ازدياد أعداد الأطفال اللقطاء في المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد”.. مطالب بإحداث دور رعاية
شهدت معدلات العثور على أطفال لقطاء حديثي الولادة في مناطق متعددة من شمال وشرق سورية والواقعة تحت سيطرة “قسد” على مدى السنوات الثلاث الماضية، ارتفاعاً ملحوظاً، حيث يتم رمي هؤلاء الأطفال في المناطق السكنية المتطرفة أو تجمعات القمامة أو أمام أبواب الجوامع ومن يحالفه الحظ يجده الأهالي قبل أن تنهش لحمه الكلاب والجرذان.
وأكدت مصادر محلية لـ كليك نيوز، أنه على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي مر بها أهالي المحافظات الثلاث منذ بداية الأزمة وتراجع مستوى معيشتهم سواء نتيجة ما يحدث على الصعيد العام في سورية.
أو الظروف الناتجة عن سنوات القحط التي ضربتهم لعدة سنوات التي أثرت بالواقع الزراعي، إلا أن هذا العادة غير موجودة في مجتمع عشائري قبلي تتحكم فيه العادات الاجتماعية التي تعيب على الأهالي رمي أولادهم، وما يترتب على ذلك من إلحاق السمعة السيئة بالعشيرة كلها.
اقرأ أيضاً: شتاؤنا يبدأ الجمعة القادم.. ماذا تحمل مربعينياته وسعوداته للسوريين؟
وأكدت المصادر أن العثور على طفل لقيط طيلة سنوات ما قبل سيطرة ميليشيا “قسد” كان أمراً نادر الحدوث، إلا أنه مع بسط سيطرتها على المنطقة وفتح باب تطوع الفتيات والنساء في صفوفها، أصبح الأمر أشبه بظاهرة يتكرر حدوثها وسماع أخبارها من فترة لأخرى، نتيجة نظام الخدمة العسكرية المشتركة ما بين الرجال والنساء لاسيما في النقاط العسكرية والتفتيش النائية التي قد تضطر فيها الفتاة أو المرأة إلى المناوبة بعيداً عن أهلها عدة أيام.
وبينت المصادر، أن الانحلال الأخلاقي الذي يستهدف النساء والفتيات من أبناء المنطقة لاسيما أبناء العشائر العربية، نهج تتبعه “قسد” والأحزاب السياسية المنضوية تحت لواءها بحجة تحرر المرأة، وهناك قوة عسكرية تساند ذلك اسمها “وحدات حماية المرأة” وظيفتها التنكيل بالرجال أو الأهالي في حال تقديم الفتاة أو المرأة الشكوى تجاههم.
كما تتدخل بالأعراف الدينية والمجتمعية كمنع الرجل من الزواج بامرأة ثانية أو إجباره على تطليق زوجته الأولى والتكفل برعايتها إن رغب بذلك.
اقرأ أيضاً: رغم رفعها الأجور بهدف “تحسين” الخدمة.. شبكة الاتصالات تغيب مع انقطاع التيار بمعظم مناطق اللاذقية
وأشارت المصادر إلى أن الفتيات ممن يحملن سفاحاً ومن علاقات غير شرعية، غالباً ما يسعين إلى التخلص من أجنتهن أو حتى أطفالهن حديثي الولادة خشية العار الذي يلحقها أو ملاحقة الأهالي لهن وقتلهن بدافع الشرف، ومن أجل ذلك غالباً ما يعثر على هؤلاء الأطفال مرميين في حاويات القمامة أو تجمعاتها وقد فارقوا الحياة، إما نتيجة البرد والجوع أو لتسلط الكلاب والجرذان عليهم.
ولفتت المصادر إلى أن الأطفال الذين يرميهم أهاليهم نتيجة الظروف المعيشية غالباً ما يتم وضعهم أمام باب مسجد ملفوفين بثياب نظيفة وأغطية تقيهم البرد، وترافقهم رسالة مكتوبة من الأهالي بأنهم أبناء حلال، ولكن الظروف المعيشية هي التي أجبرتهم على ذلك.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد الأطفال اللقطاء الذين عثر عليهم في المحافظات السورية الثلاث التي تسيطر على غالبية أجزائها “قسد” خلال السنة الحالية، إلا أن حوادث العثور عليهم مستمرة بشكل متواتر وسط مطالب للأهالي بافتتاح دور رعاية خاصة بهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم مما اقترفه أهلهم.
الحسكة – كيك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع