“الجودة” تختفي في حضرة الغلاء.. زيادة الإقبال على مواد التنظيف “الفلش”
“الجودة” تختفي في حضرة الغلاء.. زيادة الإقبال على مواد التنظيف “الفلش”
يواصل السوريون دفع فاتورة الحرب الثقيلة، منذ أكثر من عشر سنوات، حيث حملت معها كوارث في كل القطاعات والمجالات، نتيجة الغلاء الذي “ضرب أطنابه”، بكل شيء، ما جعل المواطنين “حتى ممن تبقى من ميسوري الحال”، مجبرين على تغيير كافة عاداتهم، سواء المتعلقة بالغذاء أو اللباس أو الترفيه وغيرها.
وفي سياق ارتفاعات الأسعار، سجلت المنظفات أرقاماً فلكية، حيث سجل “على سبيل المثال”، سعر كيلو مسحوق الغسيل 25 ألف ليرة، وعلبة الشامبو 30 ألف ليرة، وسائل الجلي 14 ألف ليرة، وعلبة الكلور أو الفلاش 15 ألف ليرة، الأمر الذي دفع للعزوف عن شرائها، وزاد اﻹقبال على مواد التنظيف التي تباع “بالفرط”، كونها رخيصة الثمن وبنصف سعر وحتى أقل من المختومة منها.
اقرأ أيضاً: قرار تحديد سقف السحوبات اليومية يثير استياءً شعبياً.. المركزي يوضّح
وبحسب صحيفة “تشرين” الرسمية، فعلى الرغم من كل المخاطر التي حملها استخدام مواد التنظيف “الفرط”، والتي لا تخضع لأية معايير تصنيع علمية، وتسببت بعشرات الإصابات بالحساسية والحروق، عدا عن روائحها الكريهة، غير أنها تنعم برضا واسع لدى المستهلك طالما أنها تتوافق مع هوى مجتمع بات مُلزماً بالتوفير في أشكاله ومنتجاته كلها.
وذكرت العديد من ربات المنازل، أن سعر هذه المنتجات مناسب لميزانيتهم المحدودة بغض النظر عن الجودة، وبهذا لا يجدن أي ضرورة للشكوى لأنها غير مطابقة للمواصفات، طالما أنها تلبي المطلوب، فشراء المُنتجات غالية الثمن هو نوع من أنواع الترف، حسب قولهم.
اقرأ أيضاً: تفوق قدرة السواد الأعظم من السوريين.. أسعار المكسرات تلتهب مع نهاية العام
في المقابل، رفضت بعض السيدات، استعمالها رفضاً قاطعاً ضماناً للسلامة، فلا قيمة للسعر أمام الأضرار الصحية التي قد تترتب على استخدام هذه المواد، لكونها غير مطابقة لمواصفات الجودة ولو بالحد الأدنى، لتبقى ميزانية كل أسرة هي من يحدد نوعية الشراء.
يذكر أن المنظمات البحثية العالمية، أجرت العديد من الدراسات على أنواع مختلفة من المنظفات المعروفة، فوجدت أن غالبيتها تُعد خطرة على صحة الإنسان، وترتبط بمشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو وسرطان الرئة عند التعرض لها بشكل متكرر، كما تؤثر في نمو الأطفال وتسبب مشاكل عصبية.
اقرأ أيضاً: وعود سنوية لإنقاذ موسم الحمضيات.. تعب المزارع يحصده التجار وحسرة سنوية تتجدد مع كل موسم
مهما يكن الأمر، لا شك أن هذه المواد سواء كانت المنظفات أو غيرها، فإنها شكلت حلاّ للأسر في ظل الغلاء الفاحش، لكن المطلوب من الجهات المعنية زيادة الرقابة على هذه المنتجات، والحذر الشديد عند استخدام المواد المكشوفة وغير المغلفة، حتى لا نفلت من كارثة الغلاء لنقع في طامّة أمراض قد يصعب علاجها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع