“المشي”.. الحل البديل لغياب وسائل النقل في حمص
من المؤكد أنه وكما تنقل مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فإن أزمة المحروقات الخانقة الأخيرة دفعت السكان في كل المحافظات للبحث عن حلول بديلة نتيجة التعطل شبه التام بعمل وسائل النقل.
في مدينة حمص يبدو المشهد مماثلاً، حيث لجأ المواطن في آخر الحلول المتاحة لديه للاعتماد على قدميه بهدف الوصول إلى عمله وجامعته ومدرسته.
فمنذ ساعات الصباح الباكر، تشهد شوارع المدينة على جميع التقاطعات والدوارات والإشارات المرورية، ازدحام عشرات المواطنين وهم ينتظرون في البرد القارس أي سرفيس أو باص نقل داخلي.
إلا أن الكثيرين لا يملكون رفاهية انتظار السرفيس، لربما يتعرضون للتوبيخ أو العقوبة أو الحرمان من دخول المحاضرة إن تأخروا عن بدء الموعد، ما يضطرهم للمشي مسافات طويلة تتجاوز 5 كيلومتر أحياناً كما قال أحد الشبان.
ولعل المشهد المعبر عما نتحدث عنه هو الحاصل يومياً على تقاطع إشارة الزهراء التي تتوسط عدة أحياء وتشكل عقدة الوصل بينها كالسبيل الأرمن، العباسية، المهاجرين، جب الجندلي وغيرها.
وحصلت الأزمة الخانقة نتيجة قلة مخصصات السرافيس من المازوت والتي تعتبر العصب الرئيسي لقطاع النقل في مختلف المحافظات، وعزوف الكثير منهم عن العمل لاعتقادهم أن الأجرة البالغة 200 ليرة غير عادلة للخطوط الداخلية.
وتأتي أعباء أجور النقل في وقت لا تزال فيه متطلبات الحياة اليومية كبيرة جداً، في ظل الوضع المعيشي الصعب والارتفاع الكبير في الأسعار، حيث أن ركوب التكسي مرة واحدة في اليوم تقضي على الراتب، كما قال أحد سكان حي السبيل.
وأضاف مواطن من حي الأرمن لموقع “كليك نيوز”، أن الاعتماد على وسائل النقل العامة اليوم من سرافيس وباصات النقل الداخلي أصبح ضرورة ملحة، ولكن نقص تلك الوسائل يزيد من المعاناة”.
بينما أشار وسيم (طالب في جامعة البعث) أن المشي بات الوسيلة اليومية للوصول إلى الكلية بعد أسبوع من المحاولات اليومية والانتظار على المواقف والإشارات دون القدرة على ركوب السرفيس، حيث استغرق نصف ساعة للوصول من حي الحميدية إلى الجامعة”.
والحال نفسه انطبق على كل الذين التقيناهم قرب الدوارات والإشارات، حيث قالت ريم (موظفة) أن المدة التي تستغرق الوصول مشياً على الأقدام إلى الوظيفة تماثل الوقت بانتظار السرفيس”.
بينما أضاف محمد (عامل) أنه من المستحيل ركوب التكسي مع تضاعف أجرتها، حيث أن الركوب ذهاباً أو اياباً سيكلف ما لا يقل عن 5 ألاف ليرة، وهي نصف اليومية التي أحصل عليها خلال اليوم.
بينما رد سامر (سائق سيارة أجرة) عن سبب ارتفاع أجور الركوب مؤخراً وقال “تأخرت رسائل البنزين لأكثر من 10 أيام ونضطر للشراء بالسعر الحر بما يقارب 13 ألف ليرة للتر الواحد مع ارتفاع أجور الصيانة وغيرها من التكاليف”.
يذكر أن واقع المشتقات النفطية المتهاوي في البلاد دفع عدداً من الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى اتباع سياسات تقشفية بتخفيض الاستهلاك، إضافة لتحديد أيام عطل إضافية مع دعوات لتخيض أيام في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية أيضاً.
ويأتي هذا في ظل تصريحات رسمية عن أن هذه الإجراءات مؤقتة ستتغير عند عودة الواقع إلى سابق وضعه، مع أنباء عن وصول عدد من الناقلات النفطية إلى ميناء بانياس بما يسهم بتخفيف الأزمة.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: بعد تخفيض المخصصات.. “شلل” في حركة النقل بحمص وسط غياب النقل الداخلي