“الفقير يموت بعلته”.. أسعار الأدوية ترهق المواطنين وتحرمهم نعمة الصحة
“الفقير يموت بعلته”.. أسعار الأدوية ترهق المواطنين وتحرمهم نعمة الصحة
يعتبر كثيرون أن ارتفاع أسعار الأدوية الأخير في سورية، وللمرة الثالثة منذ بداية العام، بمثابة “حكم بالموت” على أغلب المواطنين في سورية، لاسيما من أصحاب الأمراض المزمنة، كالقلب والسكري والضغط، الذين بات سعر علبة الدواء الخاصة بهم تتجاوز راتبهم.
وقالت إحدى السيدات، أصبح المرض مصيبة تحلّ على العائلة، مضيفة، ما بين معاينة الطبيب لطفلي وبين شراء الأدوية الموجودة في الوصفة، دفعت 127 ألف ل.س.
وتابعت السيدة، الوصفة بلغت قيمتها 97 ألف ليرة، تحتوي على أدوية سعال والتهاب، وأجرة معاينة طبيب 30 ألف ليرة، مضيفة، حاولت أن أجعل ابني يتغلب على المرض من خلال الإكثار من شرب عصير الحمضيات والزهورات لكن من دون جدوى، لذلك اضطررت لاستدانة المال حتى تمكنت من أخذه للطبيب.
اقرأ أيضاً: القرص بـ 500 والسندويشة بـ 7000.. المأكولات الشعبية أصبحت للمقتدرين أيضاً
وقال أحد المرضى، أصبح الفقير عندما يمرض، مجبر أن يترك نفسه بدون دواء فإما أن يمنّ الله عليه بالشفاء أو أن يموت، لأنه لا يستطيع أن يدفع أجر معاينة الطبيب التي تبدأ بـ 25 ألف ليرة، ناهيك عن أسعار الأدوية التي باتت نار كاوية.
ولفت إلى أن سعر دواء الالتهاب بين 31- 53 ألف ليرة، وأدوية الرشح بين 8.5 – 20 ألف ليرة، مضيفاً، كنا نقول في البداية عن المطاعم والفنادق إنها لزبائن خمس نجوم، ثم باتت اللحوم والفواكه وأشياء أخرى كثيرة، فهل يعقل أن يصبح شراء الدواء للناس من سوية خمس نجوم أيضاً؟.
وقالت سيدة أخرى، إنها تتداوى بالطب العربي الذي يحقق وفراً كبيراً في المال، ناهيك أنه طبيعي وليس له أي آثار جانبية، مضيفة، لكل داء دواء في الطب العربي، لكنه ليس كاوياً للجيوب كما باتت الأدوية.
من جهته، شرح أحد الصيادلة لموقع “أثر برس” المحلي، معاناة المرضى جراء عدم تمكنهم من شراء الدواء، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المرضى، عندما يعلمون بسعر الدواء المدوّن في الوصفة الطبية، فإنهم يسألون عن الدواء الأكثر ضرورة ضمن قائمة الأدوية الأخرى للاكتفاء بشرائها لعدم امتلاكهم المال الكافي لشراء جميع الأدوية.
اقرأ أيضاً: أسعار الفروج ترتفع 300% واللحمة أكثر من 350% خلال 2023
واقترحت صيدلانية أخرى، أن يقوم الطبيب بمساعدة المرضى المحتاجين من خلال إعطائهم الدواء من عينات الأدوية التي يزودهم بها مندوبو شركات الأدوية، مضيفة، الصيدلي لا يستطيع المساعدة سوى بحسم مبلغ بسيط من قيمة الدواء في حال كان المريض محتاجاً ولا يملك المال الكافي.
يذكر أن وزارة الصحة، أصدرت قبل أيام، نشرة أسعار جديدة، تتضمن زيادة بنسبة 70-100% على جميع الأصناف والزمر الدوائية.
وبحسب نشرة الأسعار الجديدة، أصبح سعر ظرف “السيتامول” 4000 ليرة، وسعر دواء “ليفو تيروكسين عيار 100″، وهو دواء يوصف لمعالجة مرضى الغدة الدرقية، 36000 ليرة.
كما أصبح سعر دواء “أوريو كلافك”، وهو دواء يوصف لمعالجة الحالات الالتهابية، بمبلغ 53500 ليرة، والعبوة فيها 14 حبة فقط، فيكون سعر الحبة الواحدة مبلغ 3800 ليرة تقريباً!
وأصبح سعر دواء “آرني”، الذي يوصف عادة لمعالجة مرضى الضغط، 259000 ليرة، والعبوة فيها 30 حبة، أي أن سعر الحبة الواحدة أكثر من 8500 ليرة!
اقرأ أيضاً: التسويق الإلكتروني.. عمل بتكاليف قليلة ومردود جيد
وقالت صحيفة “قاسيون” المحلية، إن الارتفاعات المستمرة على سعر الأدوية أصبحت عامل ضغط حقيقي على المرضى، وعلى إمكانية حصولهم على الدواء للحفاظ على حدٍ أدنى من الصحة تبقيهم على قيد الحياة، وضحايا هذه الارتفاعات السعرية لا تقتصر على المرضى المزمنين فقط، بل والأطفال أيضاً، وخاصة الرضع الذين يحتاجون إلى الحليب النوعي، بالإضافة إلى كل المرضى العرضيين.
وأضافت الصحيفة، منذ مطلع العام الحالي، تضاعف سعر الدواء بنسبة 300% تقريباً، بموجب ثلاث نشرات سعرية رسمية صدرت على التتالي من قبل وزارة الصحة، في كانون الثاني، وفي آب، وفي كانون الأول، علماً أنه لا توجد هناك مستجدات على مستوى إجراءات العقوبات والحصار المفروضة على سورية، وسعر الصرف كان مستقر نسبياً، سواء الرسمي أو الموازي، وعلى الأخص خلال النصف الثاني من هذا العام.
وقالت الصحيفة، إن الرضوخ لمشيئة أصحاب المعامل دائماً وأبداً من قبل وزارة الصحة بفرض المزيد من الزيادات السعرية على الأدوية، لم يعد مبرراً، فالغاية العملية من استمرار مسلسل الارتفاعات السعرية هي جني المزيد من الأرباح على حساب المرضى.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع