“رهاب الامتحان” يوقف قلب شاباً قبل أيام من بدء امتحاناته الثانوية
لم يكن يعرف الشاب “أحمد المصري”، الطالب في الشهادة الثانوية، والذي واظب طيلة العام على دراسته ليحقق حلمه بالدراسة في كلية الإعلام، أنه وقبيل أيام من بدء امتحاناته، سيكون في جوار ربّه.
“سكتة دماغية وتوقف قلب مفاجئ” نتيجة التوتر والضغط خوفاً من الامتحانات، أنهت حياة هذا الشاب الذي لم يبلغ عامه الـ 18، وحال “أحمد” حال الكثير من طلاب الشهادات الذين يعيشون مع أهاليهم رهاباً حقيقياً طيلة العام الدراسي.
وفي هذا السياق، أكد رئيس رابطة الأطباء النفسيين في نقابة الأطباء “مازن خليل”، أن الأهل يتحملون نسبة 80 بالمئة من مسؤولية حالات التوتر والقلق النفسي على أولادهم من خلال الضغط عليهم، معتبراً أن الأهل يضغطون على أولادهم لتحقيق أحلامهم هم وليس أحلام أولادهم، وبالتالي فإن التوتر يسيطر على الأهل والمجتمع وأن الكثيرين منهم لا يساعدون أولادهم على تحقيق أحلامهم الطبيعية.
وأوضح “خليل” لصحيفة “الوطن” المحلية، أنه من النادر أن يؤدي التوتر والقلق النفسي إلى الوفاة عند الشباب إلا في حالات نادرة مثل أن يكون لدى الشاب اعتلال قلبي منذ الولادة، وبالتالي من الممكن أن يكون مؤهلاً لحدوث جلطة قد تؤدي إلى وفاته، مبيناً أنه من الممكن أن يسبب التوتر والقلق النفسي سرعة في نبضات القلب وليس أكثر من ذلك.
ولفت “خليل”، إلى أنه من الممكن أن يكون هناك توتر إيجابي ويحدث عند الطلاب الدارسين قبل الامتحانات، معتبراً أن مثل هذا النوع من التوتر يحفز الطلاب على الدراسة ومراجعة المعلومات، كما أن هناك توتراً سلبياً يجعل الطالب قلقاً ولم يعد قادراً على التركيز وبالتالي هذا يؤثر في معلوماته في الامتحان.
اقرأ أيضاً: عرس يتحول إلى جنازة.. وفاة شخصين وإصابة العشرات جراء خلاف في أحد الأعراس بريف حمص
وبين أن اضطرابات القلق، متعددة حيث من الممكن أن تؤدي إلى القلق والخوف وهذا ما يسمى قلقاً “نوبياً”، كما أنه من الممكن أن يتحول إلى قلق عام وهو قلق اجتماعي، إضافة إلى وجود اضطرابات أخرى مثل اضطرابات الوسواس القهري وبالتالي هناك درجات للقلق النفسي، لافتاً إلى أن يوم قلق عند الطالب يساوي هزة زلزال ليوم واحد.
ورأى “خليل”، أن الكثير من الطلاب يعيشون في حالة ضغط يومي نتيجة قلة الأنشطة التي يمارسونها في المدارس وحتى في الكثير من المدارس الخاصة، موضحاً أن هناك قلة في ممارسة أنشطة الرياضة والرسم والموسيقا وبالتالي الطالب يعيش في حالة ضغط يومي.
وأكد أنه لا توجد حتى الآن إحصائيات عن نسبة الوفيات نتيجة القلق والتوتر النفسي لأنه لا يوجد دراسات واضحة في هذا الموضوع.
وقدم “خليل”، نصيحة للطالب وهو أن يقوم بالعمل كما يجب ولا يفكر فيما سوف يحدث معه، محذراً من تناول الحبوب التي تؤدي إلى الاستمرار في اليقظة لأن هذه الحبوب تؤدي إلى انعكاسات سلبية على الطالب في الامتحان ومنها فقدان تركيزه.
وأشار إلى أنه لاحظ من بعض المشروعات التي يديرها ازدياد نسبة الطلاب الذين يحدث عندهم قلق نفسي ويطلبون استشارات نفسية، مبيناً أنه في حال طلب الطالب الاستشارة الطبية فإن الطبيب يطلب حضور الأهل لأنهم هم جزء من الحل في هذا الموضوع.
يذكر أن عدد الأطباء النفسيين داخل سورية 62 طبيباً، معتبراً أن عدد الأطباء المختصين في الطب النفسي قليل لأن هذا الاختصاص لا يؤدي إلى إنتاجية مادية كبيرة وأجورهم ليست كافية على حين أن أجورهم في العديد من دول العالم مرتفعة، مشيراً إلى أن نسبة 4 بالمئة من الأشخاص الذين يحتاجون علاجاً نفسياً يراجعون الطبيب النفسي.
وبدأت صباح الثلاثاء امتحانات الشهادتين “الإعدادية والثانوية” الشرعية لدورة عام 2022- 2023 الأولى، والأربعاء تبدأ امتحانات الثانوية العامة، والخميس للتعليم الأساسي.
بالتوفيق لطلابنا.. عسى أن تحققوا كل ما تتمنوه دون أي مكروه
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع