محافظة دمشق مستمرة بالبحث عن حلول.. أصحاب البسطات: “بدنا نعيش”
لا تزال قضية إزالة البسطات التي تفترش الشوارع والأرصفة في محافظة دمشق، تتصدّر المشهد، فبينما وجد العديد من المؤيدين لإزالتها لأنها سبب الازدحام وتشويه منظر المدينة، رأى آخرون أنها تسببت بتشريد آلاف العائلات التي تتعيّش من ورائها، وأن توقيت إزالتها بالمجمل خاطئ، لا سيما أنه جاء في وقت بالكاد يؤمنون قوتهم، الأمر الذي عرّض المحافظة لسيل من الانتقادات.
في هذه الأثناء، وبعد أيام قليلة على الحملة التي نفذتها محافظة دمشق، عادت البسطات لتتمدد محتلة الأرصفة من جديد، حيث انتشرت في منطقة البرامكة أمام بوابة جامعة دمشق عدة بسطات على الأرض، بحسب صحيفة “الوطن” المحلية.
وحول كيفية عودة أصحاب البسطات للعمل في هذا المكان على الرغم من الحملة ضدهم، قالوا: “بدنا نترزق”، مضيفين: “عايشين عَ الهريبة”، فعند وصول الدورية يقوم أصحاب البسطات الصغيرة بلملمة معروضاتهم بسرعة والهرب من المكان، ومن ثم العودة بعد رحيل الدورية.
وأكد أصحاب البسطات، أن الحل لا يمكن أن يكون بإزالتها وترك أصحابها فريسة للجوع، بل بتأمين أماكن مخصصة للعمل قبل إزالتها.
اقرأ أيضاً: “الإكراميات” تساهم برفع أسعارها.. البضائع على البسطات ترتفع بمقدار 100 ضعفاً
وفي هذا الإطار، كشف مدير الأملاك العامة في محافظة دمشق “حسام الدين سفور”، عن تخصيص 11 ساحة سيتم الإعلان عنها قريباً جداً لإشغالها من ذوي الشهداء ومصابي الحرب وذوي الاحتياجات الخاصة بنسبة 65 بالمئة، إضافة إلى تخصيصها للمواطنين الراغبين بتقديم الطلبات للحصول على الإشغال بشكل رسمي عبر محافظة دمشق.
وتزامناً مع حملة إزالة الإشغالات في أحياء العاصمة دمشق، بيّن “سفور”، لصحيفة “الوطن” المحلية، أنه يتم حالياً بحث مواقع بديلة إضافية للتوسع بعدد الساحات ضمن دراسة بالتنسيق مع دوائر الخدمات في المحافظة بحيث تلقى الرضا والإقبال من المواطنين، على أن تغطي عدداً من الأحياء في العاصمة مثل برزة وحي الزهور وحاميش ونهر عيشة وكراج صيدنايا في الزبلطاني، بحيث تم اختيار مناطق متنوعة تفي بالغرض.
وأشار “سفور”، إلى أن طرح الأماكن البديلة، جاء بعد مطالبات كثيرة من المواطنين بضرورة الإسراع بتخصيص ساحات وأسواق شعبية يومية أو أسبوعية بحيث لا ينقطع رزق كل من كان يستفيد من هذه “البسطة” وكانت مصدر دخل له ولعائلته حتى لو كان مخالفاً، وخاصة وسط صعوبة توفير لقمة العيش في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.
وأوضح مدير الأملاك العامة، أنه تم البدء باستقبال الطلبات لمن يستحق من ذوي الشهداء ومصابي الحرب وذلك في الطابق الثالث ضمن مبنى المحافظة، إضافة إلى أي مواطن يرغب بإشغال بسطة بشكل مقونن، علماً أنه تم استقبال مئات الطلبات.
وبيّن “سفور”، أنه تم تشكيل لجان لدراسة الطلبات المقدمة، ليصار لاحقاً إلى اقتراح وإقرار الآلية الصحيحة للتخصيص، ليشمل أكبر شريحة ممكنة من طالبي الحصول على الإشغال، منوهاً إلى أنه بناء على الطلبات تتم الدراسة ليصار إلى تخصيصها وإشغالها بدءاً من هذا الشهر، على أن تصدر التعليمات التنفيذية لهذا الموضوع قريباً جداً.
وأكد أنه تمت دراسة جميع الساحات والأماكن بعناية لتكون فاعلة وتحقق الفائدة المرجوة منها بتجهيز أسواق للبسطات لتنظيم عملها وتكون مرخصة من الجهة المسؤولة وتلبي حاجة أصحاب البسطات من جهة وحاجة المستهلك من جهة ثانية، مبيناً السماح ببيع مختلف المواد ما عدا الممنوعة منها.
وكانت محافظة دمشق، بدأت قبل أيام بإزالة البسطات والإشغالات المخالفة من الأرصفة والطرقات وأمام المحال والمطاعم والأكشاك لما تسببه من ازدحام ومضايقة لحركة المواطنين ومرور السيارات، حسب قولها، ولاسيما في البرامكة وشارع الثورة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع