإضافة لغياب الخطط والبرامج الحكومية لاستثمار طاقات الشباب وإشراكهم في عملية التنمية.

وأشار الصحفي، إلى أن الجهود الحكومية بهذا الخصوص لا تزال قاصرة وعاجزة عن تغيير أو تعديل مسار التراجع الاقتصادي، متسائلاً، لماذا كل هذا التقصير بحق الشباب، خاصة أن لدينا رواد أعمال من الشباب أثبتوا قدرتهم في العمل والمشاركة في صنع القرار في أي موقع من المواقع أو القطاعات؟

اقرأ أيضاً: الجمعية الفلكية توضح أثر التغيرات المناخية على ما تبقى من فصل الشتاء والصيف القادم للسوريين؟

ولفت الصحفي، إلى أن الإعلام لم يكن نصيراً حقيقياً للشباب، حيث لم يلامس قضاياهم كما يجب رغم أحقية ومشروعية مطالبهم، لافتاً إلى أنه في ظل الواقع الحالي لا يأمل الشباب خيراً في القادم من أيام في ظل قوانين وتشريعات باتت غير قادرة على احتضان الجديد في هذا العالم، لذلك ستبقى الهجرة هي الملاذ الآمن للشباب، فيما الجهات المعنية تتسابق لعقد الندوات والمؤتمرات وتعرض للتوجهات الاقتصادية وتصدر القرارات لكنها لم تُحسّن في الواقع الشبابي شيئاً.

وكان المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا، أشار إلى أن 48 ألف سوري تم تجنيسهم خلال عام 2022، بينما تم تجنيس أكثر من 13 ألف طبيب سوري عام 2022 في مختلف بلدان العالم التي هاجر إليها السوريين.

بعد أن كانت تصل "عنان السماء".. كيف تغيرت أحلام الشباب السوري خلال السنوات العشر الأخيرة؟
بعد أن كانت تصل “عنان السماء”.. كيف تغيرت أحلام الشباب السوري خلال السنوات العشر الأخيرة؟

وبحسب إحصائية نشرتها صحيفة “الأيام” السورية، عام 2020، فقد بلغ عدد أساتذة الجامعات الذي غادروا البلد بين عامي 2011 – 2020، أكثر من 1220 أستاذاً من مختلف الكليات الجامعية، يضاف لهم نحو 150 أستاذاً من حملة درجة الدكتوراه الذي يعملون في مؤسسات مختلفة.

فيما يقدّر عدد المهندسين بـ 8521 مهندساً باختصاصات متنوعة، وتشير الإحصاءات إلى أن هناك أكثر من 21480 من حملة الإجازة الجامعية هاجروا أيضاً وهو الرقم الأكبر في عدد الكفاءات المهاجرة.

اقرأ أيضاً: أغلبه يتم في الخفاء.. محافظة ريف دمشق تسجل ارتفاعاً في مؤشر “الزواج الثاني”

فيما قدرت بعض الإحصائيات عدد من غادر سورية بنحو 17 ألف طبيب! وتشير الأرقام إلى أن سورية فقدت نحو 80% من حرفها اليدوية.

وبهذه الأرقام، باتت سورية مهددة بأن تتحول إلى “دولة عجوز”، وهو ما يقع على عاتق الحكومة، التي يجب أن تعي ضرورة أن يكون ملف الشباب من ضمن الأولويات بعيداً عن الشعارات والتصريحات والوعود الخلبية، وأن تقف على تحديد أسباب الهجرة والبحث عن حلول ناجعة واتخاذ قرارات جريئة تجعل الشباب والكفاءات والنخب السورية، أكثر رغبة وتمسكاً بالبقاء في الوطن، الذي هو بأمس الحاجة إليهم.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى