“قسد” تسعى للضغط على دمشق.. ماذا يحدث في الحسكة؟
“قسد” تسعى للضغط على دمشق.. ماذا يحدث في الحسكة؟
تسعى ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية – قسد”، لفرض الضغط على دمشق بهدف تحقيق “مآربها”، وذلك بعد تجاهل الحكومة السورية لمبادرتها، حيث أنها كانت ولا تزال تضيّق على الأهالي في مناطق سيطرتها وتنشر إرهابها بدعم حليفتها واشنطن، حيث عادت اليوم لتظهر وجهها “الحقيقي” الذي قدّمت نفسها على أساسه منذ بداية الحرب على سورية.
حيث فرضت “قسد” حصاراً على مناطق سيطرة الجيش السوري في مدينة القامشلي وريفها، واحتجزت عدداً من ضباط الجيش وعناصره أثناء سفرهم من مدينة الحسكة إلى القامشلي.
وبحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية، استقدمت “قسد” تعزيزات عسكرية مكوّنة من مدرّعات وآليات في اتّجاه منطقة الحزام ودوار الباسل في القامشلي، كما أغلقت الطريق الدولي، ومنعت حركة العسكريين في اتّجاه القرى الخاضعة لسيطرة الجيش في ريفَي القامشلي الجنوبي والشرقي.
وقالت مصادر مطّلعة للصحيفة، بأن “قسد أبلغت الجانب الحكومي فقدانها الاتّصال مع فتاتَين من قياداتها الأمنية والمالية في القامشلي، متّهمةً الجهات الحكومية باختطافهما أو تسهيل فرارهما”، حسب زعمها.
وذكرت المصادر أن “قسد طالبت الجهات الحكومية بالكشف عن مصير الفتاتَين وتسليمهما لقوّاتها خلال مهلة زمنية قصيرة، مع التهديد بإغلاق الطرقات في اتّجاه مطار القامشلي ومناطق سيطرة الجيش في ريف القامشلي بشكل نهائي، ملوّحةً اقتحام قريتَي ذبانة وأبو ذويل الخاضعتَين لسيطرة الجيش، لتوافر معلومات لديها عن وجود الفتاتَين في هاتَين القريتَين اللتَين يسكن أقارب لهما فيهما”، حسب ادعاءاته.
اقرأ أيضاً: احتجاجاً على ممارسات “قسد”.. إضراب أصحاب مناهل مياه الشرب الخاصة في الحسكة عن العمل
وبيّنت المصادر، أن “قسد قامت باحتجاز نحو 150 ضابطاً وعسكرياً أثناء انتقالهم من مناطق انتشار الجيش السوري في تل تمر وأبو رأسين في ريف الحسكة، بالإضافة إلى مدينة الحسكة، في اتجاه مطار القامشلي، في إطار ضغوطها على الجيش، لتقوم بعدها بفكّ احتجاز عدد منهم لرغبتها في إنهاء الخلاف”، بحسب المصادر.
وكشفت المصادر، أن “الجانب الروسي دخل في وساطة بين الطرفَين لمنع تصعيد الأمور، ونجح في الحدّ من التوتّر، والتخفيف من إجراءات قسد في محيط المطار وريف القامشلي، من دون تطويق التوتّر بشكل كامل”.
وذكرت المصادر، أن “قسد”، تتعمّد التصعيد ضدّ الحكومة السورية منذ لقاء وزيرَي خارجيتَي سورية وتركيا في موسكو، قبل أكثر من شهر، متّهمةً الجانبَين بالاتفاق على محاربة قوّاتها، حسب زعمها.
ووفق المصادر، “أبدى العديد من مسؤولي “قسد”، انزعاجهم من عدم تجاوب الحكومة السورية مع مبادرتهم للحلّ السياسي، على رغم محاولاتهم العديدة فتح قنوات حوار جديدة مع دمشق، وإقناع الأخيرة باعتماد تلك المبادرة كمنطلق للحوار”.
وفسرت المصادر، “تحرّك “قسد”، الأخير ضدّ الجيش السوري على أنه رسالة بامتلاكها أوراقاً عسكرية، تَقدر من خلالها على إزعاج دمشق ميدانياً في الشرق، في حال وجود أيّ نوايا فعلية للتعاون مع أنقرة ضدّ قوّاتها في عموم مناطق سيطرتها في الشمال والشرق.
كما تريد “قسد”، وفق المصادر، “التأكيد أنها قادرة على التضييق على الجيش السوري في الحسكة والقامشلي، وعلى امتداد الشريط الحدودي من المالكية في ريف الحسكة، مروراً بريف الرقة ومنبج وعين العرب في ريف حلب، ومنع حركته في هذه المناطق، ومحاصرة جنوده في أيّ وقت، متجاهلةً الحقيقة القائلة إن وجوده في هذه المناطق منَع الأتراك من التوغّل إليها، وأجبرهم على وقف التمدّد في عملية “نبع السلام” في عام 2019″.
ورداً على تلك المزاعم من “ميليشيات قسد”، وصفت مصادر ميدانية حكومية، في تصريحات للصحيفة، بأن تحرّكات “قسد” الأخيرة غير منطقية ومكشوفة، مشيرةً إلى أن الجيش السوري هو المعنيّ الأول والوحيد بوحدة وسلامة الأراضي السورية، وإنهاء وجود أيّ قوات أجنبية غير شرعية على أراضي البلاد.
وأضافت المصادر، أن الموقف الرسمي واضح في مسألة التطبيع مع الأتراك، على أساس رئيسي وهو الانسحاب الكامل من الأراضي التي يحتلّونها في عموم الشمال السوري.
ورأت المصادر، أن مَن يحرص على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وضمان إنهاء الاحتلال التركي، عليه أن يفكّ ارتباطه بالأميركيين، وينهي ذرائع وجودهم، وعلى رأسها محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأكدت المصادر، أن وجود الجيش السوري على الحدود هو الضمانة الوحيدة للجميع، لإعادة الأمن والاستقرار وإنهاء الاحتلالات كافةً على الأراضي السورية.
وكانت “قسد”، طرحت في نيسان الفائت، مبادرة زعمت فيها أنها “تهدف إلى وضع حل سلمي وديمقراطي للأزمة السورية، مؤكدة استعدادها للقاء الحكومة السورية والحوار معها دون وساطة من أي طرف، وجاءت هذه المبادرة، بالتزامن مع الانفتاح العربي الأخير على دمشق وإعلان عدّة دول عن نيتها إعادة فتح سفاراتها، الأمر الذي أثار قلق “ميليشيا قسد”، خوفاً على مصالحها لا سيما في ظل عدم ثقتها بداعمها الأمريكي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحاصر فيها “قسد”، مناطق الحكومة السورية، ففي حزيران 2022، استولت “قسد” على المخبز الآلي الحكومي الوحيد في مدينة القامشلي بعد محاصرته ليوم كامل، كما منعت دخول المواد الغذائية والطحين والمحروقات إلى مركز الحسكة.
والجدير ذكره أيضاً أن مناطق محافظة الحسكة التي تنتشر فيها “قسد”، تعاني من الفوضى وانعدام الأمن، وانتشار الجريمة وعمليات السطو والسرقة، والتعديات على معظم القطاعات الخدمية وخاصة قطاع الكهرباء.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع