المواطن يدفع ثمن القرارات الحكومية “جوعاً وفقراً وغلاء”.. ارتفاع أسعار اللحوم بعد السماح بتصديرها
المواطن يدفع ثمن القرارات الحكومية “جوعاً وفقراً وغلاء”.. ارتفاع أسعار اللحوم بعد السماح بتصديرها
لا تزال آثار قرارات التصدير التي تتخذها الحكومة، “وخاصة التي تتعلق بالغذاء”، يدفع ثمنها المواطن “جوعاً وفقراً وغلاء”، حيث يتخذ منها التجار “ذريعة” لتبرير رفع الأسعار اللامسبوق والذي تجاوز كل حدود المنطق والخيال
وفي هذا السياق، ارتفعت أسعار اللحوم بين 10 و12 ألف ليرة وسطياً، بعد صدور قرار السماح بتصدير الأغنام مباشرة، بسبب إحجام نسبة كبيرة من المربين عن البيع للسوق بعد القرار وتوجههم للتصدير باعتباره يحقق لهم عائداً مالياً أكبر، بحسب ما ذكر رئيس جمعية اللحامين في دمشق “محمد يحيى الخن”.
وأشار “الخن” لصحيفة “الوطن” المحلية، إلى أن أسعار اللحوم ازدادت هذا العام ثلاثة أضعاف عن العام الماضي، لافتاً إلى أن الطلب على اللحوم الحمراء ضعيف، مستبعداً أن يزداد الطلب على اللحوم ليلة رأس السنة.
اقرأ أيضاً: التضخم يمنع التعامل بالفئات النقدية الصغيرة.. خبراء: الرؤية الاقتصادية غير مبشِّرة بالخير في عام 2024
وأضاف “الخن”، سعر كيلو الغنم المسوف 50 بالمئة دهون، يباع في السوق بحدود 140 ألف ليرة، وكيلو الغنم المسوف 25 بالمئة دهون، يباع بحدود 180 ألفاً، في حين أن كيلو هبرة الغنم من دون دهون يباع بحدود 210 آلاف، أما كيلو العجل المسوف، فيباع بحدود 90 ألف ليرة وكيلو هبرة العجل من دون دهون يباع بحدود 150 ألف ليرة.
من جهته، جدد رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها “عبد العزيز المعقالي”، مطالبته الحكومة بالسماح باستيراد اللحوم الحمراء المجمدة والأسماك، موضحاً بأن تكاليف استيرادها أقل بنسبة كبيرة من تكاليف تربيتها، في ظل عدم توافر مستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعارها الكبير.
وقال “المعقالي”، إن أسعار اللحوم في الأسواق باتت جنونية وفي حال كان مبرر الحكومة بعدم السماح بالاستيراد هو تشجيع الإنتاج المحلي فإن ذلك خاطئ باعتبار أن التربية قليلة نتيجة عزوف المربين عن ذلك بسبب قلة الدعم المقدم لهم.
اقرأ أيضاً: كيف تقيّم أداء عمل الحكومة في 2023؟.. خبراء اقتصاد يوضّحون
في المقابل، أكد رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة السورية “نزار سعد الدين”، أن اللحوم السورية معروفة بجودتها عالمياً، مضيفاً، رغم الغلاء الفاحش وحاجة السوق إليها، فإن فكرة الاستيراد غير مطروحة لأنها تعد بمنزلة تخريب للأمن الغذائي في سورية من جميع النواحي.
ووعد “سعد الدين”، في تصريح لصحيفة “البعث” الرسمية، أن قطاع الدواجن سيتعافى والأسعار ستنخفض خلال شهرين من الآن عندما تبدأ عملية الإنتاج في المداجن غير المرخصة التي سمح لها بالتربية، حيث سيتم تزويدها بالمازوت والأعلاف بالسعر المدعوم وفق الإمكانات.
يذكر أن الحكومة سمحت مطلع شهر كانون الأول الجاري، بتصدير ذكور أغنام العواس والماعز الجبلي طوال العام باستثناء فترة التكاثر الممتدة من “1/12 ولغاية 3/31” من كل عام.
اقرأ أيضاً: سائقو التكاسي في حمص يرفعون أجورهم كيفيّاً بلا حسيب أو رقيب
هذا وتسببت قرارات الحكومة بالسماح بتصدير الخضار والفواكه والأبقار والزيوت وغيرها، بارتفاعات جنونية في الاسواق، ما جعلها عصيّة على أكثر من 90% من المواطنين، ورغم الاستياء العام من تلك القرارات والمطالبات الشعبية بإلغائها، تم الإصرار على الاستمرار بها، بحجة فائدتها للقطع الأجنبي، الذي باتت أهميته على حساب “لقمة الطعام” للناس في سورية.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع