مع دخول الشتاء.. حماة تعاني تقنيناً كهربائياً قاسياً.. الشركة العامة توضّح
تُعاني محافظة حماة تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين مُنظم، حيث وصفه السُكان بالقاسي تزامناً مع دخول فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة وقلة مادة المازوت، وارتفاع سعر طن الحطب، الأمر الذي انعكس عليهم في ظل اشتداد موجات البرد.
وأوضح مدير الشركة العامة لكهرباء محافظة حماة المهندس “حبيب خليل” لـ كليك نيوز، أن كمية الكهرباء في المحافظة مُتغيرة حسب كمية التوليد، والسبب أن محطات التوليد التي تعمل على البُخار بحاجة إلى صيانة دائمة، وهناك صعوبة في تأمين قطع التبديل والتجهيزات الكهربائية من الشركات المُصنِعة لها إن كان من أوروبا أو اليابان جرّاء الحصار.
لذلك فإن كمية الكهرباء ليست ثابتة، حيث يمكن إعطاء ساعة وصل مقابل 5 ساعات قطع، وبعد ساعة قد لا نستطيع إعطاء سوى نصف ساعة، وقد تهبط الكمية ببعض الأحيان إلى الربع ساعة، وأحياناً أخرى ترتفع إلى ساعة و10 دقائق، مؤكداً أن كمية الـ 80 ميغا واط التي أُضيفت مؤخراً بعد إصلاح المجموعة البخارية الأولى في محطة توليد الزارة انعكست بشكل ملحوظ على ساعات الوصل.
وبيّن “خليل” أنه تم ربط 12 محطة توليد طاقة شمسية باستطاعة 5 ميغا واط على الشبكة، وأن هناك محطتين قيد التنفيذ باستطاعة 1+1 ميغا واط، ومحطتين قيد الترخيص باستطاعة إجمالية 550 كيلو واط ساعي، لافتاً إلى أن كمية الطاقة المولدة من هذه المحطات قليلة وتُعادل 1% من حاجة المحافظة للتيار الكهربائي، وبالتالي فإن تأثيرها بسيط على مدة الوصل.
اقرأ أيضاً: بعد سنوات على تحريرها.. العائدون إلى بلدة الجلمة بريف حماة يعانون الانعدام الكلي للخدمات
وأشار “خليل” إلى أن خسائر الشركة نتيجة ما تتعرض له الشبكات الكهربائية في المحافظة من تخريب وسرقات تجاوزت حتى تاريخ 31 من الشهر الماضي 13 مليار ل.س منذ بداية العام، واصفاً هذا العمل بالتدمير الممنهج.
وقال “خليل” إن هذه السرقات والاعتداءات تحصل بشكل يومي إن كان في قرى منطقة مصياف أو قرى منطقة الغاب وأحياء مدينة حماة، وإن جميع التجهيزات والمواد التي يتم استجرارها من المؤسسة العامة بُغية تحسين الوضع الكهربائي في المحافظة يتم استخدامها في إعادة ترميم وتعويض الشبكات المسروقة، وإن الشركة في الوقت الحالي تحتاج إلى 450 كغ ألمنيوم لترميم السرقات في حي الزهرة قرب مفرق جب رملة وفي نهر البارد التي تعرضت للسرقة مؤخراً.
لافتاً إلى أن السارق لا يكتفي بشبكات مراكز التحويل والمحولات بل يقوم أيضاً بسرقة النحاس بداخل المحولات وتخريب وسرقة بارات النحاس واللوحات التي تُغذي المشتركين، إضافة إلى خروج خطوط القصور وغرناطة عن الخدمة نتيجة تعرض قواطع التوتر المتوسط الخاصة بها للسرقة، وأن هذه الخطوط تُغذي مناطق واسعة من القصور والأربعين في مدينة حماة.
وأكد “خليل” أن الشركة تقوم بإبلاغ الجهات المعنية، لكن العقوبات ليست شديدة، وأنه سبق وأُلقي القبض على سارقين لكنهم يخرجون بعد شهر، وبالتالي تعود السرقات لتتكرر، مبيناً أن السرقات أصبحت قليلة في مدينة سلمية بعد أن ألقت مديرية المنطقة القبض على 6 سارقين، وتمنى من الجهات المعنية تكثيف العمل حفاظاً على الاقتصاد العام لاسيما وأن البلاد بوضع سيء جداً وتواجه صعوبات في تأمين المواد نتيجة العقوبات المفروضة عليها.
اقرأ أيضاً: 50 إصابة حتى الآن.. أهالي السقيلبية في حماة يشتكون انتشار اللشمانيا في مدينتهم
وأكد مدير شركة الكهرباء أيضاً، أن لا خطوط معفية من التقنين تذهب للأحياء السكنية، فقط للمشافي الوطنية ومحطات ضخ المياه وآبار مياه الشرب ومطاحن الحبوب، أما في القطاع الخاص فتذهب للمنشآت الاقتصادية التي تُقدم خدمة للبلد كمعامل الزيوت والأحذية، إضافة لآبار سقاية الأراضي الزراعية وهي عددها قليل لكنها موجودة.
وأنه تم مؤخراً إصدار قرار يلزم أصحاب الفعاليات والمنشآت الحاصلة على خطوط معفية من التقنين أو تلك التي ستطلب خط، بتركيب ما نسبته 30% من الاستطاعة المُستهلكة لديه طاقة متجددة.
ولفت “خليل” إلى أن تحسن واقع الكهرباء في محافظة حماة مرهون بعدة إجراءات كتأمين الوقود وحوامل الطاقة خاصة الغاز الذي يؤمن في حال توفره كمية كهرباء زائدة، وتأمين قطع التبديل، إضافة إلى معالجة موضوع الاعتداء على الشبكات الكهربائية.
وبالنسبة للمناطق التي استعادها الجيش السوري بأرياف حماة خلال الأعوام الـ 5 الماضية، أكد “خليل” أن جميع المناطق المتواجد بها سكان لديهم كهرباء ولو بالحد الأدنى، كمدينة أفاميا والشريعة واللطامنة وكفرزيتا وعقرب وريف الحمراء وريف سلمية.
لافتاً إلى أن هناك مساحات شاسعة في محافظة حماة تم وضعها ضمن خطط سنوية إن كان بريف سلمية الشرقي أو ريف حماة الشمالي، وهي بحاجة إلى كميات كبيرة من التجهيزات إن كان محولات أو أبراج أو أعمدة وشبكات ألمنيوم متوسط ومنخفض، مبيناً أن إعطاء الأولوية في إعادة تأهيل هذه المناطق تُحدده نسبة العائدين إليها وحسب توفر المواد، إضافة إلى أنه يتم إعطاء العمل الشعبي الأولوية في إعادة التأهيل.
وختم “خليل” حديثه آملاً في المرحلة القادمة أن يتحسن الوضع السياسي في البلاد وتستطيع الدولة استعادة شرق الفرات، وبالتالي تأمين حوامل الطاقة بحيث يتم تغطية الكهرباء.
أوس سليمان – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع