زرعتها بالألغام.. إغلاق المعابر النهرية يزيد معاناة الأهالي في ريف دير الزور
زرعتها بالألغام.. إغلاق المعابر النهرية يزيد معاناة الأهالي في ريف دير الزور
تواصل مليشيا “قسد” سياساتها التعسفية ضد أبناء ريف دير الزور الواقع تحت سيطرتها، لاسيما بعد إغلاق المعابر النهرية التي تربط مناطق سيطرتها مع مناطق سيطرة الجيش السوري، والذي جاء بعد انتفاضة أبناء العشائر الأخيرة ضد ممارسات الميليشيا.
حيث أدى إغلاق المعابر النهرية إلى زيادة معاناة الأهالي لا سيما أمام الحالات الإنسانية التي تتلقى علاج في المشافي الحكومية وطلاب الجامعات.
ويقول الطالب “اسماعيل المحمد” وهو من أبناء بلدة “هجين” لقد حرمت من التسجيل لاختبار الترشح لامتحانات الثانوية العامة نتيجة إغلاق المعابر، حيث جاء الإغلاق بالتزامن مع موعد التسجيل، وانتهى الموعد ولم تتم إعادة افتتاح المعبر الأمر الذي حرمني من التقدم لامتحانات الثانوية العامة هذا العام.
اقرأ أيضاً: المقاومة العراقية تطور أدواتها وتدخل صواريخ جديدة في عملياتها ضد القواعد الأمريكية
أما الطالب “مجد الحسين” وهو طالب جامعي في جامعة “الفرات” يقول لقد عدت إلى منزلي في بلدة “البصيرة” مع انتهاء الدوام في الجامعات، بعدها أغلقت كافة المعابر النهرية ومازلت انتظر عودتها للعمل للالتحاق بجامعتي، كما تقوم دوريات “قسد” المنتشرة في المنطقة بحملات التجنيد ضد الطلاب الأمر الذي يضطرنا إلى التخفي في المنازل.
ولم يقتصر الأمر على الطلاب ممن حرموا من خدمات المعابر النهرية والتنقل بين ضفتي الفرات، حيث تقول السيدة “زهرة المحمد” من أبناء بلدة “ذيبان” من المعروف أن المنطقة تعاني من سوء الخدمات الطبية الأمر الذي يضطرنا إلى العبور لمدينة “الميادين” في الطرف المقابل لعلاج اطفالنا ومنحهم اللقاحات اللازمة، ولكن مع إغلاق المعابر النهرية معاناتنا باتت مضاعفة.
وأضافت “عليا المحيسن” من أبناء بلدة “الشحيل” أنها تعاني من مرض السرطان وتتلقى جرعات في مشفى البيروني بدمشق، وعند عودتها الى بلدتها قامت “قسد” بإغلاق المعابر النهرية وقد حاولت كثيراً العبور إلى أن الميليشيا منعتني حتى من الوصول إلى سرير النهر، وأنا بانتظار الذهاب الى الرقة والعبور باتجاه دمشق، وهناك العشرات من الحالات التي تعاني معي وتحتاج إلى علاج فوري حرمنا منه نتيجة ممارسات “قسد” في المنطقة.
وكانت مديرية الصحة بدير الزور أرسلت فرقاً جوالة تحمل اللقاحات اللازمة إلى المعابر النهرية، واستقبلت الاطفال وتم منحهم اللقاح، إضافة إلى علاج العشرات من الحالات التي تعاني اللاشمانيا كانت تتلقى العلاج من قبل فرق تتواجد على المعابر النهرية قبل إغلاقها.
وتعد هذه المرة الأولى التي تطول فيها مدة الإغلاق منذ سيطرة ميليشيا “قسد” على المنطقة، والذي جاء بعد انتفاضة أبناء العشائر العربية واستهداف ميليشيا “قسد” المتواجدة في المنطقة.
كذلك قامت “قسد” بزرع معبري الشحيل وذبيان بالألغام لمنع استخدامها من قبل الأهالي، كما تقوم باعتقال كل من يحاول العبور أو استخدام أي معبر للتوجه إلى مناطق سيطرة الجيش السوري.
يذكر أن الأهالي في محافظة دير الزور يستخدمون المعابر النهرية للتنقل بين ضفتي الفرات عبر زوارق بدائية الصنع بعد تدمير كافة الجسور على نهر الفرات من قبل قوات الاحتلال الأمريكي نهاية العام 2017 بذريعة محاربة تنظيم “داعش”.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع