وكتب له أن يموت في أرضه..
“عيسى خضور” ابن العقد السابع من العمر، هو من سكان بلدة قرين في ريف مصياف بمحافظة حماة، ككل صباح اعتاد أن يستيقظ، ويتوجه إلى أرضه يتابعها ويهتم بها، كيف لا.. وهي كانت الملاذ الوحيد أوقات ضجره.
قضى “عيسى” إثر تعرضه لصاعقة رعدية جراء العاصفة التي شهدتها محافظة حماة، أودت بحياته التي قضاها بين حبات تراب أرضه، وكأن القدر منحه فرصة أن يراها ويودعها للمرة الأخيرة.
رياح شديدة وأمطار غزيرة، لم تمنع أبو أحمد الرجل الستيني من الذهاب إلى أرضه، فحبه لها كان أكبر من أن يتركها وحيدة، وكأنها ابنته صرخت خوفاً من صوت الرعد والبرق فاحتضنها وهو يطبطب على كتفيها لا تخافي فأنا بجانبك يا ابنتي.
لم يكن صباح يوم السبت بالنسبة لذوي “عيسى” كباقي الأيام التي قضاها بين منزله وأرضه، فهم اعتادوا انتظاره على وجبة الغداء، لكن الموت غيبه، ليبقى مكانه على طاولة الطعام فارغاً، لكنه بقي بقلوب ذويه وجيرانه.
أوس سليمان