خدميمجتمعمحلي

“بلا ولا شي”.. زوجان يحوّلان سطح منزلهم إلى مزرعة خضروات في اللاذقية

“بلا ولا شي”.. زوجان يحوّلان سطح منزلهم إلى مزرعة خضروات في اللاذقية

 

لخّصت كلمات الأغنية الشهيرة “بلا ولا شي” لزياد الرحباني حياة المهندسة الزراعية “دارين الليوا” وزوجها “سامر تنزكلي” بعد أن جلسا تحت فيّ المزروعات الخضراء التي نمت بألفة ومحبة على سطح منزلهم نتيجة مشروعهم الصغير في اللاذقية.

ودفعت مشاعر الشغف موظّف الموانئ البحرية “تنزكلي” (48 عاماً) لإقناع زوجته بإنجاز مشروع صغير على سطح منزلهم بهدف سد حاجتهم من الخضار في ظل ارتفاع الأسعار، وتدني مستوى الدخل وصولاً إلى تحسين المردود المادي عبر بيع الفائض من المنتجات.

وقال “تنزكلي” لـ “كليك نيوز”: “الاكتفاء الذاتي هو الأهم، إضافة إلى الحصول على منتج نظيف خالٍ من الأسمدة الكيماوية والهرمونات وبقايا المبيدات خاصة بعد انتشار الأمراض، مؤخراً، وكانت البداية مع تجربة زراعة الفليفلة”.

وفي ابتسامة جميلة تدل على الرضا أثناء غرق يديها في تراب حوض “النعنع”، روت “الليوا” (40 عاماً) عن “الإنتاج المذهل الذي حققته هي وزوجها بصيف عام 2022، بعد زراعة حوالي 40 شتلة فليفلة حمراء و20 شتلة باذنجان، متحدثة عن الجهد الذي أنعم عليهم بأكثر من 50 كيلو غرام من المنتجات”.

وأكدت “الليوا” أن “فكرة المشروع ولدت منذ ثلاث سنوات عبر زراعة منتجات معدودة، إلى أن شملت المزروعات المنتَجة السلق والسبانخ والفول والبازلاء والبصل والثوم والخس والبقدونس والنعنع والفجل”.

“وربما عنت التفاصيل لكلا الزوجين لأن علاقتهما من الأساس مبنيّة على الحب المجرّد والمشاركة للوصول إلى حياة سعيدة، فيما عكس مشروعهم الصغير الفائدة بعد جني الثمار نتيجة اهتمامهم بالمزروعات على مدار العام”، بحسب ما وصفت المهندسة الزراعية.

وقال “تنزكلي” وهو يجلس على ركبتيه ويقطع عيدان السلق الأخضر واحدة تلوى الأخرى: “تكاليف المشروع بسيطة وهي عبارة عن فلّين أو أحواض أو (تنكات) الزيت الأكثر استخداماً لهذا الغرض لأنها متوفرة بكثرة في المنزل”.

“ويأتي صنع (الكمبوست) المنزلي بالدرجة الأولى في نجاح المشروع، وهو عبارة عن بقايا قشور خضار وفواكه تُخلط مع قليل من التراب والسماد العضوي للتخمير الذي تختلف مدته بحسب درجة الحرارة، ففي فصل الصيف يحتاج إلى 3 أشهر وفي الشتاء يحتاج 6 أشهر ليصبح جاهز للزراعة”.

وشجّعت “الليوا” كل منزل للاستفادة من مساحة معيّنة مشبعة بأشعة الشمس لزراعة الخضراوات، قائلة: “يحتاج الشخص إلى تراب مضاف له سماد عضوي (مخلفات الحيوانات)، ومن الممكن الاستفادة من السماد العضوي المتوفر في الأراضي الزراعية القريبة من مكان السكن”.

وأضافت المهندسة الزراعية: “نحن نحصل على حاجة مشروعنا من حديقة البط والدجاج والخراف الواقعة بالقرب من منزلنا.. والمشروع بسيط جداً فسارع على البدء بأول خطوة، والخطوة الثانية صدقاً ستكون بالنسبة لك متعة حقيقية عندما تأكل من إنتاجك”.

زوجان يحوّلان سطح

ويملأ سطح منزل هذه العائلة مجموعة كبيرة من الخضراوات باختلاف أنواعها وهي بمثابة غطاء نباتي لونه أخضر يدل على الحياة، وتعكس عروق أوراقه حكايات من التضحية والتعاون والإصرار والأمل وصولاً إلى تكاتف جميع قطرات الندى وسقوطها على أياديهم بمحبة.

كلير عكاوي – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: “الحاجة إلى الكسب” أجبرت النساء على دخول ميادين عمل جديدة كان حكراً للرجال

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى