بالتزامن مع تكثيف هجمات العشائر ضدّها.. واشنطن تدخل على خط المصالحة بين الأطراف المتحاربة
بالتزامن مع تكثيف هجمات العشائر ضدّها.. واشنطن تدخل على خط المصالحة بين الأطراف المتحاربة
كثّف مقاتلو العشائر في دير الزور، هجماتهم ضد ميليشيا “قسد”، وذلك إثر فشل المفاوضات التي أجراها شيخ قبيلة العكيدات، “مصعب الهفل”، مع ممثّلين عن القوات الأميركية في الدوحة وأربيل، للتوصّل إلى اتفاق يمنح أبناء العشائر في المنطقة حق المشاركة في إدارة مناطقهم.
وذكرت مصادر محلية، أنه وخلال الأيام الماضية، استهدف مقاتلو العشائر مقارّ ميليشيا “قسد”، في قرى وبلدات الصور والشحيل والطيانة وشنان وهجين والحوايج في الريف الشرقي، والزغير والحصان وبريهة والعزبة في الريفَين الشمالي والغربي، تأكيداً لرفض التسوية التي كانت “قسد” قد أعلنت فتح بابها لكلّ المشاركين في الهجمات الأخيرة على “قواتها”.
بالتزامن، عادت واشنطن لتدخل على خطّ المشهد في دير الزور، محاولة رسمه بما يناسبه مصالح حليفتها “قسد”، إذ كشفت مصادر مطّلعة، عن خطة جديدة يجري العمل لتنفيذها، ترتبط بإطلاق سراح قائد “مجلس دير الزور العسكري” المدعو “أحمد الخبيل – أبو خولة”، مشيرة إلى أن وفداً لما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن، زار عائلة “الخبيل” وطلب منهم تجهيز منزله تمهيداً لعودته.
وأضافت المصادر لموقع “أثر برس”، أن عرّاب هذه الخطة هو القيادي السابق في “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقا”، المدعو “عمار الحداوي”، الذي وصل مؤخراً إلى مدينة الشحيل.
اقرأ أيضاً: هل تخلصت “قسد” من قائدها العسكري في ريف دير الزور؟
وكشفت المصادر، عن اجتماعات عدّة أجراها “الحداوي”، في منزل القيادي في “قسد”، المدعو “محمد رمضان”، والملقب “بالضبع” في مدينة “الشحيل” شرق دير الزور، حيث تم مناقشة خطة إعادة “الخبيل” للواجهة من جديد.
ولفتت المصادر، إلى أن هذه الخطة تعني إلغاء مشروع، يقضي بنقل قيادة “المجلس العسكري” من “الخبيل” إلى “الضبع”، بينما تُسند رئاسة المجلس المدني لأحد شيوخ “البكارة”، وذلك بالتنسيق مع “التحالف الدولي”.
وأوضحت المصادر، أن “التحالف الدولي” يهدف من إعادة “الخبيل” إلى الاستفادة من الثقل العشائري للعشيرة التي ينتمي إليها في قبيلة العكيدات التي تقود الحراك العشائري ضد “قسد”.
وبحسب المصادر، فإن “التحالف الدولي”، يرى أن عودة “الخبيل”، قد يجذب أبناء عشيرته التي لا تملك علاقة طيبة مع قبيلة “آل الهفل” التي تقود الحراك ضد “قسد”، وبالتالي تخفيض عدد المناصرين للحراك العشائري.
وأوضحت المصادر، أن فكرة إعادة “الخبيل” إلى مشهد الأحداث في دير الزور لاقت اعتراضات من قبل بعض قادة ” قسد”، وخصوصاً المدعو “شيروان حسن” الملقب بـ “روني والات”، والذي قُتل بتفجير طال سيارته بعد خروجه من مكتبه في حقل العمر النفطي بدير الزور بالقرب من قاعدة الاحتلال الأمريكي.
اقرأ أيضاً: مقتل ثلاثة قياديين من “قسد” في انفجار سيارة بريف دير الزور
ولفتت المصادر، إلى وجود ارتباط بين مقتل “والات” بخطة إعادة الخبيل، مشيرة إلى أن معلومات تؤكد أن مقتل “والات” جاء بقرار من قيادة “التحالف الدولي”، وبوساطة عبوة ناسفة زُرعت في سيارته، وهو الأمر الذي أكدته مصادر خاصة لـ كليك نيوز، حيث كشفت عن قيام ميليشيا “قسد” بتصفية “والات” بهدف تخفيف احتقان الحراك الشعبي ونقمة الأهالي على وجودها.
يذكر أنه ومنذ 27 آب الفائت، اندلعت الاشتباكات بين “قسد” من جهة، وعناصر “مجلس دير الزور العسكري” وأبناء العشائر العربية من جهة أخرى، في معظم مناطق ريف دير الزور الواقعة في الجزيرة السورية، وذلك على خلفية اعتقال “قسد” لـ “قائد مجلس دير الزور العسكري”، الملقّب بـ “أبي خولة”، و4 من أعضاء المجلس، بعد استدراجهم إلى اجتماع عسكري في قاعدة لـ “التحالف الدولي”، في سد الحسكة الغربي.
هذا وأعلن شيخ قبيلة العكيدات “مصعب الهفل”، عقب بدء الاشتباكات، عن تشكيل قوة عشائرية تهدف إلى إلغاء سيطرة “قسد” على مناطق الجزيرة العربية.
يذكر أن ثلاثة قياديين من ميليشيا “قسد”، قتلوا قبل أيام، إثر انفجار سيارة مصفحة كانوا يستقلونها بالقرب من حقل العمر النفطي كبرى قواعد الاحتلال الأمريكي في ريف دير الزور.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع