“الفروة” زي تراثي يحافظ عليه أهالي الحسكة رغم ارتفاع أسعارها
لا يزال أهالي محافظة الحسكة يحافظون على ارتداء لباس الفروة والذي يعد من الألبسة التقليدية التراثية، ويفتخرون بذلك، رغم ما لحق بالمحافظة من تطور وتحول كبير من الحياة الريفية إلى المدنيّة، وما طرأ على ذلك من تبدلات اجتماعية خلال العقود الماضية، فضلاً عن انتشار الألبسة الحديثة التي يفضلها البعض لتنوع أشكالها وألوانها.
ورغم ما لحق بصناعة الفراء من صعوبات جمة، أهمها صعوبة تأمين المواد الأولية لاسيما مادة الجوخ الإنكليزي، وارتفاع أسعارها بشكل كبير، إلا أن محال الخياطة وسط مركز مدينة الحسكة لا يزال ينتج مختلف أصناف الفراء، وبعض قطع الألبسة التي ترافقها كـ “الأبطية” بالرغم من مزاحمة الفروات الصناعية لها، وإقبال البعض على شرائها لرخصها مقارنة مع الطبيعية.
“داني إدريس” خياط يُعد من أقدم الخياطين العاملين في هذا المجال، أوضح لموقع “كليك نيوز”، أن الفروة لباس تقليدي جميل يلبس فوق الثياب يغطي جسد الرجل أو الشاب من كتفيه وحتى أسفل الركبتين، وتعد من الألبسة التي تستخدم للتدفئة، وفي الوقت ذاته من علامات الهيبة والجمال لاسيما بين أبناء الريف وأبناء العشائر في المدن.
ولفت “إدريس” إلى أن الفروة مشتق اسمها من فراء الغنم الذي يستخدم كبطانة داخلية للفروة، أما المادة الخارجية فهي الأقمشة المنوعة والتي يكون أفضلها من الجوخ الإنكليزي، ومن ثم يأتي بعده الأصناف الأخرى والذي يطرز بأشكال مختلفة.
وأشار “إدريس” إلى أن بطانة الفروة يستخدم فيها نوعان من الصوف الأول هو صوف الخراف الصغيرة الذي يتميز بخفة الوزن ونعومة الأصواف ويسمى “الطفيلي”، والنوع الثاني يستخدم فيها صوف الأغنام الكبيرة ويسمى “الكباشي” أو “الغنامي”.
وعن أسعار الفروة، يبين الخياط “إدريس” أن أسعارها تختلف بحسب نوع المادة التي تدخل في صناعتها، فالفروة الصناعية ذات الجودة الوسط يتراوح سعرها ما بين 60 -70 ألف ليرة سورية، أما الفروة التي يستخدم فيها صوف الأغنام والقماش الوطني فيتراوح سعرها بنحو 400-600 ألف ليرة، أما الفروة الطفيلية فيتراوح أسعارها بين مليونين ومليونين ونصف، لاسيما إذا كان القماش من النوع الجيد.
وضمن محل الخياطة، أوضح المواطن “فهد الطراف” أن المواطن ذي الحالة المادية العادية يقبل على شراء الفروة الصناعية كونها أرخص، وإن كانت أقل جودة ولكنها تؤدي حاجتها للتدفئة لاسيما في الأرياف، فالفروات ذات الصوف الطبيعي أصبحت حكراً على المواطنين الميسورين مالياً لاسيما الطفيلية التي أصبح سعرها بالملايين.
في حين أشار المواطن “خليل مطلق” إلى أن الرعاة في الأرياف ومع إقبال فصل الشتاء وتدني درجات الحرارة فهم يحتاجون لشراء الفراء “الغنامية”، وهي ذات الصوف الكثيف والتي تؤمن لهم الدفء في ليالي البرد القارس التي تتدنى فيها درجات الحرارة، وقد يضطر مع أغنامه إلى النوم في البرية، مشيراً إلى أن هذه الفروة يقارب سعرها نصف مليون ليرة سورية حاليا، والتي كانت تباع قبيل سنوات الحرب بسعر لا يتجاوز 20 ألف ليرة سورية.
الحسكة – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: ”قرفوش الجلة” بديل المحروقات لـ “الحماصنة” هذا الشتاء