الطريق إلى “المخترة” بدير الزور يمر عبر “التاسع”؟!!
سجّلت امتحانات الشهادات العامة بدير الزور حضوراً للتقديم من قبل كبار ومتوسطي السن، لاسيما شهادة التعليم الأساسي.
وحسب إحصائية غير رسميّة لـ “كليك نيوز” فإنّ قرابة الـ 60 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 50 – 60 عاماً، يتقدمون لهذه الامتحانات بصفة (أحرار)، أغلبهم لشهادة الأساسي.
حصر التقديم للأحرار بالمراكز الامتحانية المُفتتحة في مركز المحافظة مدينة دير الزور ضاعف من معاناة وصولهم إلى هناك، ومنهم من يأتي من أقصى مناطق المحافظة (مدينة البوكمال وأريافها) حيث تبلغ مسافة الطريق قرابة 130/ كم.
تفعيل محافظة دير الزور قراراً بعدم تسلم أي شخص في المدن أو الأرياف صفة (مختار) ممن لا يحمل شهادة التعليم الأساسي (التاسع)، دفع بمن يمارس هذه المهمة للتسجيل ضمن قوائم المتقدمين للامتحانات، وهم باشروا منذ اليوم الأول لبدء دورة العام الجاري.
حسب مصدر محافظة ديرالزور فإن القرار آنف الذكر جاء ضمن القانون 107 الناظم للإدارة المحليّة، كشرط لمن يتسلمون مهام (المخترة) وهو قرار مُتخذ ولا رجعة فيه.
يُشكل الكثير من هؤلاء المتقدمين على موضوعة ربط تولي مهمة (المختار) بحصول أصحابها على شهادة التعليم الأساسي،” جميعنا أدينا مهاماً في التشكيلات الفلاحيّة، وأموراً إدارية بجمعيات زراعيّة وسواها، ناهيك عن كون هذا الأمر يتطلب وجهاً اجتماعياً عارفاً بطبيعة المجتمع العشائري في المكان المتواجد به، سواء أكان حياً بمدينة، أو بلدة، أو بلدية، وهكذا، واقع قديم، نحن لسنا أميين، نحن نقرأ ونكتب ونعلم كل إجراء يتطلبه عملنا، نتمنى إعادة النظر بالقانون، بلحاظ كل واقع مجتمعي على حدا”.
أيضاً يشعر المتقدمون هنا بإحراج كبير حسب أحاديثهم، بالنظر لكونهم يتقدمون لامتحاناتهم مع طلبة من عمر أحفادهم!
أخيراً وإذ تشهد امتحانات الشهادات بدير الزور إقبالاً للتقديم من قبل كبار سن، فإنّ البعض منهم يحتاج النجاح لا سواه ليتمكن من عبور النفق – إن صح التعبير- للحصول على الشهادة ، فالطريق إلى (المخترة) يمر حتماً عبر (التاسع) .
عثمان الخلف