لم تعد للفقراء.. استبعاد المأكولات الشعبية من مائدة السوريين يقلق أصحاب المطاعم الشعبية
لم تعد للفقراء.. استبعاد المأكولات الشعبية من مائدة السوريين يقلق أصحاب المطاعم الشعبية
أكلة سورية شعبية عرفت منذ 4 آلاف عام، أساسها الحمص المطحون، تزين موائد السوريين وتحديداً يوم الجمعة، واليوم بعد ارتفاع أسعارها باتت من الأكلات النادرة والتي يصعب تأمينها.
ارتفاع غير مسبوق
“كانت بـ 5 ليرات و12 ليرة، واليوم نحلم بها على موائد الافطار” لسان حال العم “مدحت المحمد” الذي أبدى حسرته بعد تحول وجبة الفقراء “الفلافل” إلى جانب وجبات الحمص والفول إلى حلم، على خلفية التعديل الأخير بتسعيرة التموين، حيث لامست السندويشة بخبز سياحي صغير مع بندورة ومخلل بأربعة أقراص سعر 1700، وخبز سياحي كبير من ستة أقراص ب 2000، والصمون بـ 2000 وقرص الفلافل بـ 130 ليرة سورية، كما حلَّقت المسبحة لقرابة ال 7500 والحمص والفول المسلوق بـ 4000.
وترافق هذا الارتفاع مع عدم التزام بعض أصحاب المحال بالتسعيرة لسندويشة الفلافل لتتراوح بين 1500 لـ 3000 حسب المحل.
صعبة المنال
واليوم مع زيادة الأسعار لم يعد بمقدور عائلة مؤلفة من ٤ أشخاص تناول هذه الأكلة والتي تعد مرتفعة إذا ما حسبنا تكلفتها الشهرية والتي وصلت لـ ٢٤٠ ألف ليرة شهرياً في حال تناولها بشكل يومي، حسب رواية ربة المنزل “بنان عمران”.
لنجد في الوقت ذاته، بأن بعض أهالي حمص لجؤوا لتجهيزها ضمن المنزل بالطريقة الشعبية حسب تأكيدات “سيف الدروبي” صاحب أحد محلات الفلافل، لتوفير كمية أكبر وكلفة أقل تغطي حاجة أفراد العائلة.
هموم المهنة
وتشكل المواد الأولية الداخلة في تركيب هذه الأكلة دوراً أساسياً في رفع سعرها، برأي العم “أبو محمد المصري” صاحب محل، شارحاً استغلال التجار بقوله: “لا يلتزم التجار بالنشرات الصادرة للمواد، ويبيعون المحلات بأعلى من السعر المحدد، كما أن التموين لا يواكب غلاء أسعار المواد”، بينما لمشاكل الغلاء وتأمين البضاعة، دور أيضاً في هذا الأمر برأيه، والذي أفرز كثرة في العرض وقلة في الطلب، والذي يعود لأحوال الناس المعيشية الصعبة، تزامناً مع تضخم العملة وانعدام قيمة الليرة.
كما عكس الارتفاع الكبير في سعر كيلو الطحينة الذي تجاوز 5000، ارتفاعاً بسعر الفتات والفول والمسبحة والمتبلات، عدا عن ارتفاع أجرة اليد العاملة والضرائب التي تجاوزت المليون سنوياً.
كما مثلت مسألة ارتفاع الايجارات نوعاً من زيادة المعاناة لأصحاب المحال والتي لامست 200 ألف، وصولاً للمليون أحياناً، تبعاً للمنطقة.
شح الغاز يشعل الأسعار
وأمام صعوبة تأمين الغاز، ظهرت مشكلة حقيقية أمام العم “أيمن داغستاني” في الحصول عليه بعد اختصار حصة المحل بـ 4 جرات كل 15 يوم، وهي لا تكفي، في حين بلغت الجرة 100 ألف بالسعر الحر، عدا عن صعوبة تأمينها وتعرض صاحبها للمخالفة، ومنع استخدام الغاز المنزلي بالمطاعم.
وأمام تميز الفلافل واعتبارها نوعاً من المقبلات النباتية، ما جعل منها محببة في ألمانيا والسويد، بعد انتشارها في أنحاء أوروبا، تزامناً مع موجة الهجرة الكبيرة إليها، ولاقت استحسانا بين الناس وشهرة في وقت قصير.
حمص – ربى العلي