أكثر من 25% بدأوا بعمر 18 عاماً.. دراسة تكشف أبرز عوامل انتشار التدخين بين الشباب
لا شك أن جميعنا يعلم مضار التدخين وتأثيره على الصحة بشكل عام، لكن اللافت في الأمر هو الإصرار على الاستمرار به رغم الدراية الكاملة بمخاطره، والأمر المثير للريبة أكثر، انتشاره بشكل كبير بين الشباب من الذكور والإناث، دون وجود أسباب واضحة لذلك، باعتراف الكثيرين منهم، الذين يؤكدون أنه “فقط تنفيخ”، ما يعني أن الإدمان على “السيجارة”، فقد تحول “وعلى ما يبدو”، بين الكثيرين إلى “موضة” أو ربما تقليد للآخرين.
وفي هذا السياق، أجرى طلاب في كلية الطب، دراسة حول “انتشار استخدام التبغ بين طلاب جامعة الشام الخاصة”، شملت 354 طالباً؛ وتراوحت الأعمار ما بين 22 سنة أدنى وأعلى.
اقرأ أيضاً: بخبرات محلية.. أكثر من 80 % نسبة الأعمال المنجزة في ترميم الجامع الأموي الكبير بحلب
وأظهرت النتائج، أنه من بين 354 مشاركاً كان 171 طالباً مدخناً، بمعدل انتشار 48 %، منهم 34% عند الذكور، مقارنة بـ 14% عند الإناث، كما أن 25.15 بدأوا التدخين في عمر 18 عاماً، وفق ما نقلت صحيفة “تشرين” الرسمية.
وبحسب الدراسة، أرجع المشاركون في الاستبيان، أسباب البدء بالتدخين لأسباب نفسية 24 طالباً، واجتماعية 19، وضغط الدراسة 40، وأصدقاء مدخنين 99، وعائلة مدخنة 45 طالباً، في حين بلغ متوسط الإنفاق الشهري بين المدخنين 140 ألفاً، والحد الأعلى 600 ألف ليرة، لمن صنف وضعهم المادي بالممتاز، خلال الدراسة.
وخلصت الدراسة، إلى ارتباط مشكلة استخدام التبغ بين طلاب الجامعة، بالعديد من العوامل الديموغرافية والشخصية والنفسية.
اقرأ أيضاً: سعياً للعيش بظروف أفضل.. الفتيات يبحثن عن “فارس أحلامهن” بين الأثرياء والمسافرين
وأوصت الدراسة، بأهمية إدخال برامج التوعية الصحية حول مخاطر استخدام التبغ في مناهج التعليم، مشيرة إلى أن التدخين، عاملاً رئيساً للعديد من الأمراض المزمنة، وهو من أهم المشكلات الصحية العامة المتنامية في العالم.
وقالت المشرفة على البحث، وعضو الهيئة التدريسية في الكليات الطبية في “جامعة الشام الخاصة”، الدكتورة “غنى نجاتي”، إن الدراسة استغرقت ثلاث سنوات من التعب، مبينة أن السؤال المتكرر دائماً خلال الدراسة، كان “هل تدخن”؟، فكان الجواب غالباً: لا، أنا أنفّخ.
ولفتت الدكتورة “نجاتي” والاختصاصية في الصحة النفسية، لصحيفة “تشرين”، إلى أن النقطة التي تم التركيز عليها، تتعلق بعدد من المشاركين بالاستبيان، يعتبرون أن النرجيلة ليست من أنواع التدخين، مع أن مضارها أكبر.
اقرأ أيضاً: بعد أن كانت تصل “عنان السماء”.. كيف تغيرت أحلام الشباب السوري خلال السنوات العشر الأخيرة؟
أيضاً هناك من يرى أن السيجارة الإلكترونية والنرجيلة الإلكترونية أقل ضرراً من النرجيلة، متناسين ضررها وموادها الأسوأ، مشيرة إلى أن النرجيلة الإلكترونية والسيجارة الإلكترونية لا تقلان ضرراً عن السيجارة والنرجيلة العادية.
مهما يكن الأمر، نعلم جميعاً أن الضغوط النفسية تلاحقنا من كل صوب، وكان تأثيرها خلال الأزمة حادا بشكل خاص على الشباب، الذين يقولون إنها قضت على “أجمل أيام حياتهم”، لكن لا يجب أن يكون ذلك ذريعة لتبرير إهمال صحتنا، وان نكون معتدلين في كل شيء حتى في التدخين، فهو لا يشكل خطراً على صحتنا فقط، بل على جيوبنا أيضاً، بعد أن بات يحتاج ميزانية خاصة كل شهر.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع