“هي الدواء”.. حوالي 100 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يتم تأهيلهم عبر الموسيقا في حمص
دخلت الموسيقا خط علاج وتأهيل الأطفال المتوحدين بهدف دمجهم في المجتمع، إضافة لاستخدامها مع الأشخاص الأسوياء لتحسين حياتهم بشكل عام.
“جمال سامي” عواد ملّحن وعازف وباحث موسيقي يمارس العلاج بالموسيقا لذوي الاحتياجات الخاصة في حديث خاص لـ كليك نيوز، أوضح أن العلاج بالموسيقا كاختصاص مستقل بدأ في أواسط القرن العشرين، ولكّنه موجود تاريخياَ منذ آلاف السنين، ولاسيما في منطقة شرق المتوسط وبلاد ما بين النهرين.
حيث تستخدم الموسيقا في التدخل العلاجي الأساسي أو الداعم للعلاجات الأخرى في مختلف الأمراض الجسدية، العقلية والنفسية، لذلك فهو لا يقتصر على المقاربة التأهيلية لأطفال التوحد، بل يمكن استخدامه مع الأشخاص الأسوياء لتحسين حياتهم ورفع مردودهم في العمل والدراسة.
وأشار “عوّاد” إلى أن تجربته في هذا المجال بدأت في عام 2007 مع تأسيس جمعية “الربيع” لأطفال التوحد في محافظة حمص، حيث تبرّع للعمل فيها، ودخل هذا المجال واصفاً هذه التجربة بالرائعة، وكان قد تخلّى عن كل شي بحياته لصالح هذا العمل.
اقرأ أيضاً: “الوضع ليس مثالياً وإنما بخير”.. وزير الكهرباء يتحدّث عن واقع محطات التوليد وإنتاجها
لافتاً إلى أنه بدأ بدراسة الشخصية المتخصصة، والترجمة والتدريب العملي، وحيث أتاح له ذلك أن تتطور التجربة لكي يضع هدفاً محدداً نصب عينيه، وهو وضع كتاب خاص عن هذه التجربة، شرح فيها طرق استخدام الموسيقا في المقاربة التأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة عموماً، والتوحد خصوصاً، منوهاً أنه قد أنجز جزءاً من هذا الهدف حيث يقوم بتطبيقه عملياً في عمله، كما أنه يعمل على نقل خبرته للكثير من المهتمين وأهالي الأطفال، وتدريب أشخاص متخصصين في بعض المراكز المعنية في تأهيل هذه الشريحة من الأطفال.
وكشف “عواد” أنه يخضع لهذا النوع من التأهيل ما يقارب المئة طفل سواء في مراكز التأهيل أو في حالات خاصة يتابعها بنفسه، إلا أن الأمر هنا لا علاقة له بالشفاء، فالشفاء الكامل من التوحد غير معروف حتى الآن، لكنّ التأهيل يساعد الطفل وذويه في تحسين حالته، والتعامل مع هذا الوضع بأفضل السبل الممكنة.
موضحاً أن نسبة التحسن تختلف من شخص لآخر حسب الظروف البيئية ودرجة الاضطراب، متابعاً حديثه أنه يفضل البدء في أي تأهيل بأعمار مبكرة وهذا ينطبق على التأهيل باستخدام الموسيقا، وهناك بعض الحالات التي يبدأ معها منذ الأيام الأولى للتشخيص، وهناك بعض الحالات بدأ العمل معها في عمر السنتين.
وحول تقييم تجربته لعلاج الأطفال المتوحدين بواسطة الموسيقا، أجاب، أن الأمر يستحق هذه المعاناة، ولكن الهدف الأسمى والأكبر بالنسبة له هو ايجاد بيئة أكاديمية رسمية تضع هذا الاختصاص في موضعه الحقيقي، لاسيما أنّ الكثير من دول العالم قد سبقتنا إلى ذلك، وأن تجربته الخاصة في هذا الشأن تتميز بأنها محليّة بشكل كامل تناسب الظروف الخاصة لمجتمعنا.
كما أنه لا يخفي وجود جهل كبير حول أهمية الموسيقا في حياتنا وصحتنا، قد يصل الأمر إلى رفض التدخل الموسيقي في التأهيل من قبل البعض، لعدم معرفتهم، أو لرفضهم للموسيقا من الأساس.
ميليا اسبر – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع