شبح الفقر يطارد أحلام الشباب السوري.. السفر بات ملاذه الأخير
لم يكن البحث عن حياة أكثر استقراراً، وتأمين عمل أمراً سهلاً بالنسبة لأغيد السلوم 28 عاماً خريج هندسة معلوماتية ويعمل في دبي، بل أشياء شبه مستحيلة في سورية.
القرار الحاسم
“فكرت كثيراً وكان قراراً صعباً أن أترك منزلي و عائلتي وحارتي، إلا أن السفر كان الحل الأمثل “لسان حال أغيد وهو يروي تجربته بحرقة وألم مما دفع به لهذا الخيار الذي كان الأنسب له، فالراتب الذي يتقاضاه في دبي، يحتاج شهوراً من العمل لجمعه في سورية، بالرغم من عدم عمله باختصاصه وصعوبة إيجاد فرصة به، ليبقى الأجر العالي هو الهدف الأكبر له وبدون تفكير بأي شيء آخر”.
كما قاسمته الرأي “منى عباس” 24 عام وهي خريجة أدب انكليزي من حي عكرمة بقولها، “قراري في السفر للشارقة لم يكن خياراً، ولكن الظروف المحيطة أجبرتني على التفكير بالبحث عن فرصة أخرى، لتأمين مستقبل أفضل، وتوظيف الطاقة التي أبذلها بشيء نافع لي ولعائلتي”.
ثقافة الهجرة
أمام الإقبال الكبير لدى فئة الشباب على البحث من أجل مستقبل أفضل، تنامت فكرة السفر في أذهان الأهالي ولاقت قبولاً لدى أطياف كثيرة من المجتمع، والذي أكده حديث “نيروز السالم” وهي خريجة تمريض، من حيث إيجادها فرصة للسفر والعمل براتب مضاعف في أحد مشافي العراق، ولكونها فتاة لم تجد رفضاً من عائلتها بل على العكس، وأضافت، “أصبح المجتمع السوري يتقبل فكرة سفر الفتاة للاعتماد على نفسها في العمل والتعلم وتكوين مستقبلها بعيداً عن العائلة، وهو بمثابة دافع جيد لكل الفتيات اللواتي يطمحن لصناعة مستقبلهم بأيديهم”.
إلا أن البعض من فئات الشباب بات السفر من المسلمات لهم، أمثال “يوشع الحسن” الذي وجد فيه ملاذه الأخير قبل الذهاب للخدمة الاحتياطية، ما أجبره على ترك دراسته في الهندسة والالتحاق بركب المسافرين.
هل تتحول سورية إلى قارة عجوز؟
يعد جواز السفر السوري الأعلى تكلفة بين جوازات السفر في العالم، وقدرت تكلفته اليوم 500 ألف للمستعجل، ويمنح لصاحبه في نفس اليوم من قبل إدارة الهجرة والجوازات.
كما لوحظ في السنتين الأخيرتين إقبال كبير من قبل الشباب على السفر، دون أي تفكير بالعودة، فالازدحام الكبير ملحوظ على باب الهجرة والجوازات في كل المحافظات وأغلب الاعمار بين 18 -40 أي من فئة الشباب.
ويرجع الغالبية سبب هذا الاقبال للبحث عن العمل خارجاً وذلك حسب رأي الأستاذ المحامي “مياس الحوراني” نظراً لانخفاض الرواتب بما لا يتناسب مع الارتفاع المستمر للأسعار، وانخفاض قيمة الليرة أمام ارتفاع الدولار، وارتفاع أجور وأسعار العقارات، عدا عن الكوارث الاجتماعية التي تمثلت بارتفاع نسبة العنوسة للفتيات اللواتي يلجأن للهرب من واقعهم الاجتماعي.
وأمام هذه الصعوبات المعيشية تبرز فكرة السفر بصفتها الحل الوحيد برأي الحوراني، في حين يبقى الحل في سبيل مواجهة هذه الظاهرة المخيفة لجهة نقص عدد الشباب هو إيجاد فرص عمل مناسبة لكل شخص، ورفع الرواتب بما يناسب كل شهادة.
إقبال متزايد
وفي إحصائيات مراكز الهجرة تبين مؤخراً بأن أكثر البلدان المطلوبة حالياً للسفر هي “مصر”، لكون وضع العمل فيها أفضل من بلدان أخرى، من حيث التعامل الجيد مع السوريين، وتتبعها “أربيل” فالحياة فيها ممكنة وهي أقرب، وأغلب المسافرين إليها من الشباب الهاربين من الخدمة.
وفي حديث لـ “كليك نيوز” مع “ديانا طويلة” موظفة الحجوزات والسفر لدى EMAR أكدت من خلاله أن الإمارات كانت أكثر إقبالاً من المسافرين عليها، ومن حوالي الشهرين انخفض، لأن وضع العمالة سيء، لتبقى رغبة الجميع في السفر إلى أوروبا بقوة، لكن الأمر صعب بالنسبة للتكاليف الكبيرة و تأمين العمل.
ربى العلي – كليك نيوز
اقرأ ايضاً: تفاصيل الطريقة الجديدة للحصول على جواز السفر.. لن يراجع أي شخص فرع الهجرة والجوازات