تراثثقافة

مقهى روضة حمص.. ذكريات بعبق الماضي ورائحة القهوة

مقهى روضة حمص.. ذكريات بعبق الماضي ورائحة القهوة

 

تفوح منه رائحة ذكريات الماضي الجميل، فهنا غنت صباح ومحمد عبد الوهاب، والتقى المثقفون والكتَّاب ممن اتخذوا من طاولاته صالوناً أدبياً أمثال (وصفي القرنفلي، عمر أبو ريشة، طه حسين) وعلى خشبة مسرحه أبدعت الفرق المسرحية أمثال (اسماعيل ياسين، نجيب الريحاني).

كما اجتمع أهم القادة السياسيون أيام الانتداب الفرنسي، وعلى أثره تم إغلاق مقهى روضة حمص عدة مرات من قبلهم.

مقهى روضة حمص.. ذكريات بعبق الماضي ورائحة القهوة

موقع استراتيجي

حضور تاريخي وسياحي لأشهر مقاهي حمص وأحد أهم رموزها التراثية والثقافية، يقع في ساحة الساعة الجديدة، الشارع الواصل بين مركز مدينة حمص وشارع الدبلان، وبجواره أهم المراكز الخدمية والثقافية في حمص (مبنى المحافظة، مالية حمص، دائرة الشؤون، قيادة الشرطة، مسرح الكندي، متحف حمص ….).

“رئة حمص” أبلغ وصف أطلقه الرئيس الخالد حافظ الأسد على هذا المقهى، حيث تعلو أصوات وضحكات لاعبي “الشدة” وطاولة الزهر والشطرنج، وتجتمع العائلات مساءً إلى جانب حلقات الأصدقاء، هرباً من ضغوط أيام مليئة بالتعب.

موقع استراتيجي

على مدار الساعة

يستقبل مقهى روضة حمص ضيوفه وزواره في مختلف الأوقات، ابتداءً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الواحدة ليلاً، بينما للأعياد والمناسبات حسابات أخرى، قد تدخل حيِّز الثانية والثالثة صباحاً، حسب رواية الحاج “عبد الناصر الأصفري” وهو أحد أقدم الموظفين في المقهى، ممن اختلط بياض شعره مع أجمل حكايا الماضي، مقدماً شرحاً عن خدمات المقهى بقوله: “يُقدم المقهى خدمات متنوعة منها، كالشاي، القهوة، المتة، أراكيل، كوكتيلات وعصائر بأنواعها، بوظة أمية”
بالإضافة لوجبات طعام مثل، “فول، حمص، متبلات، سلطات، همبرغر، سكالوب … وغيرها”

وتراعي مقهى الروضة الأسعار، والذي ميَّزها بانخفاض الكلفة مقارنة بغيرها من الكافتيريات والمطاعم الأخرى، وبحساب سعر فنجان القهوة في أماكن أخرى 3000، بينما نجد أنه في الروضة 1900، ويعود الهدف برأي “الأصفري” هو جذب الناس و السعي لإرضاء كافة الطبقات الاجتماعية، ومراعاة مبدأ عدم حرمان أي أحد من دخول هذا المكان الجميل المريح نفسياً.

على مدار الساعة

ميزات إضافية

في زمن “عماد كسيبي”، تم إضافة “شلال التمساح” داخل المقهى لإكسابه رونقاً وجمالاً إضافياً، حسب رواية “عبد الناصر الأصفري”، إضافة للبحرات والشلالات.

إلا أن لما مر على مدينة حمص من أحداث ألقت بثقلها على المقهى، الذي تعرض للتخريب والضرر فيما بعد من قبل قذائف الإرهابيين 2011 – 2014، وسرقة المعدات منه، ليتحول فيما بعد جزء كبير من جوانبه إلى أنقاض، حيث تم ترميمه وافتتاحه من جديد عام 2014 من قبل الشيخ “زياد الملحم”.

كما يقام سنوياً ضمن المقهى فعاليات ومعارض عدة، تضم شركات خاصة وفنانين ودكاترة، كان أخرها معرض الدكتور “محمد الجيبالي” وزوجته الدكتورة “نسرين” في تاريخ 1/1/2021، ويتم ضمن هذه الفعاليات توزيع هدايا لأسر الشهداء، عدا عن تصوير الأعراس، وأخذ صور تذكارية داخل المقهى للعروسين، في حين تعقد صباحاً (اجتماعات عقارية، محامين، بيع وشراء ….).

ويستقطب مقهى روضة حمص بصفته مكاناً سياحياً وحافلاً بالقصص المتوارثة مختلف الكروبات السياحية، بما فيها صحفيين وسياسيين وفنانين أيضاً، الذي جعل منه نقطة تلاقي لأهالي حمص والقادمين من خارج المحافظة.

“المقهى أجمل من الكفرون”، عبارة اختصر بها أهالي حمص حبهم لهذا المكان، الذي مازال محافظاً على جلساته الهادئة وأجوائه النظيفة وفسحته السماوية الكبيرة.

ميزات إضافية

حمص – ربى العلي – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: تحرير 15 مخطوفاً بالتعاون مع الأهالي في حمص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى