تركيا تدعم خططها بتغيير ديمغرافية المناطق التي تحتلها في سورية ببناء عشرات المستوطنات
تركيا تدعم خططها بتغيير ديمغرافية المناطق التي تحتلها في سورية ببناء عشرات المستوطنات
كثفت أنقرة عملية بناء المستوطنات في المناطق التي تحتلها شمال سورية، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة ترحيل اللاجئين من أراضيها.
وذكرت مصادر محلية، أن تركيا وبالتعاون مع حلفائها مما يسمى “المنظمات الإنسانية المحلية والدولية”، زادت من عمليات بناء المستوطنات في منطقة عفرين شمالي حلب.
وبحسب المصادر، استغلت تركيا بذلك، التعاطف الدولي لدعم متضرري الزلزال وبناء مبانٍ ومساكن لهم على شكل قرى كبيرة مخدّمة بطرق ومساجد ومدارس، متناسية إعادة بناء المباني التي تضررت في المنطقة.
وأشارت المصادر التي نقلتها وسائل إعلامية معارضة، إلى أن التبرعات الكبيرة التي وصلت إلى المنطقة، وجميع الأموال التي وصلت، جرى من خلالها بناء مساكن وقرى كاملة لكن معظمها لم تكن لمتضرري الزلزال بل لعناصر الفصائل المسلحة التابعة لقوات الاحتلال التركي واللاجئين الذين ترحلهم أنقرة.
وبحسب المصادر، شهدت عفرين بعد زلزال 6 شباط، زيادة كبيرة بعمليات بناء المستوطنات وبنسبة 100% عن الأعوام السابقة، حيث ارتفع عدد المستوطنات التي بنيت في عفرين وريفها إلى أكثر من 40 مستوطنة.
اقرأ أيضاً: مع تزايد عمليات المقاومة العراقية ضدّ قواعدها.. مسؤولو البنتاغون محبطون من تصاعد الهجمات
وبحسب المصادر، توزعت المستوطنات، على نواحي جنديرس وراجو وشران وشيخ حديد، وكان التجمع الأكبر قرب قرية الغزاوية جنوب عفرين وقرية الخالدية جنوب شرق المدينة، وهي مناطق لم تتأثر بالزلزال نهائياً.
ولفتت المصادر، إلى أن عشرات المشاريع لا تزال قيد الدراسة وبعضها جرى الموافقة عليه وسيتم البدء به مطلع العام الجاري، مشيرة إلى أن منظمة “آفاد” التركية هي المسؤولة عن تنسيق عمليات بناء جميع تلك القرى، إضافةً إلى أنها مسؤولة أيضاً عن اختيار مواقع البناء.
ووفق المصادر، فإن المنظمات المنفذة هي “الأيادي البيضاء” المدعومة من الكويت وفلسطين، وجمعية “شام الخير” المدعومة قطرياً، وجمعية “أهل الوفاء” المدعومة من عرب فلسطين 48
وذكرت المصادر، أنه غالباً ما تعتمد تلك المنظمات على التبرعات الفردية، إضافة إلى جمعيات محلية أخرى أيضا تعتمد غالباً على الدعم الفردي من قطر والكويت وفلسطين، كما أن الهلال الأحمر القطري يعتبر من أكثر الداعمين لتلك الجمعيات.
وأشارت المصادر، إلى أنه إلى الآن لم يستلم متضررو الزلزال أي من تلك المساكن التي يجري بناءها قرب جنديرس أو في المناطق الأخرى، كما تدّعي أنقرة.
ولفتت المصادر، إلى أن المستوطنات التي بنيت بالقرب من المدن والقرى، أقيمت على أراضي تعود ملكيتها لسكان المنطقة الأصليين، وكانت آخر تلك المستوطنات في حرش المحمودية بمدينة عفرين ضمن الأحياء السكنية في المدينة.
وسبقها قرية “أجنادين” في الأطراف الشرقية لبلدة جنديرس وضمن المخطط السكني المستقبلي للبلدة، كما يجري العمل على بناء مستوطنة تحت مسمى “قرية الأمل الثانية”.
ووفق المصادر، تخطط تركيا إلى تغيير ديمغرافية المنطقة وتغيير التركيبة السكانية.
يذكر أن السلطات التركية، عملت على بناء هذه المستوطنات، بهدف إسكان مسلحي الفصائل الموالية لها وعوائلهم واللاجئين الذين ترحلهم، وكانت تركيا احتلت عفرين منذ عام 2018.
ويأتي بناء هذه المستوطنات في إطار سياسة التتريك والتغيير الديموغرافي التي انتهجها قوات الاحتلال التركي والفصائل المسلحة التابعة لها، في المناطق التي تحتلها شمال سورية.
وكانت السلطات التركية، وفي إطار خطتها لإعادة نحو مليون لاجئ سوري تحت مسمى “العودة الطوعية”، إلى ما أسمتها “بالمنطقة الآمنة”، قامت منذ مطلع العام الجاري، بترحيل عشرات آلاف اللاجئين السوريين الذين يقيمون على أراضيها قسراً إلى الأراضي السورية.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع