خدميمجتمعمحلي

بخبرات محلية.. أكثر من 80 % نسبة الأعمال المنجزة في ترميم الجامع الأموي الكبير بحلب

بخبرات محلية.. أكثر من 80 % نسبة الأعمال المنجزة في ترميم الجامع الأموي الكبير بحلب

 

تتواصل أعمال الترميم في الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب، “أكبر وأقدم الجوامع في المدينة”، والذي تعرض للتدمير منذ عام 2013، من قبل مسلحي تنظيم “جبهة النصرة”، الذين ألحقوا به أضرار كبيرة أدت إلى تهدم مئذنته الشهيرة وتخريب الواجهات الحجرية والأسقف الخشبية، كما أصيبت معظم موجوداته بالأضرار.

وقال مدير الآثار والمتاحف في مدينة حلب والمشرف المسؤول عن عمليات ترميم الجامع الأموي، الدكتور “صخر علبي”، إن نسبة الإنجاز تجاوزت 80%، مشيراً إلى أن الأقسام الرئيسية انتهى ترميمها بشكل كامل تقريباً، وخاصة القسم الداخلي من الجامع، حيث رمّمت الواجهات والحجازية والقبلية والمصلى الأساسي والصغير أيضاً، إضافة إلى إنجاز القسم الأكبر من المئذنة، التي وصل ترميمها إلى القسم الأخير تمهيداً لتركيبها خلال الفترة القادمة، حيث تحتاج إلى أشهر قليلة فقط لتكون جاهزة معمارياً.

اقرأ أيضاً: سعياً للعيش بظروف أفضل.. الفتيات يبحثن عن “فارس أحلامهن” بين الأثرياء والمسافرين

وبيّن الدكتور “علبي”، لصحيفة “تشرين” الرسمية، أن أعمال الترميم تتم بحرفية ودقة عالية مع مراعاة الجانب التوثيقي والتاريخي والتراثي للجامع، بناء على دراسات دقيقة أعدت من فريق مهني متخصص ويمتلك مهارات وخبرات عالية، مشيراً إلى الدعم الكبير من الحكومة للإسراع بعمليات الترميم وإنجازها بأسرع وقت ممكن.

ولفت إلى أن أبواب الجامع تجهّز حالياً، حيث أعدّت دراسات كثيرة من أجل تصميمها حسب الشكل الأثري السابق، وسط الاستعانة بالتطور التقني من أجل تصميم هذه الأبواب بدقة وحرفية، معتبراً أن ذلك ما كان ليحصل من دون الجيل الشاب المشارك في عمليات ترميم الجامع الأموي في كل أجزائه.

وأشار “علبي” إلى أن القسم التاريخي من الجامع مع المئذنة في القسم الخارجي، سيكون جاهزاً خلال الأشهر الأولى من العام الحالي، ليتم الانتقال إلى تجهيز القسم الخارجي من الجامع، وتحديداً الساحة التي تتجمع فيها حالياً كل الأحجار المستخدمة في الترميم مع القيام بكل أعماله فوق أرضيتها، إضافة إلى ترميم المكتبة التي سيعاد بناؤها من جديد، لكونها تعرّضت إلى ضرر كبير نتيجة العمليات الإرهابية على الجامع والمدينة القديمة عموماً.

اقرأ أيضاً: بعد أن كانت تصل “عنان السماء”.. كيف تغيرت أحلام الشباب السوري خلال السنوات العشر الأخيرة؟

ولفت إلى تجهيز الدراسة الفنية اللازمة مع إعداد جدوى اقتصادية لإعادة بنائها بحيث تكون متناسبة مع تاريخ الجامع العريق، كما أنها سابقاً كانت موجودة أسفل الجامع مع المرآب الخاص بالسيارات، وهذا خطأ كبير، يفترض تصحيحه، عبر إعادة بنائهما في مكانين مختلفين، وهو ما يتم العمل عليه حالياً مع الحرص على إنشاء مكتبة تراثية تتناسب مع مكانة الجامع الأموي وتراعى فيها الحداثة أيضاً من أجل الحصول على المعلومة المناسبة للباحثين.

واعتبر مدير الآثار والمتاحف في حلب، أن ساحة الجامع تشكل وحدة خاصة بمفردها، لكن بالمقابل لا يمكن فصلها عن الجزء الداخلي من الجامع، فكل أعمال الترميم مترابطة مع بعضها، متوقعاً أن يتم افتتاح الجزء التاريخي الداخلي من الجامع خلال عام 2024، لكن ذلك يبقى رهن قرار الجهات المعنية باتخاذ هذه الخطوة المهمة، نظراً لأهمية الجامع التاريخية والتراثية والدينية.

ولفت “علبي” إلى أن كادر الترميم يضع كل قدراته وإمكانياته من أجل إنجاز عمليات الترميم بأسرع وقت ممكن، لكن هناك صعوبات كثيرة تعترض سير العمل، أبرزها التمويل اللازم، وخاصة أن عمليات الترميم تستلزم كتلة مالية كبيرة، ونقص الكوادر الخبيرة الحرفية التي اضطرت نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة للهجرة، أو الاتجاه إلى العمل مع القطاع الخاص، لأنه يقدم أجوراً أعلى، إضافة إلى الاعتماد على العمل الحرفي اليدوي في أحيان كثيرة، نظراً لخصوصية الجامع الأموي، هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تأخر إنجاز عمليات الترميم والبطء في التنفيذ.

اقرأ أيضاً: حالتان أسبوعياً تصل المشافي بينها سفاح القربى.. تطور أشكال “العنف ضد المرأة” في المجتمع السوري

يذكر أن الجامع الأموي يعد أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية والأثرية في مدينة حلب ويعود بناؤه لأكثر من 1300 عام، وكان تعرض في عام 2012 لأعمال سرقة وحرق من قبل إرهابيين اقتحموا بناءه ونهبوا محتوياته وحطموا المنبر الأثري النفيس، ويقع الجامع في الجزء القديم من مدينة حلب المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو”.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى