“القمح المبرعم”.. بديل الأسرة السورية لتقوية مناعة الجسم في ظل ارتفاع أسعار الغذاء والدواء
مع ارتفاع أسعار الأدوية الكبير خلال الأعوام الأخيرة، وكذلك أسعار الغذاء، التي قصمت الظهور، لجأت الأسر السورية للاحتيال على الواقع الاقتصادي المتردي والبحث عن بدائل في نظامهم الغذائي، ومنها “القمح المبرعم”، الذي يزيد مناعة الجسم ومقاومته، ويستخدم في العلاج.
وقالت إحدى السيدات، البالغة من العمر 47 عاما، إنها تستخدم “الحبوب المبرعمة” منذ سنوات ليست ببعيدة، وقد لاحظت تحسناً ملحوظاً في صحتها بشكل عام، ولم تعد تشعر بالوهن.
وأكدت السيدة في حديثها لصحيفة “تشرين” الرسمية، أنّ “الحبوب المبرعمة”، كنز موجود في كل المنازل، وعلى ربات البيوت أن تدركن أهميته لما يحتويه من عناصر غذائية تفيد وتقي جميع أفراد العائلة من الأمراض.
في السياق، قالت الخبيرة التنموية الزراعية، “رغداء خيربك” للصحيفة، يحتوي “القمح المُبرعم” على عدة فيتامينات، منها “فيتامين ج، فيتامين أ، فيتامين هـ، فيتامين ك، ب2، فيتامين ب5، فيتامين ب6، وكذلك الأملاح المعدنية، من الكالسيوم، الحديد، البوتاسيوم، المغنزيوم، المنغنيز، الزنك، النحاس، الصوديوم، والفوسفور.
اقرأ أيضاً: بالتزامن مع تدهور الوضع المعيشي.. برنامج الأغذية العالمي يعلن إنهاء مساعداته في سورية
وأشارت إلى أنّ جميع الحبوب يمكن برعمتها، ولها فوائد كبيرة جداً تغني الجسم بعناصر غذائية، مثل العدس والحمص والشعير والسمسم والصويا، مبيّنة أنّ المبرعمات النباتية سهلة الهضم، وسريعة الامتصاص.
وأكدت الخبيرة، أن “القمح المبرعم”، يتربع على عرش الحبوب بفوائد كبيرة، حيث يقي من مشاكل الهضم والأمراض الجلدية، وينظف الجسم من السموم المتراكمة في الخلايا، كما يعمل على التخفيف من الإجهاد والتوتر النفسي، ويزيد مناعة الجسم، ويساعد في معالجة العقم، وتنشيط الغدة الدرقية، ويساعد النساء في الوقاية من هشاشة العظام، وجفاف الغضاريف، كما يحدّ من السرطانات، الزهايمر والضعف والوهن، القرحة، السكري، الكبد، ويعمل على ترميم الجروح.
وأشارت “خيربك”، إلى أنّ من فيتامينات القمح المبرعم “فيتامين E”، ويُسمّى بصانع المعجزات، فهو يسهم في خفض الإصابة بأمراض القلب خاصة عند النساء، ويساعد على تنشيط الدورة الدموية وإزالة الجلطة في الشريان الإكليلي ويعالج دوالي الأوردة، كما أنّه مضاد للتأكسد وذلك لقدرته على تعويض التلف الذي يحدث بسبب الشحوم.
أما فيتامين B1، الموجود في “الحبوب المبرعمة”، بحسب خبيرة التغذية، فله دور كبير في توليد الطاقة اللازمة لجسم الإنسان، ويساعد على هضم الكربوهيدرات، وهو أساسي جداً في وظائف الجملة العصبية وعضلات القلب، ويقوي الذاكرة ويعطي للبشرة والجلد حيوية ونشاطاً ويوازن الشهية للطعام.
وتحدثت “خيربك”، عن أهمية الأنزيمات في “القمح المبرعم”، ومنها “أنزيم أميلاس، ليباز، سللوز، فيتاز”، والتي تعمل على هضم البروتين، الذي يسبب نقصه القلق، انخفاض في سكر الدم، أمراض الكلى، احتباس السوائل في الجسم، انخفاض القدرة المناعية، الإصابة بالبكتريا والفيروسات، الإصابة بالسرطان، التهاب الزائدة.
اقرأ أيضاً: أزمة النقل تعود إلى شوارع العاصمة.. الجهات المعنية “أدن من طين وأدن من عجين”
وأوضحت “خيربك”، أنّه يمكن تناول البروتين عن طريق “القمح المبرعم” بدلاً من المنتجات الحيوانية، لعدم احتوائه على الكولسترول.
