“قطرة ماء”.. مبادرة لتأمين مياه الشرب لأبناء الحسكة
في ظل استمرار قوات الاحتلال التركي والفصائل التابعة لها، بقطع مياه الشرب والتحكم بمحطة علوك والتسبب بالعطش لمليون مواطن في الحسكة، أطلقت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع مجلس مدينة الحسكة مبادرة “قطرة ماء” لتأمين مياه الشرب لأبناء المدينة.
وتتضمن المبادرة تأمين ونقل المياه عبر صهاريج وتعبئتها للأهالي، حيث انطلقت عمليات التوزيع من محورة سمارة في مركز المدينة باتجاه القطاعات الأخرى في مركز المدينة.
وبين نائب محافظ الحسكة “حسن شمهود”، أن الحملة تأتي في إطار الجهود الحكومية المتواصلة لتأمين مياه الشرب لأبناء مدينة الحسكة وتخفيف معاناتهم، في ظل استمرار المحتل التركي بقطع مياه الشرب عن أبناء المدينة، حيث يتم التنسيق مع المنظمات الدولية المرخصة أصولاً والجمعيات الخيرية والهيئات الدينية لضمان استمرار المبادرة وفق الإمكانات المتاحة.
بدوره، قال مدير الشؤون الاجتماعية والعمل “إبراهيم خلف” من المقرر أن يتم نقل وتوزيع بين 300 و400 متر مكعب يومياً، منها 200 متر مكعب عن طريق مبادرة قطرة ماء، و200 متر مكعب عن طريق مجلس مدينة الحسكة.
اقرأ أيضاً: أمام صمت المنظمات الإنسانية والدولية.. “الحسكة تموت عطشاً”
وأشار رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس “عدنان خاجو”، إلى أن مجلس المدينة سيقوم بنقل وتأمين المياه عبر الصهاريج، وتعبئة خزانات الأسطح في المنازل وفق محاور محددة.
وأكد أن المجلس يسعى لاستمرار هذه المبادرة من خلال التنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية لتقديم دعم إضافي، بغية حفر مزيد من الآبار في مركز المدينة للاستخدامات المنزلية.
وبينما يستمر الاحتلال التركي في جريمته ضدّ أهالي الحسكة، يواصل منسوب مياه آبار الحمة الواقعة على بعد نحو 20 كم إلى غرب الحسكة والتي تعتبر المصدر الوحيد لصهاريج نقل المياه لسكان الحسكة وبلدة تل تمر بالانخفاض، مهدداً حياة نحو مليون نسمة.
وحذّر الجيولوجي المختص بالمياه الجوفية “شيخموس درويش”، من جفاف الآبار السطحية التي تغذي الحسكة وريفها بالمياه الصالحة للشرب، متوقعاً أن تجف الآبار “خلال فترة شهر”، وهو ما يشير إلى كارثة إنسانية وشيكة.
يذكر أن المحتل التركي والعناصر المسلحة التابعة له، يواصلون منذ عام 2019، انتهاكاتهم واعتداءاتهم على محطة مياه علوك في ريف رأس العين وشبكات الكهرباء المغذية لها وتحكمهم بعمليات ضخ المياه منها إلى مدينة الحسكة ومحيطها ما تسبب بحرمان السكان من المياه وزيادة معاناتهم.
وتندد سورية بشكل دائم، باستمرار الاحتلال التركي وفصائله المسلحة، بجريمة قطع المياه عن مدينة الحسكة وجوارها، محملة السلطات التركية مسؤولية التداعيات الناجمة عنها.
ومع هذه الاعتداءات، تستمر الإجراءات الحكومية للتخفيف من معاناة الأهالي حيث تقوم مؤسسة المياه بالتعاون مع المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية بنقل مياه الشرب إلى مركز المدينة وتعبئة الخزانات المنتشرة في الشوارع.
ويرتكب الاحتلال التركي هذه الجريمة الإنسانية، بحق أهالي الحسكة، في ظل صمت المنظمات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة، التي تدعي وتتغنى بشعارات الدفاع عن حقوق الإنسان.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع