يحاول إحياء أمجاد أجداده.. “أردوغان” يتملص من التزاماته تجاه “أستانا”
يحاول إحياء أمجاد أجداده.. “أردوغان” يتملص من التزاماته تجاه “أستانا”
في إطار العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال التركي في شمال سورية والعراق، جددت أنقرة قصفها على مناطق بريفي الحسكة وحلب الشمالي.
وبالتزامن مع هذه العملية، واصل رأس النظام التركي “أردوغان” حالته الهستيرية التي يحاول من خلالها إعادة أمجاد العثمانيين، حيث أعلن أن بلاده ستشن قريباً عملية برية في مناطق سيطرة “قسد”.
التصريحات العدوانية هذه لم تمنعه من إظهار حجم التناقضات والتخبطات التي يعيشها، حيث تحدث في آخر تصريحاته عن إمكانية لقائه الرئيس بشار الأسد.
تلك التصريحات ليس بجديدة وتكررت كثيراً في الآونة الأخيرة، فبعد انتهاء اجتماع الكتلة البرلمانية التركية الأربعاء، عاد “أردوغان” لتغريد نغمة إعادة العلاقات مع دمشق ناسياً عدوانه على السيادة السورية، قائلاً “من الممكن أن ألتقي مع الرئيس الأسد، فلا توجد خصومة دائمة في السياسة، وسنتخذ خطواتنا هذه في النهاية”.
يذكر أن الحديث عن تذويب الجليد بيت تركيا وسورية، تكرر كثيراً في الفترات الأخيرة وفي عدة مناسبات، ولوحظ تغير في الخطاب التركي تجاه سورية، حيث شهدت العلاقات بوادر تحسن بعد الإعلان عن لقاء وزيري خارجيتي البلدين، إلا أن الأمور عادت للتصعيد بعد تهديدات تركيا بشن عدوان على شمال سورية والذي قامت به بالفعل.
هذه العملية التركية والتي تأتي بالتزامن مع اجتماع “أستانا”، كانت دليلاً على تهرب أنقرة وتملصها من التزاماتها وتعهداتها الضامنة أمام روسيا وإيران بشأن موضوع المنظمات الإرهابية.
كما قوبلت بردود أفعال دولية رافضة ومستنكرة لها، حيث حذرت موسكو تركيا من زعزعة الاستقرار في شمال سورية، معربة عن أملها في أن تتحلى تركيا بـ “ضبط النفس” وأن تمتنع عن “أي استخدام مفرط للقوة” في سورية، وذلك من أجل “تجنب تصعيد التوترات”.
من جهتها، أعربت الولايات المتحدة عن معارضتها لأي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سورية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة “تنظيم الدولة الإسلامية”.
أردوغان اليوم يثبت في عدوانه الرابع على سورية، أن الإرهاب الذي رعاه وغذاه، طول الأزمة السورية، سيجد نفسه يحاربهم لسنوات، وبدل من أن يخفف الثمن الذي سيدفعه نتيجة مغامراته وأخطائه السياسية، وخاصة في سورية، يواصل أطماعه، دون أن يعلم بأن أمنه القومي لن يمر ولن يكون إلا عبر الدولة السورية وحدها.
فهل يتوقف الرئيس التركي عن مراوغاته وغروره أم أن أحلامه بإعادة المجد العثماني الميت ستبقى مسيطرة عليه وسيبقى يحصد ثمار ما زرعه من إرهاب؟!!
أم يقتنع بما أكده البيان الختامي لاجتماع “أستانا” حول سورية، وما تؤكده دمشق على الدوام، بأن الأمن والاستقرار في شمال شرق سورية لا يمكن أن يتحققا إلا على أساس الحفاظ على سيادة سورية وسلامة أراضيها!!
وهل يصحو بأن ذرائعه للاعتداء على سورية باتت واهية وغير مبررة ومكشوفة، لأن المنظمات الإرهابية هذه تعمل جنب إلى جنب مع قوات الاحتلال التركية على الحدود وتتنقل بحمايتها ورعايتها؟!
يذكر أن العملية العسكرية التركية في شمال سورية والعراق، جاءت بعد تفجير اسطنبول والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح.
واتهمت أنقرة كلًا من “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب الكردية” بالوقوف خلفه، لكن الطرفين نفيا أي دور لهما بالاعتداء.
اقرأ أيضاً: تركيا تشن عدوانها الرابع شمالي سورية.. ماهي المناطق التي قصفها الطيران فجر اليوم (فيديو)