وأكدت أنّ كمية البروتين تزداد بنسبة عالية عند استنبات القمح، حيث يتحول البروتين من الصيغة المعقدة إلى أحماض أمينية بسيطة تسهل عملية هضمها، وهذا يساعد الرياضيين على وجه الخصوص والذين يتطلب عملهم جهداً عضلياً، وهو ضروري من أجل النمو وتطّور الخلايا في الجسم.
وأضافت الخبيرة، تحتوي حبة القمح على فوائد جمّة، إلّا أنّ تلك الفوائد تكون أكبر إذا كانت كاملة مع القشرة، التي تحتوي على فيتامين ب1، ب2، ب6، ب12، مشيرة إلى أن تناول الخبز الأسمر يجعل الجسم بعيداً عن الأمراض، كمرض التهاب الأعصاب.
وأشارت إلى أنّ فوائد “القمح المبرعم” للأطفال لا تعد ولا تُحصى، حيث يعزز نمو الأعضاء والعظام ويدعم النمو العقلي، ويساعد في تعزيز الذاكرة وتقوية الجهاز العصبي للطفل لاحتوائه الغني على العناصر الغذائية.
وشددت الخبيرة، على أنّه عند استخدام القمح المبرعم لابدّ من الالتزام بالوقت من قِبل الأشخاص دون سن الـ 50، فيجب أن يُستخدم لمدة 3 أشهر متواصلة فقط ومن دون انقطاع، ومن ثم يُؤخذ استراحة لمدة شهر أو اثنين، ثم يستخدم من جديد، أمّا بالنسبة للأشخاص فوق سن الـ 50، فيمكنهم استخدامه مدى الحياة من دون أخذ استراحة.
ونبهت “خيربك”، إلى أنه عندما نترك “القمح المبرعم”، يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي، وليس دفعة واحدة، فهو شبيه الكورتيزون في آثاره السلبية على الجسم إن تُرك فجأة، مضيفة، في الأسبوع الأول تُؤخذ الحبوب المبرعمة 4مرات، بينما في الأسبوع الثاني 3 مرات، وفي الأسبوع الثالث 2 مرة، وتناول القمح المبرعم يجب أن يكون صباحاً وعلى الريق، من 1-2 ملعقة، والوجبة الثانية في فترة الظهيرة، ويجب مضغه بشكل جيد جداً حتى يصل حد الذوبان في الفم.
اقرأ أيضاً: الالتفات للوضع المعيشي.. انتقادات تطال محافظة دمشق بعد الإعلان عن بدء تنفيذ أعمال طرقية بقيمة 6 مليارات
وحذرت “خيربك” من أنّ بعض الأشخاص لديهم حساسية من القمح أو يعانون مشاكلاً في الجهاز الهضمي، لذلك ينبغي أن يتعاملوا مع “القمح المبرعم” بحذر.
يذكر أن “القمح المبرعم”، ينبت عند وضع بذور القمح في بيئة رطبة، وتحتاج عملية الإنبات فترة تتراوح بين 3-7 أيام، مع مراعاة تأمين التهوية الجيدة وضوء الشمس حتى ظهور الجذر الذي يكون في أعلى مستوى غذائي حين بلوغه 10 ملم، ويبقى “القمح المبرعم” صالحاً للاستخدام من 5 أيام.
ويُشترط عند اختيار الحبوب المراد برعمتها، ألّا تكون معالجة كيميائياً بهرمونات أو غيرها، كما يفضل الحصول على الحبوب التي يكون مصدرها أرضاً لم يتم تسميدها ولم تطولها مبيدات حشرية نتيجة الآفات.
وتمتاز “الحبوب المبرعمة” بأنها يمكن أن تؤكل نيئة دون الحاجة لأي نوع من التوابل أو السكر أو الملح، وبذلك تمنح الجسم كل ما يحتاجه من فيتامينات وأملاح معدنية وبروتينات وأنزيمات دون أضرار جانبية.
هذا ولا تقف فوائد “الحبوب المبرعمة”، عند الإنسان فقط، حيث يمكن للمزارعين استخدامها كعلف للحيوانات، فهي غذاء غني جداً بالعناصر الغذائية، لقدرتها على الحفاظ على صحة ونمو المواشي ووقايتها من الأمراض، وزيادة الحليب، ومن تلك الحبوب “الفصة، الشعير، الحلبة”.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع