مجتمعخدمي

” قرفوش الجلة” بديل المحروقات لـ “الحماصنة” هذا الشتاء

” قرفوش الجلة” بديل المحروقات لـ “الحماصنة” هذا الشتاء

 

فرضت أزمة المحروقات الخانقة التي يعيشها المواطنون في شتى المحافظات السورية، وحمص خصوصاً، ابتكار وسائل بديلة تعوضهم عن النقص في المواد الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة.

ومع وصول غيوم الشتاء المحملة بالأمطار والبرد، بدأ معها كل شخص بالبحث عن حلول لمواجهة البرد القارس المشهود لحمص بقساوته، مع 50 لتر من المازوت ينوي المعنيون توزيعها كدفعة أولى لن تكفي أي عائلة ولو استخدموها بالتنقيط.

photo ٢٠٢٢ ١٠ ٢٥ ١٩ ٥٩ ٠٠
” قرفوش الجلة” بديل المحروقات لـ “الحماصنة” هذا الشتاء

لا الغاز متوفر.. ولا الكهرباء حاضرة.. وأسعار الحطب تكوي

تشمل كلمة أزمة كل أنواع المحروقات المعروفة، فلا البنزين متوفر بالسعر المدعوم، والعكس صحيح من حيث امتلاء الشوارع به على السعر الحر، وجرة الغاز لن تصمد 90 يوماً كما يرغب المعنيون.

والحديث موصول مع الكهرباء، وهي الغائب الدائم بمعدل ساعة وصل و5 ساعات قطع، حيث يهرع المواطن لاستغلال “طلتها” بتسخين طبخة على الطباخ الإلكتروني، أو السخانة لتوفير ما أمكن من الغاز.

وبعد أن اتجه الكثيرون في أولى سنوات الحرب لتعويض نقص المحروقات عبر شراء الحطب، لم يعد هذا الخيار ممكناً مع ارتفاع سعر الطن الواحد إلى ما يقارب مليون ليرة.

العودة للحلول التي طواها الزمن

على ما يبدو، فإن الأمور في سورية تسير عكس كل البلدان حول العالم، مع عودة الكثير من السكان المغلوب على أمرهم لاستخدام وسائل كنا اعتقدنا سابقاً أن الزمن طواها إلى غير رجعة.

حيث عدنا لاستخدام الببور والكاز والحطب والفانوس، وغيرها من الوسائل التي تعرفنا عليها في روايات الأجداد فقط، دون أن نعتقد للحظة بإمكانية إعادة استخدامها.

روث الحيوانات وسيلة تدفئة!

سنروي جميعنا لأولادنا، كيف تحول روث المواشي إلى وقود التدفئة في بعض المناطق، لاسيما في أرياف المحافظات مع انعدام الكهرباء، وغلاء أسعار الوقود في حال توفرت.

وينتشر هذا الاختراع المعروف شعبياً ” قرفوش الجلة” في ريف حمص الغربي على سبيل المثال لا الحصر.

" قرفوش الجلة" بديل المحروقات لـ "الحماصنة" هذا الشتاء
” قرفوش الجلة” بديل المحروقات لـ “الحماصنة” هذا الشتاء

وتحدثت السيدة “أم أكرم” من ريف تلكلخ لـ “كليك نيوز” حول طريقة صنع هذا الوقود، وقالت “يتم جمع روث البقر أو أي حيوانات أخرى ويضاف إليها التبن ليتم بعدها صنع المادة بشكل دائري أو مستطيل واستخدامه للطهي والسلق والتدفئة”.

وأضافت “مجبورين، لا أحد سعيد بالعودة والاعتماد على هذا الحل، لكن البرد ينخر العظام وخصوصاً الأطفال، مع فقدان المازوت، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع سعر الحطب”.

وبين أحد كبار السن من حي العباسية أن “قرفوش الجلة كان دارجاً أيام زمان”، ولم يكن مستغرباً حينها كما هو الحال في هذه الأيام، كوننا أصبحنا في العام 2022 والناس طلعت عالقمر”، حسب قوله.

يذكر أنه ونتيجة الحاجة يلجأ المواطن السوري إلى أي حل بديل من شأنه أن يلبي احتياجاته، ويكسر برد أيام الشتاء الذي بدأت أولى بشائره لما يحمله من أمطار وثلوج، بحسب خبراء الأرصاد الجوية، لا سيما مع ارتفاع أسعار الحطب الذي وصل الطن منه إلى أكثر 600 ألف ليرة سورية.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: “المشغل الخيري السوري”.. مشروع لتعليم الفنون التشكيلية والمهن اليدوية مجاناً في حمص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى