في ظل ارتفاع الحرارة وغلاء خدمات المطاعم.. الحدائق متنفس السوريين لقضاء أوقاتهم
في ظل ارتفاع الحرارة وغلاء خدمات المطاعم.. الحدائق متنفس السوريين لقضاء أوقاتهم
دفعت موجة الحر الشديدة بعشرات المواطنين للخروج من منازلهم بحثاً عن أماكن باردة، في ظل الغياب التام للكهرباء، وبينما كان الكثير منهم في السابق، يقصد المطاعم والكافتيريات، غير أن هذا الأمر بات مستحيلاً في هذه الأيام، بسبب غلاء الخدمات التي تقدمها.
هذا الغلاء، كان السبب في أن تسجل الحدائق والمنتزهات العامة، إقبالاً كبيراً خلال الأيام الأخيرة، حيث يقضي السوريون أوقاتهم في الحدائق.
وأكد صاحب بسطة في دمشق، أن الانقطاعات التي تتكرر يومياً للكهرباء تشكل معاناة حقيقية لهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة خصوصاً داخل المنازل، ما يدفعهم للهروب إلى خارج المنازل للجلوس تحت ظلال الأشجار، وأحياناً الجلوس على أطراف الشوارع.
وأضاف موقع “أثر برس”، إنه يصطحب أولاده وزوجته للجلوس على المروج الخضراء الواسعة المتواجدة على أطراف الأرصفة لاحتساء القهوة وتدخين الأرجيلة، فهو يجد بذلك فسحة لهم للتخلص من حالة الضجر والملل من دون مقابل مادي من جهة، ومن جهة أخرى للتنفس.
كما تقول إحدى ربات المنازل، إنها معتادة كل أسبوع على الخروج والجلوس على العشب الأخضر في منطقة قريبة بصحبة أولادها، إذ تقوم بشراء المقبلات والعصير لهم والجلوس لساعات طويلة.
وأضافت السيدة، شراء المقبلات والعصائر والمعجنات لتناولها في الهواء الطلق مكلف مادياً إلا أنه أخف وطأة من الدخول إلى أي مطعم ودفع فاتورة باهظة من الممكن أن تصل إلى 400 ألف.
اقرأ أيضاً: أصحاب الجرارات الزراعية في حماة يشتكون تعطل آلياتهم بسبب المازوت
وتقول إحدى الفتيات، إنها ذهبت مع أسرتها وعددهم 4 أشخاص، إلى مطعم في الشام القديمة، وطلبوا مقبلات خفيفة وأرجيلتين وعصير وعدد قليل من المناقيش، وتم دفع فاتورة بقيمة 350 ألف ليرة، مشيرة إلى أنهم باتوا يقصدون الحدائق، لقلة تكاليفها، مقارنة بأسعار المطاعم الخيالية.
وقال رئيس جمعية المطاعم والمقاهي والمتنزهات الشعبية “كمال النابلسي”، إن المتنزهات والحدائق أسعارها معتدلة وخدماتها ممتازة، مشيراً إلى أن معظم الناس باتوا غير قادرين على ارتياد المطاعم بسبب ارتفاع أسعارها.
وفيما يخص المنتزهات الشعبية، أكد “النابلسي”، أن الدخول إلى هذه المنتزهات رمزي جداً، مضيفاً، الكرسي بـ 1000 ليرة أما فتح الطاولة مع علبة محارم صغيرة وعبوة ماء بـ 3000 ليرة، مشيراً إلى أن عقوبة المخالف، السجن من ثلاثة أشهر إلى سنة مع ختم المحل لمدة غير معروفة.
وبعد أن تحولت المطاعم إلى ترف ثقيل لا يقوى عليه إلا الأغنياء، باتت الحدائق وحدها الملاذ الوحيد لعامة الناس للتخفيف من حرارة هذه الأيام، حيث تمنحهم متنفساً وهواء عليلاً وبتكاليف قليلة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع