الكيلو منها يبدأ بـ 19 ألف ليرة.. سيدات يؤكدن: صنع المربيات هذا العام ضرب من الخيال
الكيلو منها يبدأ بـ 19 ألف ليرة.. سيدات يؤكدن: صنع المربيات هذا العام ضرب من الخيال
في مثل هذه الأوقات من كلّ عام، اعتادت الكثير من الأسر السورية، تحضير جميع أنواع المربيات من الفريز والمشمش والكرز، غير أنه خلال الأعوام الأخيرة وفي عصب الحالة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد، فقد بات إعداد هذه المونة أمراً عصيباً وعصيّاً على أغلب السوريين، كغيرها من كافة المواد الأخرى، بعد أن أصبحت الفاكهة “للفرجة فقط”.
هذا ما شخصته إحدى السيدات باستياء كبير، مشيرة إلى أن موسم المشمش اقترب من نهايته وسعره 7000 ليرة، وسعر الصندوق 70 ألف ليرة، وأقل أسرة تحتاج لصندوقين 140 ألف، دون حساب سعر السكر والغاز وغيره.
وقالت سيدة أخرى، لموقع “أثر برس” المحلي، اعتدت على صناعة مربى المشمش والكرز والورد والفريز، ولكن هذه السنة اكتفيت بكمية محدودة من مربى الفريز، مشيرة إلى أن سعر السكر خارج مؤسسات السورية للتجارة تجاوز 11 ألف ليرة، والفواكه نكاد نشتريها بالحبة، مضيفة، هناك العديد من الأسر لا تدخل الفواكه إلى منازلها إلا كل شهر مرة، فكيف لنا أن نصنع المربى؟.
من جهته، قال صاحب أحد محال الخضار، مقارنة بالعام الماضي لا يوجد إقبال على شراء الفاكهة كالمشمش والكرز بسبب ارتفاع أسعارها ويقتصر الشراء على الكيلو.
وبيّن أمين سر جمعية حماية المستهلك “عبد الرزاق حبزة” لـ “أثر”، أن المربيات أضحت من المحرمات بالنسبة للكثير من الأسر والسبب عدم وجود قدرة شرائية، فالغاز غير متوفر وكذلك الكهرباء.
اقرأ أيضاً: كيلو البزر 75 ألف ليرة.. الموالح حاضرة في سهرات الميسورين فقط
وقال “حبزة” ارتفعت أسعار المربيات خلال الأسبوعين الأخيرين، بحوالي 15%، فسعر عبوة المربى سعة 450 غرام بدأت من 8000 ليرة حسب النوع والشركة المنتجة، وسعر الكيلو من المربيات يبدأ من 19 ألف.
وأشار “حبزة”، إلى أن الشخص حتى لو اضطر إلى الاستعاضة عن المربيات بالحلويات فليست الثانية أخف وطأة فأسعارها مرتفعة جداً ولا تتناسب مع إمكانيات أي أسرة، مضيفاً، لا يوجد إقبال على شراء المربيات باستثناء أصحاب الدخل المرتفع.
يذكر أنه سجلت أسعار الفواكه خلال موسمها الحالي، أرقاما قياسية، حيث وصل سعر كيلو الفريز إلى 8.500 ليرة، وتوت شامي 9.500 ليرة، والدراق 11.000 ليرة، المشمش 10.000 ليرة، الكرز 17.500 ليرة، التفاح 6000 ليرة.
ويؤكد العديد من التجار، أن الفواكه الموسمية من مشمش وكرز ودراق، حضرت كضيف شرف في محلات الفواكه والخضار التي اكتفت بعرض نوعين منها، بعد أن امتنعت أغلب الأسر عن شرائها بسبب ارتفاع سعرها أكثر من 50% عن السنوات السابقة.
مضيفين، بات الاستطعام بالفواكه المحلية لغالبية المواطنين ضرباً من ضروب الرفاهيات التي استغنوا عنها وحلّ محلها البحث عن وجبة طعام بأدنى سعر موجود في السوق.
ويأتي الاستغناء عن صنع المربيات، في سياق سلسلة من الأصناف التي غابت جميعها عن موائد الأسر السورية، من مونة الفول والبازلاء وورق العنب، إلى كافة المواد الغذائية واللحوم والألبان والأجبان، وغيرها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع