بالتواطؤ مع الضباط الأتراك.. طرق تهريب البشر وعوائدها المادي تؤجج الصراع بين فصائل أنقرة بريف الحسكة
بالتواطؤ مع الضباط الأتراك.. طرق تهريب البشر وعوائدها المادي تؤجج الصراع بين فصائل أنقرة بريف الحسكة
مع دخول فصل الشتاء وسيطرة الأجواء الماطرة والضباب وضعف الرؤية شهدت حركة تهريب البشر من مناطق وجود الفصائل المدعومة تركياً في ريف مدينة رأس العين في أقصى الشمال الغربي من محافظة الحسكة إلى الداخل التركي حركة نشطة، حيث ساهمت الظروف الجوية في ازدياد أعداد الراغبين بالهجرة غير الشرعية.
وأمام هذا الحركة النشطة للهجرة وما تدره من أموال طائلة لهذا الفصائل التي تنتشر في مناطق واسعة في الجهة المقابلة للحدود التركية وتعمل في تهريبهم، اشتد الصراع فيما بينها بهدف فرض سيطرة أكبر على طرق التهريب، والاستفادة من ورادتها بالعملات الأجنبية، حيث تدور اشتباكات من حين لآخر فيما بينها، وكان آخرها اشتباك حدث في ريف مدينة رأس العين الشرقي بين ما يسمى “فرقة السلطان مراد” و”فرقة الحمزة” منذ يومين وأدى إلى وقوع إصابات بين الطرفين.
اقرأ أيضاً: تركيا تعود لكسب ودّ “النصرة”.. إجراءات متعددة تضمن مصالح الحليف الجديد
وأشارت مصادر محلية من المدينة لـ كليك نيوز، إلى أن الاشتباك الذي حدث بين الفصيلين اللذين يعدان أكبر المجاميع الإرهابية التي تسيطر على المنطقة وتعمل تحت إمرة الاحتلال التركي سبقه اشتباك حدث الأسبوع الماضي في منطقة مبروكة غرب المدينة للسبب ذاته، ما أدى إلى مقتل عنصر من “السلطان مراد” وإصابة عدد آخر من الطرفين، حيث تستميت هذا الفصائل في الدفاع عن مناطق نفوذها التي يتم استثمارها في تهريب البشر والمخدرات.
وأكدت المصادر أن عمليات التهريب نشطت منذ ما يقارب الأسبوعين بشكل كبير في منطقة ريف رأس العين، حيث يستفيد المهربون من انتشار الضباب الكثيف وضعف الرؤية وقصر مداها من قبل الجنود الأتراك، وذلك لإدخال من يرغب بالهجرة غير الشرعية إلى الداخل التركي وذلك لقاء مبالغ مالية تتراوح ما بين 1000- 1500 دولار للفرد في الحالات العادية.
اقرأ أيضاً: قتلى وجرحى في هجمات لأبناء العشائر على نقاط “قسد” بريف دير الزور
أما إن كان طريق التهريب سالكاً دون مخاطرة وذلك بالتواطؤ مع ضباط الحدود الأتراك فيرتفع الرقم إلى 2500- 3000 دولار.
ولفتت المصادر إلى أن المئات من الراغبين بالهجرة دخلوا إلى تركيا عبر هذه الطرق مؤخراً ما وفر دخلاً مالياً هائلاً لهذا الفصائل، كلاً بحسب منطقة سيطرته، وأذكى نار الصراع فيما بينها في ظل رغبة كل فصيل في توسيع مناطق نفوذه على حساب الفصيل الآخر.
مشيرة إلى أن حركة الهجرة غير الشرعية مستمرة بهذه الوتيرة طيلة أيام الشتاء لتخف خلال فصلي الربيع والصيف وصفاء الأجواء التي تساعد الجندرما التركية على رصد تحركات من يقترب من السياج الحدودي وإلقاء القبض عليه وربما إطلاق النار وقتله.
اقرأ أيضاً: الأوّل خلال العام الجاري.. عدوان إسرائيلي يستهدف عدداً من النقاط بريف دمشق
يشار إلى أن المجاميع الإرهابية التي دخلت إلى مدينة رأس العين مع قوات الاحتلال التركي عام 2019 وسيطرت على ريفها الشرقي والغربي كانت قد هجرت الأهالي بقوة السلاح وعمليات الخطف وقامت بالسكن في منازلهم واستثمار أراضيهم الزراعية التي تعد من أفضل أراضي المحافظة ومن لم يستطع العمل بزراعة الأراضي المنهوبة توجه إلى تهريب البشر والبضائع والمخدرات.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع