مواطنون يسترقون فرحة العيد.. الأسعار تكوي القلوب قبل الجيوب
مواطنون يسترقون فرحة العيد
رغم الظروف المعيشية الصعبة التي تُحيط بالأُسر الحموية كباقي أُسر المحافظات السورية، فذلك لم يمنع الأهالي في محافظة حماة من استراق فرحة العيد وإن كانت جيوب معظمهم شبه فارغة، إذ يرتاد البعض منهم أسواق المدينة علّهم يستطيعون شراء ما يحتاجونه استقبالاً لعيد الأضحى المبارك.
الأعياد بالنسبة للأهالي
باتت الأعياد تقتصر على إقامة الصلوات هكذا بدأ المواطن مصطفى أبو محمد من أبناء مدينة حماة حديثه لـ “كليك نيوز”، مضيفاً أن جملة كل عام وأنت بخير لا تزال موجودة رغم تغير النفوس وهي تُقال فقط كجملة دون الشعور بها، فالعيد هو عيد كيفما حل وأينما جاء ولكن عام عن عام بتنا لا نشعر بطقوسه المعهودة.
ويرى مواطن آخر أن العيد للأطفال فهو عبارة عن فرحة ومصدر لسعادة يبحثون عنها في الشوارع والأزقة والحدائق، حتى ألعابهم بات سعرها باهظ ما يشكل عبء على ذويهم، أما نحن الكبار فنبحث عن فسحة أمل تبشرنا بتحسن الوضع المعيشي.
بينما تقول إحدى السيدات أنه في الأعوام السابقة كنا نتدبر أمر العيد بالقليل من الحيل في صناعة الحلوى لكن اليوم ومع ارتفاع الأسعار لا يمكننا فعل ذلك، حتى أنه لم أستطع شراء ثياب العيد لأولادي فالواحد منهم تكلف ملابسه أكثر من 100 ألف ل.س في أحسن الأحوال.
ارتفاع الأسعار يحد من التحضيرات للعيد
لا شك أن ارتفاع الأسعار يحد من التحضيرات لعيد الأضحى المبارك، الذي اقترب في ظل غلاء أسعار الأضاحي واللحوم، ومعظم من يرتاد الأسواق يكتفي بالمشاهدة فقط علّه يستعيض شراء حلوى العيد الجاهز بصنعها في المنزل، فالحلويات المنزلية عادات وطقوس لا تكتمل بهجة العيد دونها، رغم عدم توافر الغاز وتقنين الكهرباء الطويل وارتفاع سعر المواد الأولية، حيث سُجل سعر عبوة الزيت النباتي 1 ليتر بـ10 آلاف ل.س، وعبوة السمن النباتي 1كيلو بـ14 ألف ل.س وكيلو الطحين بـ2000ل.س، إضافة إلى معاناة العديد من المنازل من قلة مياه الشرب والغسيل وارتفاع سعرها عبر الصهاريج.
حلويات تشتهر بها محافظة حماة
يرتبط اسم مدينة حماة بحلاوة الجبن كما ارتبط اسمها بنواعيرها ونهر العاصي هكذا تحدث المواطن وليد ياسين وهو ابن هذه المصلحة منذ 50 عام وأضاف أنها أكلة شعبية تتناولها جميع الفئات وتوارثها الأبناء عن الأجداد يوجد منها حلاوة الجبن بالقشطة – حلاوة الجبن سادة – حلاوة الجبن محشية – معجوقة بالقشطة مع الفستق الحلبي.
لم يكن الفارق كبيراً بين أجواء عيد الأضحى اليوم عن أجواء عيد الفطر قبل حوالي الشهر، المشهد ذاته.. أسواق تُحيطها الحلويات والملابس والألعاب ورائحة كعك العيد من كل جانب، وما يفرقهما هو السلع التي لا تحافظ على سعرها، أسعار تكوي القلوب قبل الجيوب، فما إن تنام العائلة على سعر سلعة معينة لتستيقظ على سعر جديد أعلى من سابقه، فعملية ضبط السوق حالت دون تخفيض أسعار السلع أو ثباتها مقارنة مع دخل العائلة.
ويعاني سوق مدينة حماة من ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، تكاد أسعار السلع تتعدى أسعار الماركات العالمية، ليس فقط بالملابس بل كل ما يباع ويشترى حتى وإن كانت حلويات الأطفال.
حماة – أوس سليمان