خدميمجتمعمحلي

“راح الزمن الحلو بكل شي فيه”.. التكنولوجيا تحوّل العادات والتقاليد لذكريات

“راح الزمن الحلو بكل شي فيه”.. التكنولوجيا تحوّل العادات والتقاليد لذكريات

 

“راح الزمن الحلو بكل شي فيه”.. بهذه الكلمات عبّرت إحدى السيدات عمّا آلت إليه العادات والتقاليد في سورية خلال السنوات العشر الأخيرة، مع التطور التكنولوجي الذي يغزو العالم أجمع، مشيرة إلى أننا نعيش على الذكريات والليالي الجميلة التي كانت عابقة بالفرح.

ففي إحدى الظواهر التي درجت مؤخراً، “الدعوات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، والتي طغت على البطاقات الورقية التي كانت تصل إلى المنازل لحضور الحفلات سواء الزفاف أو الخطوبة وغيرها من الدعوات.

اقرأ أيضاً: شتاؤنا يبدأ الجمعة القادم.. ماذا تحمل مربعينياته وسعوداته للسوريين؟

وقالت فتاة تجهز لحفل زفافها وفق ما نقلت صحيفة “تشرين” تم استخدام هذه البطاقة لدعوة 1000 شخص، مشيرة إلى أن هذه “الدعوات الإلكترونية”، من شأنها توفير جهد إيصالها بشكل شخصي، بالإضافة لما يترتب على طباعة بطاقات الزفاف من مبلغ مادي كبير حالياً، وهذا المبلغ يمكن استخدامه في مكان آخر أفضل من البطاقة التي يتم إتلافها.

وبيّنت إحدى السيدات، التي استخدمت مؤخراً مثل هذه البطاقات للدعوة لحفل زفاف ابنها، أن اللجوء لمثل هذه البطاقات لا يقتصر فقط على الطبقة الفقيرة، بالعكس، فإن أغلبية طبقات المجتمع أصبحت تستخدم أسلوب الدعوة الإلكترونية، مضيفة، أغلبية الناس تستخدم هذه الوسيلة.

اقرأ أيضاً: أوراق اليانصيب تغري بالرفاهية.. اختصاصية: مقامرة شرعية تنطوي على حالة نفسية غير سوية هدفها الأمل بتحسين الظروف الاقتصادية

فيما عبّرت سيّدة أخرى، عن استهجانها للفكرة، مشيرة إلى أنه من باب التقدير واتباعاً للعادات والتقاليد، يجب القيام بإرسال بطاقة لمنزل الشخص، مضيفة، هو أمر تعودنا عليه منذ زمن، واستخدام البطاقات الإلكترونية لمثل هذه الدعوات، غير مرغوب وغير لائق.

وقال أحد منظمي بطاقات الأفراح الإلكترونية، الإقبال لافت على هذه البطاقات التي شيئاً فشيئاً لاقت رواجاً بشكل كبير وحلت محل البطاقات الكرتونية فهي سريعة الإنجاز، وتكلفتها تتراوح بين 35- 50 ألف ليرة سورية وهو مبلغ زهيد جداً، ويتم الاتفاق مع العروسين على وضع التصميم وما يرافقه من معلومات حول الحفل، بحيث إما يتم تصميم مقطع فيديو أو بطاقة بسيطة تحتوي كافة المعلومات حول الحفل سواء زفاف أو خطوبة.

اقرأ أيضاً: 50% فقط حتى الآن.. هل يحصل أهالي حمص على مخصصات التدفئة هذا العام؟

من جهته، بيّن “عمر ساعي” رئيس جمعية المطابع للصحيفة نفسها، أن الإقبال على بطاقات الأفراح انخفض بشكل كبير حيث لا تتجاوز 1%، مؤكداً أن عادة استخدام البطاقات الكرتونية على وشك الاندثار، وأصبحت عادة قديمة بسبب القدرة الشرائية المنخفضة واختلاف العادات عن السابق.

موضحاً أن سعر البطاقات حالياً يختلف من بطاقة لأخرى ويتراوح بين 4000 و10000 ليرة، مضيفاً بأن الكثير من المطابع على وشك الإغلاق نتيجة الغلاء الذي أدى لتراجع عملهم وارتفاع الضرائب.

وأمام هذا التطور تكنولوجي الهائل والمتسارع، لا يمكن الإنكار أن تأثيره كان كبيراً على مختلف جوانب الحياة، كما أن عاداتنا الاجتماعية تغيرت، حتى إنها بدأت تتلاشى، لتغيب المحبة والألفة منها، وتحل محل العادات والطقوس التي كانت سائدة، “رسائل واتساب، سناب شات، إنستغرام، فيسبوك وتويتر”، ورغم أن التكنولوجيا استطاعت أن تسهل أمورنا، غير أنها تفرقنا بشكل أو بآخر، وهو ما يجب الانتباه له، وأن نحرص قدر استطاعتنا أن نحافظ “ما أمكن” على التواصل مع من نحب شخصياً.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى