اتفاقيات التعاون في مجال النفط والكهرباء والاتصالات تدخل مرحلة التنفيذ.. أهم نتائج زيارة الوفد الاقتصادي السوري إلى إيران
اتفاقيات التعاون في مجال النفط والكهرباء والاتصالات تدخل مرحلة التنفيذ.. أهم نتائج زيارة الوفد الاقتصادي السوري إلى إيران
يواصل الوفد الاقتصادي السوري الذي يزور طهران حالياً، اجتماعاته مع المسؤولين في الحكومة الإيرانية وكبريات الشركات الاقتصادية العاملة في إيران في مجالات مختلفة.
واجتمع وزير الاتصالات والتكنولوجيا السوري إياد الخطيب، مع نظيره الإيراني عيسى زارع بور.
وبحث الجانبان، سبل تطوير التعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين البلدين وخلق الأسواق لشركات التكنولوجيا الإيرانية في سورية، وتنفيذ وثائق واتفاقيات التعاون الثنائية الموقعة خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية.
وأعلن وزير الاتصالات الإيراني، عقب الاجتماع، عن جهوزية إيران واستعدادها لتقديم كل مساعدة مطلوبة لزيادة جودة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في سورية.
وأضاف “عيسى زارع بور” تم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، مؤكّداً على وقوف الجمهورية الاسلامية الإيرانية إلى جانب الشعب السوري وحكومته في أوقات السعادة وإعادة الإعمار كما وقفت سابقا إلى جانبهما في الأوقات الصعبة.
بدوره، أعرب وزير الاتصالات السوري إياد الخطيب، عن ارتياحه لهذا اللقاء مثنياً على تفاني الجانب الإيراني الخاص في العمل والتعاون مع بلاده، ومعرباً عن أمله في تحقيق تعاون أفضل في المستقبل بين إيران وسورية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
في السياق، اجتمع وزير الاقتصاد السوري محمد سامر الخليل، مع وزير الطاقة الإيراني، علي أكبر محرابيان.
وأعلن وزير الطاقة الإيراني، عقب الاجتماع، عن مفاوضات مع الجانب السوري لإعادة إعمار نحو خمسة آلاف ميغاواط من محطات توليد الكهرباء في سورية، من قبل شركات إيرانية.
وأشار إلى وجود العديد من محطات توليد الكهرباء في سورية، جزء كبير منها غير قادر على إنتاج الكهرباء اليوم ويحتاج إلى إصلاحات، بالطبع هذا إلى جانب قرار السلطات السورية العمل على بناء محطات طاقة جديدة في البلاد.
وقال “محرابيان” إن الشركات الإيرانية، وخاصة “مجموعة مبنا”، لها سجل جيد في بناء وإصلاح محطات توليد الكهرباء في سورية في السنوات الأخيرة، وفي هذا الصدد، قامت ببناء محطة كهرباء جيدة جداً في منطقة اللاذقية، والتي ستصل قريباً إلى مرحلة التدشين.
وأضاف، إن عدداً من محطات توليد الكهرباء التي تضررت خلال الحرب تم إنجاز عمليات إعادة إعمارها وقد دخلت الخدمة ضمن شبكة الكهرباء السورية اليوم.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر مطّلعة، أنّ هناك اتفاقاً جديداً بين دمشق وطهران للتوقيع على مرحلة جديدة للخط الائتماني الإيراني- السوري، ما سيضمن استمرار انسياب المستوردات النفطية بأسلوب دوري ومنتظم في الأشهر المقبلة، مبينةً أنّ ذلك سيؤمن 2 مليون برميل نفط شهرياً.
ولفتت المصادر لموقع “أثر برس”، إلى أنّ استمرار وصول المستوردات السورية في المرحلة الجديدة من الخط الائتماني إلى جانب الجهود التي تبذلها الحكومة لتأمين كميات إضافية أخرى عبر الخط التجاري، سينعكس إيجاباً على استقرار السوق المحلية التي تشهد حالياً ارتفاعاً بأسعار المشتقات النفطية نتيجة تأخر التوريدات في المدة الفائتة.
كما عقد “الخليل” اجتماعاً مع وزير الزراعة الإيراني محمد علي نيكبخت، جرى خلاله مناقشة سبل تنمية تبادل المنتجات الزراعية والتعاون لإقامة بعض المشاريع التي من شأنها رفع مردودية الإنتاج الزراعي في سورية.
كما عقد “الخليل” اجتماعاً مع وزير الاقتصاد والمالية الإيراني إحسان خاندوزي، بحضور وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب تم خلاله بحث الإجراءات المتخذة التي يجب أن تتم متابعتها لاستكمال تأسيس البنك المشترك وشركة التأمين.
كما بحث الجانبان، تنفيذ بعض المشاريع الاستثمارية في سورية من خلال شركة الاستثمارات الخارجية الإيرانية، إضافة إلى التعاون في مجال تبادل المعلومات والبيانات الجمركية إلكترونياً، وأيضاً تبادل الخبرات في مجال التشريعات الضريبية والجمركية.
وعقد “الخليل” أيضاً، اجتماعات مع كبرى المجموعات الاقتصادية الإيرانية الراغبة بالاستثمار في سورية بمرحلة إعادة الإعمار في العديد من المجالات، ولاسيما البنى التحتية والصناعة والإسكان.
كما اجتمع مع إدارة “مجموعة مبنا” الإيرانية المنفذة لبعض مشاريع الكهرباء في سورية، وتم خلاله تقييم الوضع القائم وبحث صيغ استثمارية جديدة على صعيد التعاون في المرحلة المقبلة لتنفيذ بعض المشاريع الحيوية المهمة.
وكان وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بذرباش، رئيس الجانب الإيراني في اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وسورية، أعلن في وقت سابق، أنه تم الاتفاق مع سورية على إلغاء التعرفة الجمركية بشأن الصادرات والواردات بين البلدين.
وقال “بذرباش” تم تصفير التعرفة التجارية على جميع السلع المتفق عليها بين إيران وسورية، ويمكن للتجار تصدير واستيراد البضائع من دون دفع هذه التعرفة في الجمارك.
يذكر أنه وصل قبل يومين، وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، إلى العاصمة الإيرانية طهران، ويرافقه وفد اقتصادي، يضم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل ووزير الاتصالات والتقانة محمد إياد الخطيب وممثلين عن بعض الوزارات والجهات.
واستقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، وزراء الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، والاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل، والاتصالات والتقانة إياد الخطيب، أهمية العلاقات السورية – الإيرانية وتطويرها في مختلف المجالات.
وأشاد رئيسي بصمود سورية قيادةً وشعباً في وجه كل الصعوبات والمؤامرات التي حيكت ضدها، لافتاً إلى أن سورية تسير اليوم على درب التقدم والازدهار، مشدداً على ضرورة خروج كل القوى الأجنبية غير الشرعية من سورية واستعادة الدولة السورية لسيادتها على كامل أراضيها.
كما أكد الرئيس الإيراني أهمية التنفيذ الكامل للاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارته إلى سورية ولقائه مع السيد الرئيس بشار الأسد، معرباً عن أمله بأن تتم خطوات لاحقة لمزيد من تطوير العلاقات بين البلدين.
بدوره نقل” المقداد” تحيات الرئيس الأسد إلى الرئيس رئيسي والقيادة الإيرانية، واستعرض آخر التطورات السياسية في سورية والمستجدات في المنطقة، وقال، إن هناك إرادة حقيقية لدى القيادتين السورية والإيرانية لتحقيق المزيد من الإنجازات لمصلحة بلدينا وشعبينا.
وأكد “المقداد”، على أن الأجواء التي سادت هذه الزيارة تختلف عن جميع الزيارات السابقة لوفود سورية إلى إيران.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، زار دمشق في الثالث من أيار الفائت، حيث أعلن خلال الزيارة، عن توقيع 15 وثيقة تعاون بين طهران ودمشق في مجالات مختلفة، مشيرا إلى أن الزيارة إلى سورية، ستشكل منعطفاً إيجابياً وجيداً لتنمية العلاقات بين البلدين.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع