خدميمجتمعمحلي

المسطحات الخضراء ملاذ الفقراء وبديل دخول المطاعم في ظل ارتفاع الأسعار

المسطحات الخضراء ملاذ الفقراء وبديل دخول المطاعم في ظل ارتفاع الأسعار

 

نظراً للظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منها مختلف شرائح المجتمع، وبعد أن حل الضيق بمختلف أرباب الأسر السورية، الأمر الذي منعهم من ارتياد المطاعم أو حتى الذهاب إلى المقاهي لم يجد الناس ضالتهم إلا من خلال الجلوس على المروج الخضراء وفي الحدائق العامة أي ما نسميها المسطحات الخضراء.

وتحدثت شريحة من المواطنين الذين يرتادون المروج الخضراء والحدائق العامة، ومنعتهم ظروفهم وقلة دخلهم المادي من ارتياد المطاعم، لـ كليك نيوز، عن تجربتهم بنزهة في الهواء الطلق.

وتقول “عبير”(موظفة) أن أغلب العائلات اعتادوا على الخروج من منازلهم في ظل ازدياد ساعات التقنين وارتفاع درجات الحرارة؛ الأمر الذي يجبر الجميع على مغادرة المنزل إلى الهواء الطلق بأقل التكاليف.

وتؤكد “عبير” أن الانقطاعات المتكررة يومياً للكهرباء والتي تشكل معاناة حقيقية للجميع خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة داخل المنازل، هو ما يجبرنا مكرهين على الهروب والجلوس تحت ظلال الأشجار، وأحياناً على جنبات الشوارع.

وتتحدث أنها تخرج بصحبة زوجها أولادها للجلوس على المسطحات الخضراء لشرب العصير وتدخين الأرجيلة، فهي تجد فسحة لعائلتها للتخلص من حالة الملل دون مقابل مادي، وتالياً التنفس بعيداً عن ضوضاء الشوارع لحين عودة الكهرباء إلى منزلها لتتمكن من قضاء أعمالها.

وعادة ما يجد “أبو خالد” (سائق تكسي) الحل الأمثل في (تنفس عائلته) هو الانطلاق إلى المساحات الخضراء من أجل للجلوس على المرج الأخضر للتخلص من حالة الكآبة التي يعانون منها.

 

وحال “مروة” (ربة منزل) كحال غيرها، فهي معتادة كل أسبوع على الخروج إلى المسطحات الخضراء في حديقة غالباً ما تكون قريبة من منزلها بصحبة أولادها وبيت الجد، حيث يقومون بشراء المقبلات والعصير والبقاء لساعات طويلة.

وتشرح، لا يوجد شيء إلا له كلفة مادية فأحياناً شراء المقبلات والعصائر والمعجنات لتناولها في الهواء الطلق مكلف مادياً، إلا أنني اعتبره أخف وطأة من أن أدخل إلى أي مطعم وأدفع فاتورة غداء باهظة قد تصل إلى 600 ألف.

حيث أصبحت المسطحات الخضراء خياراً وحيداً وملائماً لعدد كبير من الأسر، في ظل تدني الدخل وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي لم يعد يقوى محدودي الدخل على تحملها.

اقرأ أيضاً: رغم لهيبها.. موجة الحر تعيدنا لذكريات اشتقنا إليها جميعاً

ومؤخراً اتفقت “مايا” (طالبة جامعية) مع مجموعة من زملائها في الكلية على قضاء يوم العطلة في حديقة قريبة من منزلها الذي تقطن به، وتقول، تقاسمنا المشتريات على أن يقوم كل فرد منا بشراء مادة واحدة من المواد فمنهم من أحضر المقبلات وآخر العصائر وأنا سأحضر المعسل والفحم للأراجيل؛ ولم تخف “مايا” الكلفة المادية التي ستتكبدها مع زملائها إلا أنها أفضل من الذهاب إلى أي مطعم سيضطرهم إلى دفع مبالغ كبيرة.

وتتابع شارحة، بمقارنه بسيطة فقد ذهبنا العام الماضي إلى أحد المطاعم وطلبنا مقبلات خفيفة وأرجيلتين وعصير وعدد قليل من المناقيش، وكان عددنا خمسة أشخاص دفعنا فاتورة بقيمة 450 ألف، وشعرنا بالإحراج لأننا لم نكن نملك هذا المبلغ، وأتذكر حينها أن كل واحد فينا أخذ يجمع ما معه، حتى تدبرنا أمورنا.

وتضيف، أما هذا العام فكانت فكرتنا صائبة في الجلوس بالطبيعة والاستمتاع قدر الإمكان بأقل التكاليف؛ وعن الكلفة المادية للمواد التي تشتريها أي أسرة، وتقول كلما كان العدد كبير لا نشعر بالدفع، لأن المبلغ يتقسم على الأفراد الموجودين.

ومع استمرار الأوضاع الاقتصادية بالتفاقم سوءاً، وبقاء التقينين الكهربائي سيد الموقف في هذا الصيف اللاهب، تبقى المسطحات الخضراء المتنفس الوحيد لعدد كبير من الأسر السورية في مختلف المحافظات، والتي لا تسمح لها مداخيلها الشهرية بالخروج إلى أي مكان يتطلب منهم دفع كلف مادية لا قدرة لهم عليها.

دينا عبد – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى