من تصعيد إلى تصعيد.. درعا على صفيح ساخن
من تصعيد إلى تصعيد.. درعا على صفيح ساخن
لايزال مشهد العنف والتصعيد الأمني في درعا سيد الموقف حيث تزايد نشاط الجماعات المسلحة المناوئة لاتفاق التسوية الأخير الذي أبرم أيلول 2021 وراح ضحية عنفها عشرات المواطنين والجنود في سلسلة هجمات طالت المحافظة من شرقها الى شمالها وغربها فيما يعود الحديث عن تجدد نشاط “غرفة الموك” التي كانت تديرها استخبارات أميركية وغربية وبعض الدول العربية إضافة الى اللاعب الأساسي وصاحب اليد الأطول في الجنوب السوري الاحتلال الإسرائيلي الى الواجهة.
وفي جردة حساب خلال أيام الأسبوع الماضي، تجدد نشاط خلايا الجماعات المسلحة في مدينة درعا وعدة مدن وبلدات أخرى حيث استهدف تفجير ضخم منتصف ليل الخميس الماضي رئيس جهاز المخابرات الجوية في درعا بعبوة ناسفة وضعت في طريق مروره قرب متحف درعا الوطني إلا أنه نجا منه، فيما أصيب عدد من العناصر والمدنيين والحق التفجير أضراراً مادية كبيرة في الأبنية المجاورة.
ولم تمض ساعات حتى استهدف مسلحون أحد عناصر قوات حفظ النظام المتواجدين ضمن دورية في ساحة بصرى شرق المدينة قرب مخيم النازحين بالرصاص الحي ما أدى لإصابته إصابة بليغة نقل على أثرها الى مستشفى الشرطة بدمشق.
أعقبها بيومين العثور على جثة مواطن خطف من بلدة المسيفرة شرقا ليعثر عليه مقتولا على الطريق بين بلدتي كحيل والطيبة بالريف الشرقي.
إلا أن أبرز الأحداث التي شكلت صدمة كبيرة على مستوى المحافظة من حيث الشكل والطريقة وعدد الضحايا هو ذلك الهجوم الذي شنه مسلحون ملثمون على منزل رئيس دائرة زراعة الصنمين بالريف الشمالي أثناء سهرة عائلية ضمته وأفراد أسرته وأبناء عمومته ومن بينهم أمين فرع درعا لحزب البعث السابق كمال العتمة، وراح ضحية الهجوم الذي وصف بالمجزرة المرعبة والتصعيد الأمني غير المسبوق خمسة شهداء وثلاثة جرحى بينهم امرأتين وطفل رضيع ما يعني أن الهجوم لم يستهدف شخصا بعينه وأنما استهدف الجميع.
وهو ما فسر في إطار تغير في التكتيك الذي تتبعه خلايا الجماعات المسلحة الرافضة لاتفاق التسوية من استهداف محدود تحت ذرائع متعددة الى توجيه رسائل لكل مواطن في المحافظة بأنه بات هدفا مشروعا لها بغض النظر عن انتمائه السياسي أو مهنته.
وكان قبل ذلك بساعات قليلة، تفكيك عبوة ناسفة قرب جسر الضاحية غرب مدينة درعا، وتلا تلك المجزرة المروعة حسب وصف سكان الصنمين، قيام مسلحين بتفجير محال تجارية لأحد المواطنين قرب دوار الجمل في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، الذي فكك فيه قبل أيام عبوات ناسفة.
وتهدف هذه المجموعات ومن يديرها الى تشتيت الأنظار وخلط الأوراق وجعل المشهد وكأنه ثأر شخصي بدلاً من وصفه بالتطور الخطير شكلاً ومضموناً.
ولم ينتظر المسلحون وقتاً طويلاً بعد مجزرة الصنمين حتى بادروا الى جريمة أخرى بحق ثلاثة جنود من بلدة الناصرية، كانوا يشترون حاجيات شخصية على طريق جاسم نوى غربا، فاستشهدوا ثلاثتهم متأثرين بجراحهم.
عدا عن حوادث متفرقة هنا وهناك من قيام مسلحين بإلقاء قنابل صوتية في الطرقات في كل من جاسم وتسيل بالريفين الشمالي الغربي والغربي.
إن مؤشرات التصعيد في درعا باتت واضحة حسب معطيات أمنية تحدث عنها مصدر مطلع وأضاف، أن هناك أوامر خارجية بتأجيج المشهد أكثر في الجنوب السوري تحديداً درعا وربما يرتبط ذلك بما يحدث على المستوى الدولي والإقليمي.
خاص درعا