تركيا تمهد جوياً لبدء عملية برية باستهداف أبراج الاتصالات.. أمريكا تجلي رعاياها
تركيا تمهد جوياً لبدء عملية برية باستهداف أبراج الاتصالات.. أمريكا تجلي رعاياها
في إطار العملية التي شنها الاحتلال التركي في شمال سورية والعراق، وبعد حالة الهدوء الحذر التي استمرت خلال الأيام الماضية في عموم مناطق الشمال، نفذت أنقرة الخميس، ضربات مدفعية، وغارات جوية نحو مواقع تابعة لقوات “قسد” في منطقتي منبج وعين العرب بريف حلب.
كما نفذت طائرات حربية تركية، غارات جوية عنيفة باتجاه مواقع في جبل “الأبدة” بريف منطقة منبج، وتركزت الغارات باتجاه أماكن توزع أبراج الاتصالات في المنطقة ومعسكر تابع لـ “قسد” بالقرب منها، ما تسبّب بتدمير معظم الأبراج، ووقوع قتلى وجرحى في صفوف عناصر “قسد”.
وأعقب الضربات الجوية، قصف مدفعي عنيف نفذته قواعد الاحتلال التركي العسكرية وفصائل أنقرة المتمركزين في منطقة جرابلس، باتجاه الريف الشرقي من منطقة عين العرب الخاضعة لسيطرة “قسد”، مع التركيز على قرى “كوران، وخرابيسان، وتل جارقلي”، وفق ما نقلت وكالات الأنباء.
وفي الوقت الذي فرضت فيه تركيا شروطا على “قسد” لوقف عدوانها وأعطتها مهلا لتنفيذها، تشير المعلومات، إلى أن “قسد” رفضت كافة العروض والمقترحات الأمريكية والروسية لوقف العملية التركية، لافتين إلى أن العروض كافة يتخللها شرط ينص على انسحاب “قسد” من المناطق الموجودة بعمق 30 كم في الأراضي السورية، بينما تجد “قسد”، أن شن عملية عسكرية يمكن أن يفقدها بعض المناطق أفضل من خسارة مساحات أكثر باتفاقات سلمية.
في سياق متصل، أكد مصدر رسمي تركي أن أنقرة أنجزت كافة التحضيرات العسكرية واللوجستية اللازمة لتنفيذ العملية البرية المحتملة شمال سورية.
وقال المصدر، إن هدف المرحلة الأولى من العملية العسكرية هو السيطرة على تل رفعت ومنبج وعين العرب التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب الكردية”، التي تعد المكون الرئيس لقوات “قسد”.
وأضاف المصدر، أنه تم إبلاغ الجانب الروسي عدم قبول تركيا “بالانتشار الشكلي لقوات الجيش السوري” في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، موضحاً أن أنقرة أكدت لموسكو ضرورة حلّ “قسد”، أو إخراجها من مناطق الشمال.
وقال المصدر التركي: إن الجانب الأميركي أبدى تفهمه للمطالب التركية، مضيفاً أن المعلومات المتوفرة لدى تركيا تشير إلى أن الأمريكيين انسحبوا من بعض المواقع.
وشدد المصدر على أن العمليات العسكرية ستنفذ بشكل دقيق ومن دون أي تهديد لسلامة القوات الأمريكية والروسية.
في هذه الأثناء، أفاد موقع “المونيتور” الأمريكي بأنه تم إجلاء جميع الموظفين المدنيين الأمريكيين بمن فيهم الدبلوماسيون، من شمال شرق سورية إلى أربيل.
وقال “ديفيد يوبانك” مؤسس أحد منظمات الإغاثة التي تعمل في المنطقة: إن السكان المحليين أُرهبوا بالهجمات التركية المستمرة وشعروا بخيانة شديدة من قِبل الولايات المتحدة، مؤكدا بأنه تم استهداف مناطق مدنية لعدة مرات.
وبالتزامن مع هذه التطورات، دفع الجيش السوري في اليومين الماضيين، بتعزيزات عسكرية ضمت آليات ومدرعات وأجهزة تقنية وجنود مشاة، باتجاه محاور التماس مع القوات التركية، حيث تمركزت التعزيزات الواصلة في محيط تل رفعت، وعدد من القرى الآمنة في محيطها كـ “كفر نايا، وإحرص، ودير جمال”.
كما نقلت وسائل إعلامية، أن روسيا أنشأت نقطة عسكرية في قرية “تل جيجان” بريف حلب الشمالي الشرقي، قبالة القاعدة العسكرية التركية المتمركزة قرب قرية “عبلة” بريف الباب.
وكانت تركيا أطلقت قبل أيام عملية “المخلب-السيف” شمال سورية والعراق، إثر التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول.
اقرأ أيضاً: تركيا تعطي “قسد” مهلة للانسحاب من ثلاث مدن بحلب.. الأخيرة تستنجد موسكو!!