رغم ارتفاع أسعارها.. ألواح الثلج الحل البديل في ظل التقنين الكهربائي القائم
رغم ارتفاع أسعارها.. ألواح الثلج الحل البديل في ظل التقنين الكهربائي القائم
اتجه المواطن السوري منذ بدء الأزمة على اتباع سياسة “دبر راسك” وإيجاد الحلول بنفسه لكل العقبات التي يصطدم بها في حياته وعمله ومعيشته.
وفي صيف قاس تشهده البلاد، ووصول درجات الحرارة إلى مستويات عالية، حيث فرض التقنين الكهربائي على أصحاب المحلات والمواطنين إيجاد حل لمشكلة المياه الباردة ما تسبب بدفع المزيد من النفقات الإضافية المكلفة.
“تقنين”، وإن أمكن إطلاق هذا الاسم عليه، في ظل نصف ساعة وصل فقط كل 6 ساعات في معظم المحافظات، أدى إلى فساد بعض المواد الغذائية الموجودة في المحال، والتي تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة، كالألبان والبوظة على سبيل المثال.
وازدادت معاناة المواطنين في محافظة حمص مع بدء فصل الصيف، ونسيان الاعتماد على التيار الكهربائي بشكل مطلق، الأمر الذي وضع المواطن أمام حلين فقط، إما تركيب منظومة الطاقة الشمسية المكلفة، وإما شراء ألواح الثلج كل يوم لحفظ الماء وبعض أصناف الطعام.
أبو ظافر من حي المهاجرين بمدينة حمص، قال خلال حديثه لـ كليك نيوز، إنه “يشتري يومياً 5 ألواح من الثلج لتبريد المياه أولاً وحفظ اللبن بدرجة حرارة مناسبة كي لا يفسد ويسبب التسمم، مع وصول سعر اللوح الواحد إلى 8 آلاف ليرة، وهو الأمر الذي بات مكلفاً ومرهقاً في ظل واقع كهربائي مترد”.
اقرأ أيضاً: مبادرات أهلية لتوزيع قوالب الثلج مجاناً في أحياء مدينة دير الزور
صاحب محل لبيع الفروج، أشار إلى أن “الثلج أضيف إلى قائمة الهموم اليومية مع الارتفاع المتزايد بتكلفة شرائه من المعامل، كما كل السلع بطبيعة الحال، حيث أنه لا يمكن ترك الفروج دون تبريد كي لا تفسد اللحمة ونتعرض للمخالفة من قبل عناصر التموين”.
بدوره، بين “محمود” (صاحب محل لبيع البوظة) أن “البوظة تعد تجارة رابحة خلال فصل الصيف، لاسيما مع خروج السكان مساء من بيوتهم والمشي خارجاً هرباً من حرارة المنازل، إلا أن انقطاع الكهرباء عكر صفو هذه التجارة، مع وجوب إبقاء البوظة باردة وجامدة، وهو ما أضاف تكاليف إضافية عالية تقدر يومياً بما يقارب 20 ألف ليرة لتأمين الثلج”.
من جهته، أوضح أحد العمال في معمل لإنتاج الثلج في حي الزهراء أن “الطلب على الثلج بلغ ذروته خلال الفترة الحالية، من قبل المطاعم وأصحاب المحال، وإن تكاليف الإنتاج المرتفعة دفعتنا إلى رفع أسعار القوالب الكبيرة والصغيرة، حيث يتراوح سعرها ما بين 5 للصغيرة، و10 للقوالب الكبيرة.
وعن سبب غلاء هذه المادة، أوضح أحد أصحاب المحال التي تبيع الثلج أن “تكاليف هذه الصناعة تضاعفت كغيرها من المواد الأخرى خلال الحرب لعدة أسباب وأهمها زيادة ساعات التقنين واللجوء حكماً الى المولدات التي تحتاج بدورها إلى المحروقات التي نعاني جداً بتأمينها”.
وأضاف “أنا كبائع للمادة ولست كمصنع لها، لا أربح تلك المبالغ التي يتخيلها البعض، فمع أجور النقل وتكلفة البنزين والمازوت لإبقائها مثلجة لا يبقى لي إلا مبلغ بسيط”.
يذكر أن البراد تحول إلى “نملية” في معظم المنازل على امتداد المحافظات، مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة لا يكاد يلحق معها ذلك البراد على حفظ وجبة طعام أو تبريد قارورة مياه أو تعديل حرارتها أضعف الإيمان مع لهيب فصل الصيف الحالي.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع