علوم وتكنولوجيامنوعات

“الذكاء الاصطناعي” يثير المخاوف جراء استخداماته.. ما مصير مستقبل الإنسان؟

“الذكاء الاصطناعي” يثير المخاوف جراء استخداماته.. ما مصير مستقبل الإنسان؟

 

“من الذكاء ما قد يقتل ويدمر” وهذا هو الحال مع “الذكاء الاصطناعي” حيث ينتشر استخدامه في المجتمعات بشكل سريع جداً، لاسيما الغربية منها، بينما لايزال خجولاً جداً في المجتمعات العربية ومنها سورية.

ورغم أهمية وجود الذكاء الصنعي وقدرته على تلبية حاجات المواطن في جميع مجالات الحياة جراء كمية البيانات التي يمتلكها، إلا أنه يثير الكثير من المخاوف من حيث فقدان مئات الوظائف، أو أن يحل محل العقل البشري، علماً أن الذكاء الصنعي قد يؤدي إلى معلومات خاطئة في بعض الأحيان من شأنها أن تزعزع استقرار المجتمع.

والسؤال الأهم هل ستتغلب الآلات على البشر في المستقبل الذي قد لا يكون بعيداً ويتحكم بالعالم كله؟.

وحول أهمية الذكاء الصنعي، ماهيته، إيجابياته ومخاطره أيضاً، وأكثر المجالات التي يمكن استخدام فيها الذكاء الاصطناعي، تحدث الأستاذ في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق الدكتور “عمار جوخدار” لـ كليك نيوز، حيث أشار إلى أنّ الذكاء الصنعي من حيث التعريف هو بناء أنظمة تتصرف كالإنسان أو تفكر مثله، ومجالات الذكاء الاصطناعي هي الأعمال المختلفة التي يقوم بها الانسان من النظر وفهم الكلام وغيره.

رفع نسبة البطالة

وأوضح “جوخدار” أن أهم ما يتخوف منه الناس هو تسببه في رفع نسب البطالة، كونه يستهدف تقليد الإنسان في أعماله إلاّ أن ذلك لن يكون في قريباً، حيث أنّ العديد من الأعمال لم يصل الذكاء الصنعي لتحقيقها بكفاءة الإنسان، ولا حتى قريب منها مثل الترجمة وتحليل الكلام وتركيبه.

اقرأ أيضاً: “ميتا” توجّه ضربة للملياردير أيلون ماسك.. إطلاق تطبيق مستقل ينافس “تويتر”

أما من النواحي الأخلاقية له تأثيرات سلبية جداً حيث لدى البرمجيات قدرة وخاصة الموبايلات على جمع عدد كبير من المعلومات وتحليلها للوصول لفهم العلاقات بين الأشخاص واهتماماتهم وخصوصياتهم وابتزازهم هي المشكلة الأخلاقية الأكبر ومن ثم تأتي قدرة الذكاء الصنعي على توليد الصور والأصوات والفيديوهات الزائفة لأشخاص حقيقيين.

تجنب سلبياته

وشدد “جوخدار” على ضرورة تفادي هذه النتائج السلبية الاجتماعية والأخلاقية من خلال عدم تقديم معلوماتنا بسهولة لأي تطبيق يطلبها، واستصدار قوانين عالمية لمنع تطبيقات الموبايلات من جمع المعلومات، وأيضاً استصدار قوانين صارمة جداً وعقوبات شديدة بحق من يستعمل تقنيات الذكاء الصنعي لتوليد صور أو فيديوهات مزيفة لأشخاص حقيقيين دون موافقة منهم.

بالإضافة إلى توعية الأفراد والمهندسين بكيفية تمييز الفيديوهات السليمة من المزيفة ليس من الناحية الفنية فقط بل من الناحية المنطقية والتحقق من المعلومات، حيث اعتاد الناس على تصديق كل ما يرونه على الويب.

استخدام الذكاء الصنعي في الطب

وذكر “جوخدار” أن هناك العديد من المجالات الهامة التي يدخل الذكاء الصنعي في استخدامها كالطب مثلاً، ما يتعلق بالعمليات الجراحية الذكية عادة ما يجري بناء روبوتات خاصة بكل نوع من العلميات لا تسمح للروبوت بالتحرك خارج مجال محدد هو مجال العملية الآمن.

كما لا نسمح للروبوت بالحركة الآلية وإنما فقط بتوجيه من يد الطبيب بحيث يتم دمج ذكاء وحكمة الطبيب مع قوة الروبوت، أما البرامج التي تعبث بأدمغة الأشخاص فلا يوجد حلول إلا بالقوانين بل القوانين العالمية التي تتجاوز حدود البلد الواحد بما يسمح بملاحقة المجرمين مهما كان موقعهم.

إصدار منظومة جي – بي – تي

وعن أمكانية أن يكون للذكاء الصنعي أن يكون تأثير على مهنة الصحافة، أجاب “جوخدار” أنه صدرت مؤخراً منظومة تشات (جي – بي – تي) والتي تعمل على تركيب إجابات من خلال دمج مجموعة من الإجابات المختلفة بهدف إخراج إجابة واحدة فقط، وقد تصل إلى أن تصبح مقالة، وعلى الرغم من أن مقالات نظام تشات (جي – بي – تي) ليست محكمة المحتوى.

وإنما محكمة من حيث الصياغة باعتبار أن أغلب الناس تقرأ ربما لغرض التسلية، ولا تقرأ بهدف إجراء بحث علمي، وتالياً من الوارد جداً أن يعتمد الصحفيين يوماً ما مثل تلك الأنظمة، بحيث يطلبوا من النظام أن يعدّ مقالة عن موضوع معين وينجزه النظام بسرعة شديدة.

لافتاً أنه الأكثر من ذلك يمكن لنظام تشات (جي – بي – تي) أن يعمل على تحديث المعلومات ومصدرها، ومع ذلك يقوم بإجراء روابط خاطئة وهنا تكمن الخطورة بظل قلة التدقيق من قبل القارئ الذي يقرأ بسرعة كبيرة، انطلاقاً من ذلك يمكن القول أن سيكون للذكاء الصنعي أثر سيء، وربما يسبب نوع من الفوضى في مجال العمل الصحفي.

ميليا اسبر – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى