أسواق دير الزور التراثية تستعيد عافيتها وتمهد لعودة المهن إليها
للسوق المقبي مكانة خاصة، وهو المرتبط بتاريخ ورمزية معينة تعود لسنوات طوال، عدا عن كونه مكاناً لممارسة النشاط التجاري ويضم العديد من الأسواق التي يرتادها أبناء ريف دير الزور، ما يشكل حركة تجارية يومية ملفتة.
إعادة إعمار
لحق بهذه الأسواق قسطٌ كبيرٌ من الدمار على يد المجموعات الإرهابية المسلحة كما في باقي أحياء المدينة، ومع بدء تأهيل محيطها وخاصة “جسر البعث” و “الشارع العام” و “شارع حسن الطه” و “شارع ستة إلا ربع”، كان لابد من عودة الحياة لها أيضاً، لا سيما بعد صدور المرسوم رقم ١٣ لعام ٢٠٢٢، الذي أعطى ميزات كثيرة ما يساعد على عودة الحركة التجارية والاقتصادية للمحافظة كما كانت في السابق، كون هذه الأسواق تضم العديد من المهن اليدوية القديمة.
ومن خلال حديثه لـ “كليك نيوز” أكد “لؤي المحيميد” رئيس غرفة تجارة وصناعة ديرالزور بدء العمل في تأهيل السوق المقبي بالتعاون مع مجلس مدينة ديرالزور، ومديرية الآثار والمنظمات الدولية من خلال عملية التنظيف وترحيل الأنقاض، ومن ثم فرز الأحجار، وهذا السوق يضم سبعة أسواق ضمنه هي: “العطارين، والحبال، والتجار، وسوق عكاظ، وسوق الخشابة، وسوق القصابين” وهذه الأسواق تضم مهن كثيرة يرتادها أبناء الريف، كونه المركز التجاري الأقدم والأكبر، كما يقدم خدمات كثيرة لأهل الريف من خلال تصريف المنتجات من “سمن وصوف”، إضافة إلى شراء حاجياتهم، وكذلك الأمر بالنسبة لأهل المدينة .
فرص عمل
كما أن هذه الأسواق تضم حرفاً قديمة مرتبطةً بمعيشة الأسرة الريفية وحتى المدينة منها برأي المحيميد مثل: “المخامر” و”العبارات” و”النملية” وغيرها، يضاف لذلك صناعة “دلة القهوة” المعروفة “بدلال مزعل” في ديرالزور.
ويوجد في السوق ثلاث خانات هي، “خان الجوزة، وخان الخابور، وخان الخشب” وفيها بوابة تسمى “البوابة العثمانية” في نهاية السوق باتجاه قيادة الشرطة “السرايا”، وبدأنا حالياً بالسوق الرابع، حيث بدأت الفكرة منذ حوالي 60 يوماً، وفي البداية كان عدد العمال 30 عاملاً، ولكن اليوم بات عدد العمال 45 عاملاً، والسوق الرابع خلال فترة أسبوع يكون العمل منهي بشكل كامل لننتقل باتجاه سوق آخر وبنفس مراحل العمل.
أما الأسواق الثلاثة المتبقية خلال شهرين على أقل تقدير، يكون العمل منجز فيها، لتبقى مرحلة رفع الوضع الراهن وإجراء دراسة هندسية للبدء بالترميم.
وحول أهمية المرسوم رقم ١٣ لعام ٢٠٢٢ والذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد منذ أيام قليلة أكد “المحيمد” بأن صدور المرسوم يدل على المتابعة والاهتمام من قائد الوطن لأدق التفاصيل، متوجهاً بالشكر لهذا الاهتمام الكبير لواقع المدينة وهموم التجار والصناعيين، معتبراَ بأن صدور المرسوم بهذا الوقت بمثابة الدواء للمواطنين، وهو ما يساعد في دوران عجلة التجارة والصناعة في المحافظة.
مالك الجاسم – دير الزور – كليك نيوز
اقرأ أيضًا: ” ستة إلا ربع ” يأخذ شكله رويداً.. وعين التأهيل بدير الزور إلى الأسواق القديمة