أسواق حمص تكسر “حاجز الصمت” وتنبض بالحياة مجدداً
عادت الحياة من جديد إلى أسواق حمص القديمة، بعد ترميمها من آثار الحرب التي دمرتها وعاثت فيها خرابً على يد التنظيمات المسلحة التي اجتاحتها في 2011.
ورغم الإقبال الضئيل والحركة البطيئة إلا أن أسواق حمص تمكنت من إعادة الحياة مجدداً إلى قلب حمص، ليعود التنافس التجاري من أبوابها وأشهر أسواقها التي ﺗﺘﻤﻴﺰ بموقعها المتوسط في مركز المدينة بالقرب من الساعة القديمة ومبنى المحافظة.
وعلى مر تاريخ سورية كانت ﺃﺳﻮﺍﻕ حمص القديمة ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ، ﺇﺫ ﺍﺭﺗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞّ المحافظات، ﻧﻈﺮﺍً لموقعها ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ من جهة، ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﻅ ﺃﺳﻮﺍﻗﻬﺎ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍلتاريخي ﻭﺍﺗﺴﺎﻋﻬﺎ وتوفر كافة البضائع والألبسة بأجود الأنواع وأرخص الأسعار مقارنة بباقي المحافظات السورية من جهة ثانية.
كما ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺣﻤﺺ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺇﺫ ﺗﻐﻄّﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻘﻮﻑ ﺍﻷﺳﻄﻮﺍﻧﻴﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻲ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﻣﻦ ﺣﺮّ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﺑﺮﺩ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ.
وتحكي أزقتها البازلتية المرصوفة تاريخاً عتيقاً لا ينسى، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺟﺎﺕ ﻣﺜﻞ “ﺍﻟﺒﺮﻭﻛﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻣﺴﻜﻴﻨﻮ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﺤﻠﻲ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﻮﺭ”.
كذلك كانت تعد تجمعاً لكل أصحاب المهن اليدوية والباعة القادمين من الريف المحيط بمدينة حمص ليبيعوا منتجاتهم وأعمالهم فيه، حيث اختصر هذا السوق الحياة الاقتصادية في حمص لأكثر من 1500 سنة.
قلب حمص ينبض مجدداً
يقول العم “صالح داغستاني” صاحب أحد المحال في السوق “هنا تعلمت وتربيت وكبرت وورثت المحل عن أجدادي، والسوق يعني لي كل الذكريات القديمة الجميلة الممزوجة برائحة أجدادي، لهذا عدت إلى هنا رغم كل التدمير الذي حصل”.
أما العم “مصطفى خلف” وهو من أبناء منطقة الحميدية في حمص، يرى أن الحركة التجارية أصبحت أفضل وتتحسن باستمرار لاسيما بعد إعادة ترميم المحلات وتشجيع أصحابها على العودة من قبل الجهات المعنية، والتسهيلات التي قدمت للتجار، كل ذلك ساهم في عودة الحياة إلى قلب حمص متمثلة بأسواقها القديمة.
إلا أن “زكوان الحصية” وهو صاحب محل ألبسة في السوق، يرى أن الحركة لا تعود كما كانت إلى الأسواق إلا بعودة خطوط النقل العامة من باصات وسرافيس الأرياف من جانب الساعة القديمة كما كانت الحال قبل الحرب، مشيراً إلى أنهم طالبوا أكثر من مرة محافظ حمص بإعادتها ووعد بذلك إلا أن شيئاً لم يتغير حتى الآن.
يذكر أن حمص عموماً عانت مختلف أنواع الإرهاب خلال سنوات الحرب التي شهدتها البلاد، إلا أنها تجاوزت كل العذاب الذي لحق بها، وبدأت تعود إلى سابق عهدها رغم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها جميع المحافظات السورية لتبقى كما عرفت سابقاً حمص “أم الفقير”.
ربى العلي – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: “الموبايلات “.. سبيل شباب حمص لمتابعة المونديال