واشنطن تواصل محاولتها للعودة إلى “نقطة النار” في سورية
واشنطن تواصل محاولتها للعودة إلى “نقطة النار” في سورية
تواصل الولايات المتحدة الأميركية محاولاتها لإعاقة أيّ تسوية داخلية أو إقليمية في سورية، وزعزعة الاستقرار بداخلها، هو ما يظهر جليّا ليس فقط في محاولاتها لمنع الانفتاح الاقتصادي نحو دمشق، وإبقاء الحصار الذي يخنق المواطن السوري، بل تعمل بالتوازي لاتّخاذ المزيد من الإجراءات الدفاعية، في سورية تحسّباً لأيّ تصعيد ميداني ضدّها.
وفي هذا السياق، استكملت قوات الاحتلال الأميركي سلسلة تدريباتها التي بدأتها نهاية الأسبوع الماضي، في قاعدتَي “العمر وكونيكو” في ريف دير الزور، حيث نفّذت منذ أيام، تدريبات في قاعدة “الشدادي” في ريف الحسكة الجنوبي، وسط تقديرات بأن تمتدّ هذه التحرّكات إلى قواعد “تل بيدر” و”خراب الجير” و “رميلان” في ريف الحسكة الشمالي.
وبحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية، وصلت تعزيزات جديدة لقوات الاحتلال إلى “كونيكو”، تضمّنت أسلحة ومعدّات، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة الحرارية، ومنظومة صواريخ “هيمارس”، وعدد من بالونات المراقبة، لتعزيز عمليات الرصد في قاعدة الشدادي ومحيطها.
وأفادت مصادر الصحيفة، أن واشنطن تخشى من تصعيد ميداني ضدّ قواعدها القريبة من خطوط التماس مع الجيش السوري، سواء في ريفَي دير الزور الشمالي والشرقي، أو في التنف، ولذلك، أقنعت ميليشيا “قسد”، بأن هذه المناطق مهدَّدة بعمل عسكري، وهو ما اضطرّ الأخيرة إلى إرسال تعزيزات دفاعية إلى خطوط التماس مع مناطق سيطرة الجيش.
اقرأ أيضاً: زيادة حدّة التوترات الروسية – الأمريكية في الأجواء السورية.. تبادل الاتهامات بانتهاك الاتفاق
كما نقلت الصحيفة، تسريبات عن وسائل الإعلام الأميركية، تحدثت عن دفع واشنطن بـ 2500 عسكري من “الفرقة الجبلية العاشرة” في الجيش الأميركي في اتّجاه سورية والعراق، وتشير التوقّعات إلى تعزيز قاعدة التنف بعدد تقديري يراوح بين 50 و100 عنصر على أبعد تقدير.
وقالت المصادر، بالنظر إلى الواقع الحالي لتوزّع قوات الاحتلال الأمريكي في سورية، يتبيّن أنهم لا يمتلكون أيّ قوات كافية لهكذا عمل، إذ إن عديد “جيش سوريا الحرة” في التنف، لا يزيد على 300 عنصر، فيما تُسجَّل انقسامات في صفوفه بين تيارَين، أحدهما يؤيّد “القائد” الجديد للفصيل، “فريد القاسم”، وآخر يرغب في عودة “القائد” السابق، “مهند الطلاع”.
وبحسب المصادر، ففي منطقة شرق الفرات، أعلنت “قسد”، أن “المعلومات المتداولة حول تحرّكات لقواتها في دير الزور مغلوطة”، موضحةً أن “القوات قامت بإجراءات غير طارئة في إطار العمليات العسكرية الروتينية ضدّ خلايا “داعش””.
ووفق مصادر الصحيفة، فإن “قسد” أبلغت رسمياً “التحالف الدولي” بعدم قدرتها على المشاركة في أيّ هجوم على مناطق سيطرة الجيش السوري في دير الزور والتنف، مع استعدادها لصدّ أيّ هجمات ضدّ مناطق سيطرتها، معلّلةً موقفها بالحاجة إلى التحالف الميداني مع الجيش السوري والروس للاستمرار في حماية الشريط الحدودي الشمالي، من أيّ هجمات تركية جديدة.
وذكرت المصادر أن إمكانية اعتماد الأميركيين على ما يسمى “مجلس دير الزور العسكري” لشنّ هجماته مستبعَدة أيضاً، في ظلّ تصعيد يواجهه “المجلس” على خلفية رفع رايات “داعش” في مناطق انتشاره في ريف دير الزور الشرقي خلال تظاهرات في المنطقة، ما استدعى تدخّلاً من “التحالف” و”قسد”، لاستبدال حواجزه بحواجز من “الأسايش”.
كما أكد المصدر للصحيفة، أنّ ما يسمى “قوات الصناديد”، لن تشارك في أي حملة تستهدف الجيش السوري وحلفائه في ديرالزور وأريافها، وأوضحت أن “قوات الصناديد”، أبلغت قرارها لقيادة “قسد” و”التحالف”.
يذكر أن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعاً في حدة التوترات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في الأجواء السورية، ووصفت موسكو، تصرفات واشنطن “بالسلوك غير المهني في الأجواء السورية ويتجاوز حدود اللياقة”، حيث أن الولايات المتحدة هي التي تنتهك قواعد الطيران.
وتأتي هذه التحركات لقوات الاحتلال الأمريكية في شمال سورية، بعد أن خسرت جميع أوراقها، بعد الانفتاح العربي الواسع نحو دمشق، ظنّاً منها بأن تعزيزاتها العسكرية والأمنية في المناطق التي تحتلها، سيعيد قلب الموازين التي تحاول تغييرها منذ عقد من الزمن، دون جدوى، حيث هوت جميعها أمام ضربات الجيش السوري.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع