نحو 500 مواطن يتعرّضون “لعضة كلب شارد” في حمص.. الصحة: اللقاحات محدودة وتنقطع أحياناً
بات انتشار ظاهرة “الكلاب الشاردة”، من المشكلات التي تعاني منها أغلب المدن السورية وأريافها، وتشكل هاجساً للأهالي، نتيجة تزايدها الملحوظ، حيث تسببت بإصابة الكثيرين، نتيجة “العضة”، حتّى أنّها تسببت بالوفاة في الكثير من الأحيان.
ففي حمص، يعاني أهالي عدة أحياء في المدينة لا سيّما “الوعر والفردوس وكرم الزيتون ودير بعلبة”، انتشاراً للكلاب الشاردة في شوارع أحيائهم بأعداد كبيرة وخاصة خلال ساعات الليل، لافتين إلى الخطر الذي تشكله تلك الكلاب على الأهالي وخاصة الأطفال وتعرض العديد للعض خلال الفترات الماضية.
وطالب الأهالي الجهات المعنية في المحافظة بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للحد من ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة، التي باتت تؤرقهم نظراً لانتشارها ووصولها إلى مداخل الأبنية مع صعوبة الحركة والتنقل خاصة خلال ساعات الليل والصباح الباكر.
وأكد مدير مديرية النظافة في مجلس مدينة حمص “عماد الصالح”، لصحيفة “الوطن”، زيادة انتشار أعداد من الكلاب الشاردة في الحدود الإدارية لمدينة حمص وفي المناطق النائية والزراعية المحيطة بالمدينة، واتخاذ تلك الكلاب من بعض المقابر والأبنية والمنازل المهجورة والمهدمة مقرات ومساكن وأوكاراً لها، لافتاً إلى أن هذه المشكلة تزداد في أوقات محددة من السنة مع وجود مربي الأغنام على أطراف المدينة.
وأعاد “الصالح” سبب زيادة عددها وقدومها إلى المدينة، نتيجة قلة طعامها في محيط المدينة والجو المناسب حالياً لتكاثرها من جهة، ولعدم قيام الوحدات الإدارية المحيطة بالمدينة بمعالجتها والقضاء عليها قبل الوصول إلى الأحياء، علاوة على اتساع الأراضي الزراعية المحيطة بها وبساطة المعدات التي نمتلكها.
اقرأ أيضاً: الغش يصل المياه المعدنية في اللاذقية.. التموين يتخذ إجراءاته والقضية بيد “الجنائية”
وأكد مدير مديرية النظافة، أنه في حال ورود أي شكوى من سكان الأحياء حول انتشار الكلاب في أحيائهم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة عن طريق التنسيق مع الجهات المختصة ولجان الأحياء للعمل على إبعادها عن مساكن الأهالي والشوارع والقضاء عليها لخطورتها خاصة على حياة الأطفال وكبار السن، علاوة على إزعاجها للسكان بنباحها طوال الليل.
وبيّن “الصالح”، أنه يتم تسيير دوريات جوالة خلال ساعات الليل بشكل دوري في الأحياء والمناطق التي تنتشر فيها الكلاب الشاردة، مؤكداً صعوبة معالجتها بشكل كامل لعدم توافر الإمكانات والمعدات الكافية، وأن هذه الكلاب لا تنتشر خلال ساعات النهار لاختبائها في المناطق المهجورة واختفائها وعدم التمكن من الوصول إليها.
ولفت إلى أنه تم القضاء على ما يزيد على 600 كلب شارد منذ بداية العام الجاري وحتى منتصف شهر تشرين الأول، مشيراً إلى أنه تمت معالجة وتحييد نحو 50 كلباً شارداً في حي الوعر وحده خلال الشهر الماضي.
وأكد “الصالح”، أن حل هذه الظاهرة يحتاج لتعاون الوحدات الإدارية في الريف القريب والمتصل مع المدينة والذي يشكل منطلقاً ومدخلاً لقطعان الكلاب إلى المدينة.
من جانبها، بيّنت رئيسة برنامج وحدة الكلاب في مديرية صحة حمص الدكتورة “ندى السباعي”، للصحيفة نفسها، أنه يوجد مركزان رئيسيان في المحافظة لاستقبال المواطنين الذين يتعرضون للعض من الكلاب الشاردة يعملان على مدار الـ 24 ساعة، أحدهما في مشفى الباسل بحي كرم اللوز بالمدينة والمركز الثاني في مشفى تلكلخ الوطني بريف المحافظة.
وأشارت “السباعي”، إلى وجود فرق طبية متخصصة ومتدربة بشكل جيد للتعامل مع حالات العض في 13 وحدة كَلَب أخرى موزعة على المراكز الصحية في المدينة والأرياف تعمل على استقبال مثل هذه الحالات وتقديم الإسعافات الأولية لها ومن ثم تحويلها إلى أحد المركزين الأساسيين في حال احتاجت حالته لذلك.
وعن مدى توافر اللقاحات والأمصال في حمص، قالت الدكتورة “السباعي” إن كمية اللقاحات وأمصال الكلاب وأمصال الكزاز متوافرة حالياً، ولكن محدودة وتنقطع بين الحين والآخر.
وأشارت “السباعي”، إلى أن عدد المواطنين الذين يتعرضون للعض من الكلاب الشاردة يتراوح ما بين 50 إلى 130 مواطناً بمعدل وسطي شهرياً، لافتة إلى أن عدد المواطنين الذين تعرضوا للعض منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه يقدر بحوالي 500 مواطن.
يذكر أنه، توفي في أيار الفائت، طفل بريف حلب بعد تعرضه لعضّة كلب، وسبق أن توفي شاب في مدينة عفرين نتيجة عضّه من كلب مسعور، في نهاية تشرين الثاني للعام الماضي 2022.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع