“هرج” معمل الأسمدة لم ينته.. وزارة الكهرباء تستعرض إنجازاتها في 2023
في غمرة المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون، نجحت “الحكومة كعادتها”، في إيجاد “حديث يومي تشغل به الشارع السوري”، وهو المتعلق “بمعمل الأسمدة في حمص”، الذي تحوّل إلى “خبر تريند”.
وبينما تم التكتم في البداية على قصّة تشغيل المعمل وتزويده بكميات من الغاز “المخصص للتقنين”، في الوقت الذي وصل فيه التقنين إلى “الحضيض”، ليخرج إلى العلن لاحقاً حديث جديد يفيد بأن الكميات عادت وتم توقيف المعمل، “لكن وضع الكهرباء ظلّ من سيء إلى أسوأ”.
والمثير “للاستفزاز” أكثر من ذلك، أن يتم الإعلان اليوم عن إعادة تشغيل المعمل “وطبعاً تزويده بكميات من الغاز المخصصة للتقنين الشحيح الذي بات في طريقه لجعلنا ننسى شيئا اسمه كهرباء”.
اقرأ أيضاً: أزمة المواصلات لم تعد تثير اهتمام المسؤولين المعنيين في حلب!
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة عن عودة معمل أسمدة حمص للعمل وإمداده بالغاز، ضمن سياق الخطة الحكومية لتأمين الأسمدة لمحصول القمح، وفقاً للاتفاق بين الحكومة والمعمل.
وقال مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة الدكتور “جلال غزالة”، لموقع “أثر برس” المحلي، إنه وفق الاتفاق، فمن المتوقع أن ينتج المعمل بين 30-40 ألف طن من الأسمدة الآزوتية الضرورية لمحصول القمح، وبناء على ذلك تم التمديد للمعمل لغاية 15 كانون الثاني المقبل.
وكشف “غزالة”، عن وصول باخرة محملة بكميات من الأسمدة تصل لحوالي 10 آلاف و500 طن، ليتم بذلك تأمين جزء كبير من الأسمدة بما يزيد عن حاجة الدفعة الأولى من محصول القمح.
وبينما تحوّل “هرج” معمل الأسمدة “لنكتة” تثير الضحك، في ظل وضع تقنين الكهرباء “الذي خرج من دائرة الاستياء وأصبح استفزازاً بحدّ ذاته كلّ شتاء دون مازوت أو أيّة وسيلة تدفئة”، خرجت وزارة الكهرباء لتستعرض لنا إنجازاتها عن العام 2023، وحدّثتنا عن تأهيل المحطات وما أضيف للشبكة من الطاقة.
حتى أن وزير الكهرباء المهندس “غسان الزامل”، لم ينس أن يذكّرنا أنه لو لم يتم إنجاز هذه الأعمال لما كانت هناك كهرباء أساساً؟
اقرأ أيضاً: سورية والعراق تبحثان التعاون في مجال الكهرباء.. بغداد: سنزوّد دمشق بالطاقة عند “توافر فائض لدينا”
مضيفاً لصحيفة “الوطن” المحلية، هناك نقص واضح بكميات الغاز يتم تعويضها من خلال أعمال الصيانات ومحطات الفيول، لكون وزارة النفط قادرة حتى تاريخه على توفير كمية الفيول التي تحتاجها وزارة الكهرباء والتي تبلغ نحو 7000 طن يومياً.
كما كشفت وزارة الكهرباء في مذكرة لها عن مشروعات الطاقات المتجددة التي أنجزتها “وأهمها قرض الطاقة الذي يساوي قسطه الشهري راتب الموظف، (يعني تمتعوا بالكهربا ولا تاكلو كل الشهر المهم النور).
يشار إلى أن الجميع يرغب بإعادة تشغيل معمل الأسمدة وأن يتم دعم الفلاحين، المظلومين أساساً، لأنه سبيل لتحقيق الأمن الغذائي، لكن دون أن يكون “تشغيله على حساب المواطن”، الذي بات “يحاكي نفسه” لكثرة تجاهل مطالبه من قبل الجهات المعنية.
حتى فقد أدنى شعور “بحقوق الإنسان” التي توجد الحكومات لرعايتها، والأهم من ذلك وفي حال كانت غير قادرة على إعانته فعلاً كما تدّعي، على الأقل تحترم عقله، وتدعه يعمل في سبيل تأمين قوته وأطفاله المحرمين من أبسط الحاجيات.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع