أخبار كليكسياسي

بعد الأردن، مصر تطرق أبواب دمشق

بعد الأردن، مصر تطرق أبواب دمشق

 

تتسارع خطى الانفتاح العربي على سورية من باب كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد فجر السادس من شباط 2023، فبعد إطلاق جسور الإغاثة الجوية والبحرية العربية إلى المنكوبين من الزلزال توالت الزيارات الرسمية والبرلمانية إلى دمشق تعبيراً عن التضامن العربي معها في محنة الزلزال حاملة معها رسائل سياسية ليست خافية على أحد.

فبعد الزيارات المتكررة لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لدمشق، جاءت زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق في أعقاب الزلزال وهي الأولى لوزير خارجية أردني لسورية منذ 12 عاماً.

وتلتها اليوم زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى سورية حاملاً معه رسالة تضامن من الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس بشار الأسد بعد انقطاع لأكثر من 11 عاماً.

مما لا شك فيه أن زيارة وزير الخارجية المصري وإن حملت طابع المواساة والتضامن الإنساني كما وصفها عندما سئل عن موضوع عودة سورية إلى الجامعة العربية، لكن هذه الزيارة وما سبقها من زيارات لا تخلو من رسائل سياسية.

أولها الانفتاح العربي المتسارع على دمشق ولاسيما أنها جاءت بعد يوم واحد من زيارة وفد من رؤساء برلمانات ووفود مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الرابع والثلاثين الذي اختتم أعماله في العاصمة العراقية بغداد.

وضم الوفد رؤساء برلمانات العراق ومصر والإمارات والأردن وفلسطين وليبيا ورؤساء وفود من لبنان وسلطنة عُمان.

ومهما قيل في أن الزيارات ذات طابع إنساني وتعاطف أخوي على خلفية كارثة الزلزال إلا أنها تحمل في مضامينها أبعاداً سياسية تعبّر عن موقف الدول العربية من الوضع في سورية ومن الدولة السورية وهي تأتي في سياق الانفتاح الذي بدأته الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان التي زارها الرئيس الأسد قبل أسبوع.

وتكتسب زيارة الوزير شكري إلى دمشق أهمية بالغة لكونها جاءت بعد الاتصال الهاتفي الأول الذي أجراه الرئيس السيسي مع الرئيس الأسد في أعقاب الزلزال، ولكونها تأتي من دولة تتمتع بثقل سياسي عربي ودولي، وهي كانت إلى جانب سورية دائماً تلعب دوراً بارزاً في معالجة الخلافات العربية وتسويتها والدفاع عن المصالح العربية المشتركة.

لقد أكدت جميع التصريحات والبيانات الصادرة عن اللقاءات بضرورة عودة سورية إلى موقعها الطبيعي في البيت العربي الذي عبرت دمشق عن حرصها عليه وحرصها على تطوير التعاون الثنائي لتجاوز الخلافات السياسية.

الرسالة التي نقلها الوزير شكري للرئيس الأسد أكدت تضامن مصر مع سورية واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، وحرص القاهرة على تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين وتطوير التعاون المشترك.

فيما سمع الوزير المصري من الرئيس الأسد حرص سورية على العلاقات التي تربطها مع مصر، وأن العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم أين السعودية من كل ما يجري؟ هل هي فعلاً بصورة التحركات العربية، تباركها وتدعمها من خلف الكواليس كما يتحدث البعض استناداً إلى تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مؤتمر ميونيخ مؤخراً عندما قال إن هناك إجماع خليجي وعربي على ضرورة تغيير مقاربة الوضع في سورية والتعامل مع الحكومة السورية، أم هي بانتظار ما سوف تتمخض عنه الاتصالات التي تجريها الأمارات العربية وعُمان؟

لكن مهما قيل في هذه الزيارات ومهما حاول البعض التقليل من أهميتها، فهي أبعد وأعمق من المضامين الإنسانية التي تجري تحت عنوانها، وهي بلا شك تعبر عن انفتاح واندفاع عربي للتواصل مع دمشق بعد فشل جميع السياسات السابقة التي اتبعت تجاهها..

والسؤال من التالي الذي يتحضر لزيارة دمشق في الغد أو بعده؟

عبد الرحيم أحمد – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: رحال العرب تحطّ في دمشق بعد أكثر من عقد من الزمن.. هل ينجحوا بكسر الحصار على سورية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى